شركات ناشئة تساعد في إعادة إعمار غزة

  • ومضةبواسطة: ومضة تاريخ النشر: الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
شركات ناشئة تساعد في إعادة إعمار غزة

على الرغم من تدمير "إسرائيل" للعديد من الممتلكات والشركات والمنازل التي تُثمَّن بمليارت الدولارات، وتشريدها 500 ألف شخصٍ وقتلها 2,200 فلسطينيٍّ خلال الصيف الماضي، فشل الحصار والاحتلال المستمرّ لقطاع غزة في تدمير الإبداع فيها. فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، شكّل القطاع الذي يشهد كثافةً سكّانيةً عاليةً تصل إلى ما يقارب المليوني نسمة مع معدّل بطالةٍ يصل إلى 55٪، موطناً لمجتمعٍ صغيرٍ متنامٍ من المؤسِّسين الذين يسعون إلى خلق فرصهم ووظائفهم.

في وقتٍ اجتمع فيه المانحون الدوليون في مصر  وتعهّدوا بدفع 5.4 مليار دولارٍ أميركي لإعادة إعمار غزة، كان روّاد الأعمال في القطاع يعملون على إعادة بناء حياتهم وأعمالهم. وفي مكانٍ يصل فيه معدّل الفقر إلى 38٪، يُعتبَر الإندفاع نحو النجاح والإزدهار أكثر من مجرّد مسألة اكتفاءٍ ذاتي. فلكلّ عملٍ ناجحٍ ولكلّ وظيفة تأثيرٌ كبيرٌ على مدخول المجتمعات، حيث تعتمد الأسر على عددٍ قليلٍ من المعيلين.

إعتمد إقتصاد غزة تاريخياً على الصناعة والنشاط الزراعي وصيد الأسماك، ولكنّ هجمات الجيش الإسرائيلي هذا الصيف التي دمّر خلالها 360 مصنعاً، أعادت التذكير بدرسٍ شهير: لا شيء في غزة آمِن، بما في ذلك الأصول التجارية المنتجة. وهذا الهجوم الأخير كان الثالث في ستّ سنوات، ومن المرجّح أن لا يكون الأخير.

في الوقت نفسه، يحول الحصار المصري والإسرائيلي دون قدرة العديد من المحترفين والطلّاب الموهوبين على السفر إلى الخارج سعياً وراء الفرص. في هذه الحالة فإنّ المستقبل بالنسبة للكثير من شباب غزة قد يتمحور حول شركات تكنولوجيا المعلومات، خاصّةً أنّ 43% من سكّان القطاع هم تحت 14 عاماً. فالبرنامج لا يمكن أن يقف عند نقطة تفتيش، والتطبيق لا يمكن تدميره من الجو.

بدوره، يوضح مطوّر ألعاب الفيديو عبدول أبو رحمن لشركة "بيرسونال ديموكراسي ميديا" Personal Democracy Media، أنّ "قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات هو قطاعٌ واعدٌ في غزة، لأنّنا لا نستطيع السفر ولا يمكننا الخروج لتعلّم طرقٍ مختلفة." ولكن شبكة الإنترنت وتبادل المعلومات التي تغذّيها  ليست محصورة. ويضيف أنّ " قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يتيح الكثير من المواد على شبكة الانترنت، فالمواقع الإلكترونية مليئةٌ بالأفكار والخطط، وكلّ ما عليك فعله هو معرفة كيفية الحصول على المعلومات. ويمكنني أن أؤكّد أنّ كلّ الطلاب والأصدقاء يعتمدون على التعليم الذاتي." كلّ هذا بالرغم من الحصول على الكهرباء فقط  لثماني ساعاتٍ تقريباً في اليوم.

"غزة سكاي جيكز" Gaza Sky Geeks

في المقابل، لم تغِب طاقة شباب غزة وروح المغامرة لديى كثيرٍ منهم، عن مؤسسة "ميرسي كوربس" Mercy Corps. فهذه الأخيرة أوجدَتْ عام 2011 "غزة سكاي جيكز" Gaza Sky Geeks، الأولى من نوعها في القطاع، لتكون بمثابة محفّزٍ على إطلاق شركاتٍ ناشئة.

بعد فترةٍ مثمرةٍ للغاية، استضافت خلالها أوّل فعالية "ستارتب ويكند" Startup Weekend في غزة وسهّلت تمويل أربع شركات، اضطرّت مسرّعة النموّ "غزة سكاي جيكز" إلى النظر في احتمال إقفال أبوابه. فالهجمات على غزة دفعت مؤسّسة "ميرسي كوربس" إلى تحويل جزءٍ من رأس المال التشغيلي نحو إغاثة المتضرّرين، وهكذا بدا أنّ "غزة سكاي جيكز" تستعدّ  للإنضمام إلى قائمةٍ طويلةٍ من ضحايا العدوان.

ولكنّ مدراء المسرّعة بقيادة الرائدة الإجتماعية إليانا مونتوك، رفضوا الانصياع للآثار المترتبة على النقص في التمويل. فما كان منهم إلّا أن أطلقوا حملة لجمع 70 ألف دولار، على موقع التمويل الجماعي الشهير "إندييجوجو" Indiegogo.


لمتابعة المقال اضغط هنا>>