أنواع الرفق وآثاره الإيجابية

في اللغة العربية يُقصد بمعنى الرفق، التصرف والسلوك الذي هو ضد العنف، وهو لين الجانب. الرفق هو الرحمة والتعاطف، والإنسان الرفيق هو شخص رقيق القلب، يستطيع أن يتعاطف مع الآخرين ويرعاهم، ويحاول بذل قصارى جهده لكي يتمكن من أن يخفف معاناة وألم غيره وأن يتمكن من مساعدتهم. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على الرفق وأنواع الرفق.

ما هو الرفق؟

في اللغة العربية يُقصد بمعنى الرفق، التصرف والسلوك الذي هو ضد العنْف، وهو لين الجانب. الرفق هو الرحمة والتعاطف، والإنسان الرفيق هو شخص رقيق القلب، يستطيع أن يتعاطف مع الآخرين ويرعاهم، ويحاول بذل قصارى جهده لكي يتمكن من أن يخفف معاناة وألم غيره وأن يتمكن من مساعدتهم.

قد يتعدى مفهوم الرفق عند البعض ممارساته مع الإنسان إلى الرفق بالحيوانات كذلك، وتعمل جمعيات الرفق بالحيوان للقضاء على القسوة تجاه الحيوانات ورعايتها. هناك أيضًا الرفق بالنفس، ويُقصد بممارسة الرفق تجاه نفسك معالجة اللؤم، والجفاء، والبخل، والحقد، لأن معنى الرفق بالنفس هو أن تبعد عن هذه النفس كل هذه المشاعر الخانقة والمُسممة لها، ثم أن تبني معها أسوارًا من المودة والرحمة والمحبة لتحميها. فلا تكون أنت أول من ينتقدها ويقسو عليها بكلمات غلاظ قاسية.

الرفق هو القدرة على فهم ما يشعر به الآخرون عاطفياً، ورؤية الأشياء من وجهة نظرهم، وتخيل نفسك مكانهم. في الأساس، هو وضع نفسك في موقف شخص آخر والشعور بما يشعر به. فعندما ترى شخصًا آخر يعاني، فيمكنك من خلال الرفق أن تتخيل نفسك على الفور تمر بنفس التجربة وتشعر بما يمر به. يمكن اعتبار أن الرفق هو فعل الفهم، والإدراك، والحساسية، والتجربة المباشرة لمشاعر الآخرين وأفكارهم وخبراتهم.

من العلامات التي تدل على أنك شخص رفيق ما يلي: أنت جيد في الاستماع حقًا إلى ما يقوله الآخرون، كثيرًا ما يخبرك الناس عن مشاكلهم، لديك القدرة على التعرف بسهولة على ما يشعر به الآخرون، غالبًا ما تفكر في شعور الآخرين، يأتي إليك أشخاص آخرون للحصول على المشورة، غالبًا ما تشعر بالإرهاق من الأحداث المأساوية، تحاول مساعدة الآخرين الذين يعانون، تشعر أحيانًا بالضغط أو الإرهاق في المواقف الاجتماعية، تهتم بشدة بالآخرين، أيضًا قد تجد صعوبة في وضع حدود في علاقاتك.

فوائد الرفق وآثاره

الرفق مهارة مهمة وحيوية. أن تكون قادرًا على فهم احتياجات من حولك والحصول على فهم واضح للطريقة التي يجب أن تتعامل بها مع الآخرين سيعزز مهارات الاتصال لديك. سيمكنك هذا من فهم احتياجات زملائك وعملائك وعائلتك وأصدقائك بشكل أفضل وبناء علاقات اجتماعية.

الروابط الاجتماعية هي العلاقات التي نتمتع بها مع من حولنا. يمكّننا الرفق من بناء تلك الروابط الاجتماعية بفاعلية ونجاح. من المهم للغاية الشعور بالارتباط بالآخرين من أجل رفاهيتنا المثلى. إنه أساس العلاقات الإنسانية ويساعدنا على الشعور بالتقدير والحب والاهتمام.

أيضًا يُمكن الرفق من التواصل الجيد مع الآخرين وهو أمر مفيد لصحتنا العقلية. تشير الدراسات إلى أن أولئك الذين يشعرون بالارتباط بالآخرين لديهم مستويات أقل من القلق والاكتئاب. يمكن أن يؤدي بناء روابط قوية في حياتك إلى زيادة شعورك بالسعادة وتقدير الذات.

كذلك، فإن الرفق يُحسن من مهارات القيادة لدى الشخص، حيث يعمل الرفق على تحسين قدرتنا على التواصل بشكل جيد مع الآخرين، ليس فقط بشكل فردي ولكن كجزء من فريق. سيساعدك ذلك على قيادة الآخرين وإلهامهم بفعالية، وتطوير علاقات أكثر تعاطفًا. في نطاق العمل والحياة المهنية أيضًا يساعدك الرفق على توقع احتياجات العملاء من خلال فهم وقراءة متطلبات عملائك.

أنواع الرفق مع أمثلة

من بعض أنواع الرفق ما يلي:

• الرفق بالنفس: يُقصد بالرفق بالنفس ألا يُحمل الإنسان نفسه فوق طاقتها، وهو ما يعني عدم التشدد والمغالاة.
• الرفق مع عامة الناس: ويُقصد به التعامل بالرحمة والتعاطف والإنسانية والرغبة الصادقة في المساعدة مع الجميع:
• الرفق بالرعية: الرعية هم الأشخاص الذين يقعون تحت نطاق مسؤوليتك سواء أكان هذا في نطاق حياتك الأسرية مثل زوجتك وأطفالك ووالديك أو في نطاق العمل إذا كنت مديرًا أو مسؤول فريق، يجب أن يؤدي كل مسؤول واجب رعيته برعايتهم ومراعاة مصالحهم. فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به".
• الرفق بالحيوان: الحيوان يشعر كما نشعر فينبغي الرفق به بتقديم الطعام والشراب والرعاية له ودفع الأذى عنه. فيما يتعلق بالرفق بالحيوان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل يمشي، فاشتدَّ عليه العطش،  فنزل بئرًا، فشرب منها، ثُمَّ خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له،  قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ قال: في كل كبد رطبة أجر".