رحلتي مع فورد تيريتوري: رفيقة المغامرة التي أثبتت أن الفخامة لا تحتاج إلى ميزانية ضخمة

منذ اللحظة الأولى التي جلست فيها خلف مقود فورد تيريتوري، شعرت أنني على موعد مع تجربة مختلفة. ليست مجرد سيارة جديدة على الطريق، بل شريك فعلي لكل من يعشق القيادة والاستكشاف دون أن يضطر لدفع ثمن مبالغ فيه مقابل ذلك.

تبدو تيريتوري وكأنها صُمّمت خصيصاً لنا، نحن سكّان الشرق الأوسط الذين نعيش بين صخب المدن وحدّة المناخ ووعورة التضاريس. فهذه السيارة تجمع ما بين الفخامة العملية، التكنولوجيا المتقدمة، والقدرة على التحمّل، في مزيج يجعلها واحدة من أكثر السيارات توازناً في فئتها.

تصميم يلفت الأنظار

عند أول نظرة، ستجذبك الخطوط الانسيابية لهيكل تيريتوري، وشبكها الأمامي الجريء الذي يمنحها حضوراً واثقاً على الطريق. مصابيح LED المتوهجة تضيف لمسة عصرية مميزة، والعجلات المعدنية قياس 19 بوصة تمنحها طابعاً رياضياً أنيقاً.
لكن الجمال الخارجي ليس وحده ما يثير الإعجاب، بل أيضاً الفكر التصميمي خلفه: خطوط الديناميكية الهوائية صُممت لتقلّل مقاومة الهواء وتزيد من كفاءة استهلاك الوقود، مما يعني تجربة قيادة أكثر سلاسة واقتصادية في آن واحد.

تكنولوجيا ذكية في خدمة السائق

أحد أكثر الجوانب التي أحببتها في تيريتوري هو نظام المعلومات والترفيه الذي يعتمد شاشة لمس ضخمة قياس 12.3 بوصة عالية الدقة.
النظام متوافق بالكامل مع Apple CarPlay وAndroid Auto، ما يجعل الوصول إلى الخرائط، الموسيقى، والمكالمات غاية في السهولة. أما خاصية الشحن اللاسلكي فكانت المنقذ في رحلاتي الطويلة، حيث أبقت هاتفي مشحوناً دائماً دون الحاجة لأسلاك.

وفي لحظات الزحام داخل المدينة، وجدت نفسي ممتناً لكاميرا الـ360 درجة التي تمنح رؤية شاملة لمحيط السيارة وتجعل ركنها في المساحات الضيقة أمراً في غاية البساطة. هذا النوع من التفاصيل الذكية هو ما يجعل القيادة اليومية أكثر راحة ومتعة.

الراحة الداخلية: مساحة تتحدث بلغة الهدوء

في الداخل، فورد تيريتوري تفاجئك بسعة غير متوقعة في هذه الفئة من السيارات. المقصورة فسيحة ومصممة بعناية لتناسب كل أفراد العائلة أو مجموعة الأصدقاء خلال الرحلات الطويلة.
الفرش الفاخر، المقاعد المريحة التي تدعم الظهر، والمساحات الرحبة للأرجل والرأس، جميعها تجعل من كل رحلة تجربة مريحة مهما طالت المسافة.
أما نظام تكييف الهواء فهو ببساطة مذهل — حيث اختُبر خصيصاً في حرارة صيف دبي ليضمن أداءً فعّالاً حتى عند تجاوز درجات الحرارة 50 مئوية.

فخلال تجربة القيادة التي قمت بها بين المدينة والصحراء، لم أشعر بأي ضعف في التبريد حتى بعد ساعات من القيادة تحت أشعة الشمس المباشرة.

أداء مفعم بالقوة والثقة

القلب النابض لتيريتوري هو محرّك EcoBoost سعة 1.8 لتر، بقوة 190 حصاناً وعزم دوران 320 نيوتن متر، مرتبط بناقل حركة أوتوماتيكي من سبع سرعات.
ما أعجبني هو توازن الأداء بين القوة والكفاءة. السيارة تستجيب بسرعة عند الضغط على دواسة الوقود، لكن دون إفراط في استهلاك البنزين — بمعدل يبلغ 15.9 كلم/لتر، وهي أرقام ممتازة بالنسبة لسيارة SUV بهذا الحجم.

في الطرق السريعة، تيريتوري ثابتة ومتماسكة، حتى عند السرعات العالية. أما على الطرق الوعرة، فقد أثبت نظام التعليق المتوازن قدرته على امتصاص الصدمات، مما جعل الرحلات إلى الكثبان الرملية أكثر راحة مما توقعت.
لا عجب في ذلك، ففورد خضعت لاختبارات قاسية للسيارة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ضمن درجات حرارة تتجاوز الخمسين، لتضمن أن كل جزء منها يتحمّل ظروف المنطقة القاسية.

السلامة أولاً… وثانياً وثالثاً

بصفتي سائقاً محباً للسرعة أحياناً، أقدّر كثيراً أنظمة السلامة الذكية. فورد تيريتوري زُوّدت بحزمة من المزايا التي تمنحك راحة البال.
من أبرزها مثبّت السرعة التكيّفي (Adaptive Cruise Control)، ونظام مراقبة النقطة العمياء (BLIS)، إضافة إلى التحذير من حركة المرور المتقاطعة عند الرجوع للخلف، ونظام المحافظة على المسار، والكبح التلقائي في الطوارئ.
كل هذه التقنيات تعمل بتناغم لتتنبأ بالمخاطر المحتملة وتمنعها قبل وقوعها، وهو ما اختبرته فعلاً حين فاجأني أحد السائقين بتوقف مفاجئ أمامي، فاستجابت السيارة بسرعة خاطفة وكأنها تقرأ الموقف بدلاً عني.

هندسة مصمّمة للمنطقة

ما يميز فورد تيريتوري حقاً هو أنها ليست سيارة “عالمية” فُرضت على المنطقة، بل سيارة مُهندسة خصيصاً للشرق الأوسط.
اختبارات الحرارة والغبار أجريت في دبي من قِبل مهندسين إقليميين لديهم أكثر من 15 عاماً من الخبرة في التعامل مع المناخ المحلي.
حتى نظام التبريد خضع لتعديلات دقيقة تضمن أداءً مستقراً، وكذلك مواد المقصورة صُمّمت لتحمّل الشمس القاسية دون أن تتشقّق أو يتغير لونها.
كل هذه التفاصيل الدقيقة تعني ببساطة أنك تشتري سيارة تعلم تماماً ما ستواجهه في منطقتنا.

تجربة القيادة اليومية

في الأيام العادية، سواء كنت أقود إلى العمل أو أتنقل في شوارع مزدحمة مثل شارع الشيخ زايد، تيريتوري تمنحك إحساساً بالهدوء والثقة.
الرؤية البانورامية، المقود الخفيف، ونظام المساعدة على الركن يجعلون كل رحلة خالية من التوتر. وحتى في الزحام، تساعدك أنظمة المساعدة على القيادة على الحفاظ على تركيزك دون عناء.
لكن السحر الحقيقي يبدأ عندما تخرج بها خارج المدينة — إلى الصحراء، إلى البحر، أو إلى الجبال. هناك، تشعر أن هذه السيارة وُلدت لتكتشف.

القيمة مقابل السعر

أكثر ما يجعل فورد تيريتوري جذابة هو القيمة الفعلية التي تقدمها مقابل السعر. فهي تمنحك مستوى من الفخامة والتقنيات الحديثة يوازي سيارات أغلى منها بكثير، دون أي تنازل عن الجودة أو الأداء.
ففي الوقت الذي تزداد فيه أسعار السيارات في المنطقة، تبقى تيريتوري خياراً منطقياً لمن يبحث عن SUV موثوقة وأنيقة ومريحة.
سواء كنت شاباً في بداية مسيرتك أو عائلة تبحث عن سيارة آمنة واقتصادية، ستجد في تيريتوري الرفيق المثالي.

إحساس بالثقة في كل لحظة

أعتقد أن أكثر ما يميّز فورد تيريتوري هو الإحساس الدائم بالأمان والثقة.
سواء كنت خلف المقود أو جالساً في المقعد الخلفي، تشعر أن كل شيء في السيارة صُمم بعناية ليجعلك تستمتع بالرحلة دون قلق.
إنها ليست فقط وسيلة تنقّل، بل مساحة راحة وحماية، مكان يجعلك تشعر بالسيطرة والطمأنينة في الوقت نفسه.

خلاصة تجربتي

بعد أسابيع من القيادة في مختلف الظروف — من الشوارع الضيقة في المدينة إلى الطرق السريعة والصحارى الواسعة — يمكنني القول بثقة: فورد تيريتوري سيارة تفوق التوقعات.
هي ليست فقط سيارة أنيقة ومريحة، بل تجربة قيادة متكاملة تمزج بين التكنولوجيا والأداء العملي والراحة النفسية.
هي الخيار المثالي لمن يريد سيارة متطورة، آمنة، واقتصادية دون أن يتنازل عن المتعة.
في عالم تتزايد فيه الأسعار وتتغير فيه التوجهات، تيريتوري تُعيد تعريف ما يعنيه أن تملك سيارة SUV متكاملة — رفيقة للمدينة، وشريكة للمغامرة.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على تيربو العرب. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا