خلايا معدلة تعيد الأمل لمرضى السكري من النوع الأول

اكتشاف ثوري: تعديل مناعي موضعي يوقف تطور السكري من النوع الأول

  • تاريخ النشر: منذ 4 أيام زمن القراءة: دقيقتين قراءة آخر تحديث: منذ يومين
خلايا معدلة تعيد الأمل لمرضى السكري من النوع الأول

في إنجاز علمي يربط بين عالمي السرطان والسكري، توصل فريق بحثي من مايو كلينك إلى اكتشاف ثوري قد يغير مستقبل علاج داء السكري من النوع الأول، وهو أحد أكثر الأمراض المناعية المزمنة تعقيداً.

اكتشاف ثوري: تعديل مناعي موضعي يوقف تطور السكري من النوع الأول

الدراسة انطلقت من سؤال بحثي أساسي، وهو: كيف تنجو الخلايا السرطانية من رقابة الجهاز المناعي؟

هذا التساؤل دفع الباحثين إلى استكشاف آليات التخفي التي تعتمدها تلك الخلايا، على أمل الاستفادة منها في حماية خلايا بيتا في البنكرياس، التي يستهدفها جهاز المناعة في حالات السكري من النوع الأول.

ويعرف هذا النوع من السكري بأنه مرض مناعي ذاتي، حيث يهاجم الجسم خلاياه ذاتياً، تحديداً خلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين.

ويفقد المرضى قدرتهم على إنتاج هذه المادة الحيوية، مما يستلزم علاجات طويلة الأمد، لكن دون شفاء تام.

وركز الباحثون على جزيء سكري يعرف باسم حمض السياليك، وهو سلاح تستخدمه الخلايا السرطانية للاختباء من الجهاز المناعي.

وكانت الفكرة التي طرحها فريق مايو كلينك، هي: ماذا لو قمنا باستخدام هذا الجزيء لحماية خلايا الجسم المفيدة بدلاً من الخبيثة؟

ومن أجل تحقيق ذلك، لجأ الباحثون إلى إنزيم يدعى ST8Sia6، معروف بدوره في تحفيز إنتاج حمض السياليك.

وقد سبق للفريق نفسه أن اكتشف هذا الإنزيم قبل سنوات خلال أبحاث تتعلق بالسرطان. والآن، عادوا لاستخدامه في مجال جديد كلياً.

وقام العلماء بهندسة خلايا بيتا معملياً لتقوم بإنتاج هذا الإنزيم، بحيث تكسو نفسها بطبقة من حمض السياليك، تمنحها حماية من الهجوم المناعي.

وبعد اختبارات أولية ناجحة في نماذج صناعية، تم تطبيق التقنية في نماذج ما قبل سريرية أكثر تطوراً، تحاكي تطور المرض لدى الإنسان.

وكانت النتيجة حماية شبه كاملة، حيث نجحت الخلايا المهندسة في منع تطور السكري من النوع الأول في نحو 90% من الحالات.

وليس هذا فحسب، بل بقي الجهاز المناعي نشطاً وفعالاً ضد الأمراض الأخرى، مما يؤكد أن هذا النهج لا يثبط المناعة العامة، بل يولد ما يسمى بتحمل مناعي موضعي خاص بخلايا بيتا فقط.

وأوضح الباحثون أن الأمر أشبه بإعادة تعريف الجهاز المناعي لما يجب أن يعتبر تهديداً وما لا يجب، لافتين إلى أنهم لا يخدرون المناعة، بل يعيدون توجيهها.

وهذا الاكتشاف يمهد الطريق نحو تطوير خلايا بيتا معدلة والتي يمكن زراعتها في المرضى دون الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة، ما قد يفتح الباب لعلاجات دائمة وآمنة لملايين المرضى حول العالم.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة