رمضان في ظل كورونا.. تراويح مقيّدة والحل الرقمي لا يقلّل الضرر!

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الثلاثاء، 13 أبريل 2021
رمضان في ظل كورونا.. تراويح مقيّدة والحل الرقمي لا يقلّل الضرر!

يأتي شهر رمضان للعام الثاني على التوالي في ظل استمرار جائحة كورونا، لكن يظهر هذه المرة أكثر تخفيفا للإجراءات في ظل سماح جل الدول بأداء الصلوات الجماعية، إلا أن هناك دولا قررت فرض قيود على صلوات معينة كصلاة التراويح، وأخرى قررت منعها بالكامل في المساجد، خصوصا مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من التجمعات الدينية.

دول تمنع التراويح

وللعام الثاني، لن يستطيع المصلون المغاربة تأدية صلاة التراويح في المساجد بعدما قررت السلطات تمديد حظر التجوال الليلي وفرضه في رمضان من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا. قرار أثار غضب البعض سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في الواقع حيث خرجت احتجاجات صغيرة كما جرى في مدينة طنجة.

غير أنه ليس المغرب لوحده من اتخذ هذا القرار، فهناك كذلك تونس والأردن وقطر وعمان. الأردن اتخذ قرارات أكثر صرامة بحظر صلوات المغرب والعشاء والتراويح في المساجد، فضلا عن صلاة الجمعة، وهو قرار أثار استياءً لدى فئات من الشارع الأردني، فيما قرّرت تونس التوقف عند المغرب والعشاء والتراويح، واقتصرت قطر على صلاة التراويح لوحدها.

في المقابل قررت دول أخرى عدم منع أيّ صلاة بالمساجد، في طليعتها السعودية التي فتحت المجال أمام صلاة التراويح مع تقصير زمنها، ومنع الاعكتاف والإفطار والسحور الجماعيين. بينما قررت مصر سن شروط حازمة لتمكين المصلين من حضور التراويح في المساجد، منها إغلاق دورات المياه. أما الكويت فقد قرّرت الإبقاء على حظر التجوال، مع استثناء المتجهين لصلاة التراويح.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وسوم غاضبة من استمرار قرارات حظر التجوال كوسم #نطالب_بالغاء_الحظر الذي انتشر بشكل أكبر في عمان حيث منعت السلطات بدورها صلاة التراويح في المساجد:

الصلاة الرقمية.. الحل؟

اتجه كثيرون للتجمعات الافتراضية لحضور الاجتماعات والفصول الدراسية والندوات خصوصا مع التنافس الشديد بين شركات مؤتمرات الفيديو. الفكرة قد تكون حلا للراغبين في صلاة التراويح، إلّا أن شروط صلاة الجماعة في الإسلام جعلت اللجوء إلى حل مماثل بيد دور الإفتاء والهيئات الدينية المختصة.

اقرأ أيضا: بين الحلال والحرام وإفطار رمضان.. كورونا يشغل هيئات الإفتاء

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كان قد أفتى بأن صلاة الجمعة عن طريق وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الحديثة "لا تجوز شرعا"، كما سبق لوزارة الشؤون الإسلامية في السعودية أن أفتت بعدم جواز أداء صلاة التراويح خلف إمام الحرم، وهو الرأي نفسه لدار الإفتاء في مصر.

غير أنه في المغرب كانت الفكرة قد أثارت جدلا بين الفقهاء، إذ نقل موقع عربي 21 عن الفقيه المقاصدي المغربي الحسين آيت سعيد أن المذهب المالكي يتيح للناس صلاة التراويح عبر اتباع الإمام في التلفزيون، خصوصا في ظل الجائحة.

ونقل الموقع فتوى قديمة لشيخ مغربي هو أحمد بن الصديق الغماري أجاز فيها صلاة الجمعة عبر المذياع، كما أفتى الفقيه المغربي أحمد الريسوني بجواز استخدام التلفزيون في النوافل (الصلوات غير الواجبة في الإسلام)، غير أن فقهاء مغاربة آخرين كمصطفى بن حمزة رفضوا الفكرة بدورهم واعتبروا الصلاة بهذا الشكل غير جائزة.

التواصل الرقمي لا يقلّل الخسائر

فضلا عن الصلوات الجماعية، سيُحرم سكان الدول الإسلامية من الطقوس الاجتماعية التي تميز فترة ما بعد صلاة التراويح، خاصة امتلاء المقاهي وخروج الناس للتجوال الليلي وتنظيم فعاليات ترفيهية وثقافية ورياضية في الليل. وإذا كانت دول معينة قد خففت المنع في الصلاة، فهناك شبه اتفاق على استمرار إجراءات الإغلاق في الليل.

وإذا ما استطاع الوسيط الرقمي جمع الناس في لقاءات افتراضية، فإنه لن يستطيع تعويض أصحاب المقاهي والمطاعم الذين سيكونون من أكبر الخاسرين اقتصاديا خلال هذا الشهر، ما لم تتدخل السلطات لأجل دعمهم ماديا، علما أن مبالغ الدعم تبقى أقل بكثير مما تحققه الكثير من هذه المنشآت الترفيهية من أرباح في رمضان.

وأدى قرار حظر التجوال إلى احتجاج منظمات وهيئات في تونس، اعتبرت في بيان لها أن القرار سيؤدي إلى "إفلاس ما تبقى من المؤسسات الصغرى وإلى تجويع جزء مهم من المجتمع التونسي"، خصوصا أن تونس لم تعلن عن دعم مادي. بينما أعلنت هيئات تجمع أصحاب المطاعم والمقاهي في المغرب بإضراب عن العمل قبل أن تعلن عن تأجيله في انتظار نتائج المفاوضات مع السلطات.

إ.ع/ ع.ج