زهير النوباني: الفن الأردني بحاجة لتنظيم وتخطيط وتشريعات مشجعة

  • تاريخ النشر: الأحد، 01 يونيو 2014 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
 زهير النوباني: الفن الأردني بحاجة لتنظيم وتخطيط وتشريعات مشجعة

فنان أردني عريق، يواكب القديم والجديد، له في رصيد أعماله الكثير، وناقش خلال أدواره الفنية العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مسيرته الفنية حافلة بالمحطات والأعمال المميزة وعلى مدار 40 عاماً حافظ على ما بناه فنياً واعتمد انتقاء أدواره بحرص.

“ليالينا” أمضت ساعات من الصباح برفقة الفنان زهير النوباني إذ أجرينا معه مقابلة وجلسة تصوير تمت في حدائق الحسين، التي اعتاد النوباني زيارتها في أوقات الصباح الباكر، ليستمتع بأجواء الطبيعة وهوائها النقي. وتحدث عن أهم المحطات في مسيرته الفنية، كما تطرق للحديث عن آخر أعماله، واسترجع معنا بعض الذكريات كما حدثنا عن الفن الأردني وما يواجهه من صعوبات وكشف لنا عن جديده المقبل، في حوار صريح وممتع.

علمنا أنك تمضى وقتك صباحاً في الحديقة حدثنا كيف تبدأ يومك وما هي طقوسك؟

في الواقع بيتي مطل على الحديقة وفي الصباح الباكر أحب التردد على حدائق الحسين أمشي قليلاً في استمتع بالأجواء الطبيعية ساعات الصباح الباكر واستنشق الهواء النقي كما أفضل الجلوس بعض الوقت للتأمل وتصفية الذهن.

بعد مسيرة فنية حافلة انطلقت فيها قبل أربعين عاماً وشهدت نجاحات وتألق أين تجد نفسك الآن؟

لازلت اجد نفسي في كامل حيوتي ونشاطي النفسي والجسدي.

 زهير النوباني: الفن الأردني بحاجة لتنظيم وتخطيط وتشريعات مشجعة

عندما نتحدث عن زهير النوباني، فإننا نرى الفن القديم والجميل، فكيف تصف لنا الفن في الفترة الحالية؟

الطاقات الفنية موجودة ومكونات الحركة الفنية موجودة، لكن يبدو أن هناك خلل في إدارة العمل الفني في الأردن، خاصة العمل الفني الرسمي، لم نستطع أن نبني على النجاحات التي تم تأسيسيها بالسنوات السابقة، نحن الآن في حالة ركود وتخبط.

برأيك.. ما هو الحل لخلاص الفنان الأردني من الظروف الصعبة التي يعيشها؟

اعتقد ان الحل هو تفعيل الفن، ووجود تشريعات تشجع العمل الفني، وهذا سيخرج الفنانين من الضائقة التي يمرون بها، لكن رغم تلك الظروف إلا أن هناك اعمال ناجحة وتذكر. 

الدراما الأردنية شهدت فترات، لكن سلم نجاحها بدأ يصعد من جديد.. فمن المسؤول عن تراجع الدراما الأردنية حيناً، وتقدمها حيناً آخر؟

عدم وجود تشريعات فنية تشجع الفن، وتشجع الشركات الانتاجية، وعدم وجود استراتيجية فنية ثقافية، وعدم وجود تخطيط لهذا الفعل والحراك الفني، كل هذه الأسباب قد تؤدي إلى التراجع.

حدثنا عن أهم المحطات في مسيرتك الفنية؟

المحطة الاولى كانت في الجامعة، في مسرحية حلاق بغداد عام 1973، تلك المسرحية سلطت الضوء علي كفنان قادم، كانت هذه المحطة مهمة في حياتي، وكان لي دور بطولة مطلقة، بدور مضحك ومبكي، وكان موضوعها مميز.

 زهير النوباني: الفن الأردني بحاجة لتنظيم وتخطيط وتشريعات مشجعة

هل درست الفن، أم كان ذلك مجرد هواية لديك؟

انا لم أدرس الفن، بل درست الإدارة العامة والعلوم السياسية في الجامعة الأردنية، لكن موهبة التمثيل كانت تسكن في داخلي منذ طفولتي، وبالجامعة كنت أشارك في مسرحيات الجامعة، وهذا من حسن حظي، وكما قمت بالمشاركة بدورات وورشات عمل بالتمثيل، بالإضافة للقراءة الفردية.

لو عاد بك الزمان للوراء.. هل كنت ستغير بعض الخيارات في حياتك؟

أكاديمياً سأختار الفن كتخصص، لأني أحبه ومؤمن أنه من خلال الفن يمكننا ان نغير المجتمع نحو الأفضل، ولن أغير في خيارات حياتي لكن قد أغير أسلوب حياتي.

 زهير النوباني: الفن الأردني بحاجة لتنظيم وتخطيط وتشريعات مشجعة

من بين الممثلين الجدد.. من منهم كان يذكرك بنفسك في بداية انطلاقتك؟

هناك مجموعة من الفنانيين الجدد يعجبني أسلوبهم وما يقدمون مثل محمد الابراهيمي، ومنذر رياحنة وغيرهم.

كيف تقيم مشاركات الفنانين الأردنيين في الدراما العربية؟

عندما سنحت الفرصة للفنانين الشباب بالمشاركة بالدراما العربية، سواء السورية أو المصرية أو غيرها، فقد أبدعوا وأثبتو أنهم فنانيين ولهم قدرهم ومكانتهم.

لقد شاركت بالدراما العربية والخليجية، لكن مازال اسمك مربوط بالأردن كفنان محلي، بالمقابل هناك الكثير من الفنانين محسوبين على أنهم أبناء الأردن، لكن فعلياً رصيدهم في الدراما الأردنية قليل جداً، فهل تلوم هجرتهم الفنية للخارج؟

لا ألوم أحد، فلا يوجد هنا فرص عمل فنية كفاية في الأردن، في المقابل نجد الأعمال المصرية تحديدا تأخذ حقها من الإعلام أكثر، فتنال الشهرة والنجاح أكثر من الأعمال الأردنية.
 

كيف تقييم حال الشباب اليوم، خاصة بعدما ظهر ما يسمى بالربيع العربي؟

أعتقد بأن الربيع العربي هو تفجير لتراكمات في نفوس الشباب، وشعور المواطن بالاحباط، بسبب غياب الحرية والديمقراطية، لكننا مازلنا في الربيع العربي، ونتائجه لن نحصدها إلا بعد سنين، وهذه المظاهرات اثبتت مدى تمرد الشباب على الضغوطات التي مروا بها وسمعوا عنها قديماً.

ما أكثر الأعمال التي قمت بها، وشغلت حيزاً كبيراً من ذاكرتك وقلبك؟

الكثير من الأعمال، إجمالاً أنا لا أشارك بعمل غير مقتنع ومؤمن به، كأمثلة أذكر شخصية أبو الشوارب في مسلسل تل الفخار، وشخصية بياع الهريسة في العلم نور، هناك الكثير من الأدوار التي أعتز بها.
 

رفضت العمل مع الفنان المصري عادل إمام في مسلسل فرقة ناجي عطالله، فما السبب في ذلك الرفض؟

لم يعجبني مضمون العمل ، لأنه مبني على فكرة وهمية، ونحن هنا ندخل المشاهد ببطولة وهمية غير واقعية، وشعرت أن به اساءات.
 

قدمت مؤخراً مسلسل أبو محجوب على قناة رؤيا.. فهل تجد أن أبو محجوب يشبهك؟

الكاريكاتير هو وسيلة للسخرية، وشعرت أنني استطيع أن أقدم هذه الشخصية كروح وكصوت، لكنها لا تبشهني.

هل تعتبر بأن المسرح الأردني مظلوم بين الفنون الأخرى؟

نعم، القاعات الرسمية في الأردن لها دور في تقديم طاقات جديدة، لكننا نفتقد المسرح الدائم، المسرح ذو الهيبة، والنظافة والترتيب، فهذا النقص لا يشجع الفنان الأردني على العمل والإبداع، فأنا أحب أن أذهب الى المسرح باستمرار تماماً كما أحب أن أذهب لأي مقهى شعبي، وأنا حالياً أحضر لمسرحية تتناول القضايا الاجتماعية والسياسية.

حدثنا عن مشاريعك المقبلة؟

حالياً أحضر لمشروع مسرحي لشباب وشابات، وكذلك هناك مشروع أصرح به لأول مرة سأقدم فيه أربع نماذج لشخصيات من المجتمع الأردني كل شخصية تمثل حالة وتختلف بلهجاتها ومكنوناتها لتعكس في النهاية قضايا متنوعة ومؤثرة في المجتمع تعبر عن أفكار المواطنيين ومشاعرهم، على أن يتم تداولها كمسجات على الموبايلات خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

هل هناك مشاريع بدوية على الساحة؟

بصراحة، أنا عملت في أكثر من نوع، لكن البدوي هو الأكثر تأثيراً في ذهون الناس، ولا يوجد حالياً مشاريع بدوية، لكنني لا أمانع.
 

ما رأيك بالمواهب الشبابية الكوميدية التي ظهرت عالساحة في الآونة الأخيرة؟

هذه مواهب رائعة، وبها طاقات كبيرة، وأنا أشجعها وأدعمها، وأتمنى لهم جميعاً التطوير والنجاح في المستقبل.
 

كيف تتوقع حال الفن الأرني بعد عشر سنوات على الأٌقل؟

إذا لم يكن هناك تخطيط وتنظيم لهذه المهمة، فسيبقى الفن مشتت وضائع، وسينخرط الفنان الأردني أكثر بالدراما العربية، وستبقى الأعمال الأردنية عبارة عن جهود فردية فقط، وبهذا ستضيع الطاقات المحلية الفنية.
 

حصلت على الكثير من الجوائز والتقديرات، فماذا تعني لك تلك المحطات؟

بداية، هي لفتة تقدير واحترام تعزز من ثقتي بنفسي وبأهمية ما أقدم، وبنفس الوقت هي تحملني مسؤولية أكبر لأحافظ على هذا النجاح والصعود به عالياً، ومن أكثر تلك الجوائز تأثيراً في نفسيتي، جائزة حصلت عليها عندما كنت طالباً بالجامعة عام 1972، حين قدمت مسرحية بق بق الكسلان، وهناك جائزة كانت مهمة جداً بالنسبة لي وأعطتني ايمان أكبر فيما أقدم، وهي جائزة الدولة التشجيعية التي قدمت لاول مرة  1990، من وزارة الثقافة وسلمني إياها جلالة الملك المرحوم الحسين بن طلال، والعديد من الجوائز التي تركت أثر إيجابي في داخلي كفنان وكإنسان. وأبرزها أيضاً وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى وسلمني إياه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عام 2007، والمميز في هذه الجائزة انها عندما منحت لي كانت المرة الأولى التي تمنح لفنان أردني.
 

هل ندمت على تقديم عمل معين؟

لا طبعاً.
 

هل هناك شخصية معينة تحب أن تقدم سيرتها الذاتية؟

الشخصية التي أحب أن أقدمها الآن، هي الشخصية التي لم أقدمها بعد.

شاهدوا أيضاً حسن البلام: وفقت في الوقوف أمام عبدالحسين عبد الرضا في "أبو الملايين"

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة