تقرير غالوب: تضاعف استخدام الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل عام 2025

واصل الذكاء الاصطناعي ترسيخ حضوره داخل بيئات العمل، مع تسجيل قفزة واضحة في معدلات استخدامه بين الموظفين، وفقًا لاستطلاع حديث أجرته مؤسسة «غالوب»، يعكس تحولًا متسارعًا في طبيعة إنجاز المهام داخل الشركات.

45% من العاملين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي

وأفاد الاستطلاع بأن 45% من الموظفين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي عدة مرات سنويًا على الأقل، مقارنة بـ21% فقط في عام 2023، ما يؤكد تضاعف الاعتماد على هذه التقنيات خلال فترة قصيرة. 

واستندت النتائج إلى آراء أكثر من 23 ألف مشارك في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث من عام 2025.

ورغم هذا النمو، لا يزال الاستخدام اليومي محدودًا نسبيًا عند 10%، إلا أنه يواصل الارتفاع مقارنة بالربع السابق الذي سجل 8%.

تفاوت كبير بين القطاعات الوظيفية

وكشف التقرير عن فجوة واضحة في معدلات استخدام الذكاء الاصطناعي بين القطاعات، حيث تتقدم وظائف المعرفة والياقات البيضاء المشهد بفارق كبير عن الوظائف الميدانية.

وتصدرت قطاعات التكنولوجيا وأنظمة المعلومات القائمة بنسبة 76%، تلاها القطاع المالي بنسبة 58%، ثم الخدمات المهنية بنسبة 57%. 

في المقابل، جاءت معدلات التبني أقل في قطاعات التجزئة (33%)، والرعاية الصحية (37%)، والصناعة (38%).

دوافع استخدام الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل

وبحسب «غالوب»، يتمثل الاستخدام الأساسي للذكاء الاصطناعي في:

تنظيم وتلخيص المعلومات (42%)

توليد الأفكار والمحتوى (41%)

التعلم وتطوير المهارات (36%)

أتمتة المهام الروتينية (34%)

وأشار التقرير إلى استقرار هذه الدوافع منذ بدء قياسها في عام 2024، ما يعكس نضجًا نسبيًا في طريقة توظيف هذه التقنيات.

روبوتات الدردشة تتصدر الأدوات الذكية

وتأتي روبوتات الدردشة في مقدمة أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة داخل الشركات بنسبة 61%، وتشمل منصات بارزة مثل ChatGPT وGoogle Gemini وMicrosoft Copilot. 

تليها أدوات الكتابة والتحرير بنسبة 36%، ثم مساعدات البرمجة بنسبة 14%.

وأوضح التقرير أن العاملين الذين يستخدمون أدوات البرمجة وتحليل البيانات يعتمدون على الذكاء الاصطناعي بوتيرة أعلى من غيرهم، ما يعكس ارتباطًا قويًا بهذه الحلول المتخصصة، خاصة مع انتشار تقنيات البرمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وظهور أدوات متقدمة من شركات عالمية.

فجوة الوعي داخل المؤسسات

ورغم الانتشار المتزايد، لا يزال 23% من الموظفين غير متأكدين مما إذا كانت شركاتهم قد تبنت الذكاء الاصطناعي رسميًا.

 وارتفعت هذه النسبة بين الموظفين غير الإداريين إلى 26%، مقارنة بـ16% بين المديرين، بينما كان قادة الشركات الأكثر وعيًا، إذ لم تتجاوز نسبة غير المدركين بينهم 7%.

ويعكس هذا التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي اشتداد المنافسة بين الشركات المطورة للحلول الذكية، وفي مقدمتها «أوبن إيه آي»، التي تخطط لجعل حلول الأعمال محورًا رئيسيًا في عام 2026، في ظل منافسة قوية من منصات مثل Microsoft Copilot وClaude، في سباق لتعزيز الإنتاجية وأتمتة الوظائف داخل المؤسسات.