كيف تتجاوز الآخرين.. دليلك للعلاقات الإيجابية

كيف تمتص غضب الآخرين؟ يعتبر الغضب من المشاعر التي تصيب الكثير منا، ولكن كيف يمكنك أن تتعامل منع تلك العاطفة عندما تصيب الآخرين، وهل يمكنك إنقاذ الموقف دون أن تزيده سوء، وما هي الأسباب التي تدفع الآخرين للغضب منك على الرغم من عدم القيام بأفعال مثيرة للعصبية.

كيف تمتص غضب الآخرين

يدعوك الكثيرين إلى التحكم في مشاعر غضبك وعدم العصبية ولكن هل تخيلت ما يجب عليك فعله إذا شعر من أمامك بالغضب وكيف يمكنك امتصاص هذا الغضب باحترافية ودون أن تضرب به أو بذاتك؟ يجب أن تمتلك بعض المهارات التي ستساعدك على تجاوز غضب الآخرين ومنها ما يلي:

الهدوء

لا تنجرف في موجة الغضب العارمة التي تسيطر على الموقف وتشعر أنه من الضعف ألا تبادله نفس الصوت المرتفع أو الغضب، بل حافظ على ثباتك ولا تغضب بقوة، كما أنه عليك التحرك بهدوء والتحدث بثقة دون أن يبدو عليك أي علامات انفعال تثير المزيد من الغضب بينك وبين من تحاول تهدئته.

الاستماع

يجب أن تكون مستمعًا جيدًا للآخرين في حالة غضبهم وتعامل مع الأمر على إنه مجرد عاصفة وستمر بسلام لذلك يُفضل أن تظل في حالة الاستماع إلى أن ينتهي الطرف الآخر من حديثه كليًا.

أظهر له أنك تتفهم غضبه ووجهة نظره ومشاعره.

التعاطف

يجب أن تتعاطف مع الشخص الغاضب وتتضامن معه بدلا من مواجهته لأن ذلك أفضل لكما وينهي المشكلة بشكل أسرع، وحثه على المزيد من الكلام لأنك تستوعب ما يقوله وتتفهم سبب غضبه.

تجنب الجدال

لا تحاول أن تجادل أو تلوم الشخص الغاضب لأن ذلك سيجعله يركز بشكل أكبر على المزيد من الغضب وسيرفض الحل حتى لا يظهر وكأنه مخطئ، لذلك لا تلومه على رد فعله بل ركز على دفعه للتعبير عن وجهة نظره.

وضع الحلول

حاول مساعدة الطرف الآخر في الوصول إلى حل سهل ومناسب بعد تقييم الأمور ووضعها في وضعها الصحيح، ويجب أن يكون هذا الحل مرضيًا للطرفين من خلال تقديم كلا منهما التنازلات اللازمة.

الاعتذار

إذا كنت مخطئًا وأنت من تسببت في موجة الغضب العارمة تلك عليك أن تقدم الاعتذار اللازم للآخرين وجعلهم يتقبلون ذلك منك، فالاعتراف بالخطأ يمتص الكثير من طاقة الغضب ويقضي عليها.

يمكنك طلب بعض الوقت للتفكير في الأمور أو إنهاء النقاش وتأجيله إلى وقت لاحق، أي حينما تكون أكثر هدوءً ويمكنه هو الآخر التخلص من طاقة الغضب التي تعتريه.

أسباب الشعور بالغضب

قبل التعامل مع غضب الآخرين يجب أن تتفهم الأسباب التي قد تدفعهم للغضب منك وتلك الأسباب ستجعلك تجيد التعامل مع من يصابون بتلك الحالة دون أي تقصير منك.

يعبر البعض عن مشاعر الإحباط التي تعتريه من خلال الغضب العارم ويحدث ذلك عندما لا يحصلون على احتياجاتهم أو رغباتهم.

عندما يشتد التوتر على الفرد يشعر بالغضب الشديد ويمكن أن يكون التوتر هذا ناجمًا عن ضغط الموقف الذي تعرض له أو بسبب القلق من أشياء أخرى في الحياة بشكل عام.

يصاب بعض الأشخاص بالغضب إذا شعروا بالتعرب والإرهاق وهو ما يجعلهم يشعرون بالمزيد من الحمل على أكتافهم فيضطرون إلى الانفجار.

قد لا يلاحظ البعض هذا الأمر ولكن في حالات الجوع يرتفع معدل الغضب بشكل كبير.

في حالات التعرض للظلم أو سوء المعاملة يندفع الإنسان للدفاع عن نفسه وصد المعاملة السيئة التي يًعامل بها.

هناك العديد من السلوكيات المستفزة التي تحدث حول الفرد وتزيد من عصبيته وقد تكون تصرفات طبيعية بالنسبة إلى البعض ولكنها تثير غضبه.

إذا شعر شخص ما بالتهديد فإنه يلجأ على الفور إلى الدفاع عن نفسه من خلال الغضب لدفع هذا التهديد بعيدًا عن طريقه.

بعض الصراعات تتسبب في الشعور بالغضب والرغبة في الاستحواذ على الصراع والفوز به، كما أن بعض الضوضاء التي تشتمل عليها تلك الصراعات تزييد من توتر الفرد وتفقده أعصابه.

يعبر البعض عن الألم والحزن بغضب شديد وقد يكون هذا الأمر مقبولًا لدى بعض الثقافات لكنه غير مقبول لدى ثقافات أخرى.

كيف تسيطر على غضبك في العمل

إذا كنت تواجه شخصًا غاضبًا في العمل يجب أن تسيطر على غضبك أنت أيضًا لأن الغضب عندما يكون متبادلًا من قبل الشخصين يتحول إلى كارثة، فقبل أن تتعامل مع غضب الآخرين تعلم كيف تسيطر على نفسك وتجبرها على الهدوء وذلك من خلال ما يلي:

الابتعاد عما يحفز الغضب بداخلك وتجنب التعرض للأمر قدر الإمكان من خلال الابتعاد عنه والاستماع إلى شيء يهدئ الأعصاب أو إجراء محادثة مع شخص تثق به للتنفيس عن غضبك بأكبر قدر ممكن.

الجأ إلى ترك العمل لبعض الوقت والتمشية في الهواء الطلق لتنفس بعض الهواء المنعش.

مارس بعض الأنشطة بعيدًا عن المكان الذي يزيد من توترك أو الأشخاص الذين يستفزونك، وذلك كي تتمكن من دراسة الموقف من بعيد والتحدث إلى ذاتك على انفراد.

حاول الوصول إلى حل يرضيك ويرضي الطرف الآخر الغاضب أمامك، وإذا كنت تشعر بالظلم يمكنك تقديم طلبك إلى الجهات المسؤولة للتخلص من الظلم الواقع عليك ودون أن تدخل في جدال قوي.

أحرص على ممارسة تمارين التنفس فهي لا تحتاج إلى وقت أو مجهود ويمكنك ممارستها في مكانك ودون أن تتحرك منه.

لا تذهب إلى العمل إذا لم تحصل على القسط الكافي من النوم لأن ذلك سيؤثر على إنتاجيتك ويجعلك أكثر عرضة للضغوطات والغضب.

إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من الغضب المستمر يجب أن تبتعد عن الأطعمة الغذائية المصنعة أو تلك التي تحتوي على المواد الحافظة وأن تحرص على ممارسة الرياضة بانتظام حتى تظل حالتك النفسية في أفضل شكل لها.

تعلم كيف تمتص غضب الآخرين ولا تنسى أن بداية ذلك هو السيطرة على غضبك أنت، والتعامل مع الشخص الغاضب على إنه حالة مؤقتة وستنتهي على الفور وذلك في حالة التعامل معها بشكل صحيح أولًا.