كيف يُمكنك التعامل مع سلوكيات طفلك الغريبة خلال وقت الجائحة؟

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 10 مارس 2021
كيف يُمكنك التعامل مع سلوكيات طفلك الغريبة خلال وقت الجائحة؟

إذا كان أطفالك يتصرفون بطريقة غريبة، فقد يكونوا حزينين، تسبب الوباء في حدوث اضطراب كبير في حياة العديد من الأطفال، مما جعل الكثير منهم يُبدون سلوكًا جامحًا بسبب ذلك. إذا كُنت أبًا تعمل من المنزل بسبب الجائحة فمؤكد أنك ترى أطفالك الآن أكثر من ذي قبل، مؤكد أنك تشاهد الآن عن قرب لحظات الانهيار والعصبية الحادة على أتفه الأسباب، والتي قد تصل إلى الصراخ المُستمر وتكسير المتعلقات، إذا كان الأمر كذلك، فعليك مُتابعة السطور القادمة للتعرّف على كيفية التعامل مع سلوكيات طفلك الغريبة.

الأطفال يمرّون الآن مثل البالغين بموقف صعب

سباركس، كاتبة تعيش في واشنطن العاصمة ومؤلفة مجموعة القصص القصيرة "وأنا لا أغفر لك"، شاهدت مؤخرًا ابنتها وهي تتعرض للانهيار بسبب شيء تافه للغاية، مثل كسر قلم التلوين. تقول سباركس: "بدأت بالصراخ وإلقاء الأشياء، بما في ذلك جسدها بالكامل، واستمر ذلك لمدة نصف ساعة، على ما أعتقد. لم تكن تُعاني من نوبات غضب كهذه قبل الآن، لقد أرهقت نفسها نوعًا ما. وفي النهاية بدأت تبكي بهدوء على سريرها، كنت أحاول معانقتها، فقالت بهدوء شديد: "أفتقد المدرسة وأفتقد أصدقائي". كان الأمر محزنًا لي للغاية".

تعيش سباركس وابنتها في شقة صغيرة في المدينة، حيث اعتادا المشي إلى الحدائق والمتاحف والمطاعم والمكتبات. تقول سباركس إنهم الآن في الغالب يبقون في المنزل بمفردهم، تقول سباركس: "أستطيع أن أراها محبطة للغاية، وكل المشاعر تتصاعد حدّتها ووتيرتها، ولا يستطيع جسدها الصغير احتواء هذه المشاعر جميعًا، أحاول فقط أن أحضنها فليس بيدي شيئًا آخر".

تلّقت تغريدة سباركس حول هذا الانهيار أكثر من ربع مليون تفاعل، حيث أعرب الآباء الآخرون عن تعاطفهم من خلال مشاركة تجارب مماثلة.

شدّة الضغط الذي تسببت فيه الجائحة دفع الأطفال للانهيار

يقول كريستوفر ويلارد، محاضر في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن الأطفال حزينون لأنهم يفتقدون أصدقائهم وروتينهم وحياتهم الطبيعية التي اعتادوا عليها ​​ولديهم إمكانية التنبؤ بها.

يقول ويلارد إنهم يشعرون بنفس المشاعر التي يشعر بها الكبار حيال الوباء، لكنهم يعبرون عنها بطرق مختلفة: يبكون ويقصون شعرهم ويصرخون ويتجادلون ويتقاتلون مع أشقائهم.

كيف يُمكنك التعامل؟

يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم خلال اللحظات الصعبة ومنع بعض الانهيارات المستقبلية من خلال دعم استقرارهم العاطفي ومنحهم الأدوات للتعبير عن مشاعرهم، ومما يُمكنك فعله:

  • التعرّف على جذور السلوك السيئ:

يقول ويلارد إنه حتى أفضل الآباء يواجهون مشكلة في مواكبة الأساسيات أثناء عملهم من المنزل ومحاولة الحفاظ على جداول نهارية منتظمة، والحصول على ثلاث وجبات صحية على الطاولة، والتأكد من حصول أطفالهم على تمرين كافٍ والالتزام بنومهم الروتيني، هذا الوضع صعب على الأطفال، سيؤثر على صحتهم العقلية ومدى قدرتهم على التحكم في انفعالاتهم وقدرتهم على تنظيم عواطفهم. هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء هذه السلوكيات وفقًا لويلارد، مثل:

  • العزلة: مثلًا خلال هذه الفترات الطويلة من العزلة لا يحصل الأطفال على التعزيز الاجتماعي من أقرانهم الذين يخبرونهم أن نوبات الغضب ليست أمر جيد. هذا ضغط الأقران الجيد الذي يفتقدونه.
  • الرغبة في جذب انتباه الآباء: الشيء الآخر الذي يحدث هو أن الآباء متوترون للغاية، لذا فإن الأطفال في المنزل الذين اعتادوا على الحصول على قدر لا بأس به من الاهتمام من الوالدين عندما يكونون في المنزل، يشعرون بأنهم لا يستطيعون الحصول على هذا الاهتمام، رُبما تكون الرغبة في جذب انتباه أحد الوالدين هي السبب وراء الانهيار أو السلوك الأكثر تحديًا. وعندما يشعر الآباء بالتوتر ونفاد صبرهم، فإنهم يُصبحوا أكثر عرضة للانقضاض على أطفالهم، مما يخلق حلقة مفرغة من التوتر والعنف.
  • تحديّات جديدة: كذلك، ففي الآونة الأخيرة، يواجه الأطفال تحديات تنموية جديدة أيضًا. لقد كانوا فيما سبق يشعرون بالملل لفترات قصيرة من الوقت في المنزل بين أيام المدرسة والأنشطة والوقت الاجتماعي، ولكن ليس لساعات متتالية طويلة ولانهائية. إنهم يعرفون كيفية إدارة الإحباط والملل في الفصل الدراسي ولكن ليس على Zoom. هذه التغييرات تتراكم على الأطفال وردود أفعالهم طبيعية نسبيًا.

بعد تحديد السبب، يكون عليك معرفة أن سبب سلوك طفلك الغريب هو الحزن والإحباط، فالأمر ليس شخصي وغير متعلق بك، هم لا يفعلون ذلك لدفعك إلى الجنون أو إفساد مكالمتك الهاتفية أو إفساد خطط العشاء الخاصة بك أو أي شيء من هذا القبيل. إنهم يفعلون ذلك لأنهم حزينون ووحيدون.

في الوقت نفسه، يجب على الآباء مراقبة السلوكيات المتكررة، مثل: العزلة واضطرابات النوم وسوء السلوك الدائم، كعلامات محتملة لشيء أكثر خطورة يحدث، مثل الاكتئاب أو القلق أو مشكلات الانتباه. في هذه الحالة، قد يساعدك الاتصال بمعالج أو طبيب نفسي للحصول على مواعيد افتراضية مع الطفل أو الوالد.

  • مساعدة الأطفال على التأقلم:

إذا اعترف الطفل في نهاية نوبة غضب بأنه مُخطئ، فهذه لحظة رائعة لأنها تعني أنه يثق بالوالد.

يمكن للوالدين هنا محاولة التواصل مع طفلهم ودعم مشاعره. أخبره أنك هنا إذا احتاج إلى عناق؛ أخبره أنك تحبه وأنك تفهم أن هذا الموقف صعب للغاية.

إسأله عمّا كان يفكر فيه ويشعر به في ذلك الوقت حتى تتمكن من التعرّف على محفزاته.

يمكن للوالدين أيضًا مساعدة الأطفال على الشعور براحة أكبر من خلال التركيز على ما يجري بشكل جيد وما يمكنهم التحكم فيه. لكن يجب أن نكون صادقين معهم بشأن الوباء، خشية أن تفقد ثقتهم.

جزء مما يمكنك القيام به للتكيف ومُحاولة التأقلم هو معرفة العلاقات الاجتماعية التي يفتقدون إليها كثيرًا وكيف يمكنك بصفتك أحد الوالدين التنسيق لمساعدتهم في الحصول على تلك الاتصالات مع الأصدقاء وأبناء العم والأقارب وأي شخص آخر، لكي يصبحوا أكثر استرخاء جسديًا، وأكثر تفاعلًا ويشعرون بتحسن.

على الرغم من أن حياتهم الاجتماعية ليست هي نفسها التي اعتادوا عليها فيما سبق، إلا أن الأطفال قد يشعرون، من خلال هذه الطريقة، أن بعض جوانب الحياة يمكن التنبؤ بها وآمنة وتستحق التطلع إليها.

  • دروس في الذكاء العاطفي:

وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية يُعدّ تعلّم الذكاء العاطفي جزءًا أساسيًا من النمو، كذلك فهو أمر هام لتجاوز هذا الوقت الصعب. إنه نوع من الذكاء يُمكّن الشخص من معالجة المعلومات العاطفية واستخدامها في التفكير والأنشطة المعرفية الأخرى.

كل شخص يحتاج إلى هذه المهارات ليكون ناجحًا في حياته الشخصية والمهنية، يمكن للوالدين استخدام اللحظات الصعبة التي يمر بها الأطفال لبناء تلك القدرات.على الآباء أن يُعلّموا أطفالهم تحمل قدرًا معينًا من الكرب مع القدرة على إدارة العواطف لأن الحياة مليئة بالكثير من الضيق المُتكرر من وقت إلى الآخر.

ابدأ بتسمية المشاعر التي تظهر في القصص التي تقرأها لطفلك أو البرامج التلفزيونية المفضلة. تحدث عن المشاعر واشرحها حتى يتمكن الأطفال من التعرف على مشاعرهم وتسميتها. كذلك تحدث عن كيفية إدارة المشاعر وأهمية التحكم في النفس. من خلال تنمية هذه المعرفة يُصبح الأطفال أكثر قدرة على تنظيم عواطفهم وإدارتها.

استمر في المحادثات حول المشاعر بعد لحظات الانهيار والعصبية، تحدث عن العواطف عند ظهورها على طفلك واسأله عن آخر مرة شعر فيها بمزاج معين. من خلال هذا يُمكنك تعزيز عادة المشاركة والتحدث عن مشاعرهم.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة