الأسهم العالمية تنتعش مع تقدم محادثات الصين وأمريكا

شهدت الأسواق المالية العالمية صعوداً ملموساً اليوم الثلاثاء، في وقت تتواصل فيه المحادثات التجارية الحساسة بين الولايات المتحدة والصين لليوم الثاني على التوالي. 

ويترقب المستثمرون حول العالم أي مؤشرات على تحسن العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، بعد سنوات من التوتر والتقلبات.

ترامب يبث التفاؤل: "المحادثات تسير بشكل إيجابي"

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب عن تفاؤله بمسار المفاوضات الجارية في قصر لانكستر بالعاصمة البريطانية لندن، والتي استُؤنفت صباح اليوم بعد جلسة أولى انتهت دون نتائج حاسمة مساء الإثنين.

ويُشارك في المحادثات وفد أمريكي رفيع يضم وزير الخزانة سكوت بسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري جيميسون غرير، في لقاءات مباشرة مع نظرائهم الصينيين.

قال توني سيكامور، المحلل لدى "IG ماركتس"، إن "استمرار السوق قرب مستوياته القياسية يعكس حالة من القبول المبدئي لتصريحات ترامب"، مضيفاً أن تعليقات كبار المسؤولين توحي برضا عن سير المفاوضات. 

ومع ذلك، أشار إلى أن المستثمرين ما زالوا يتطلعون إلى "قرارات فعلية" تؤكد هذا التقدم.

مكاسب ملحوظة في الأسواق الآسيوية والأوروبية

سجلت مؤشرات الأسهم في آسيا وأوروبا أداءً إيجابياً، حيث ارتفع مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ (باستثناء اليابان) بنسبة 0.5%، وصعدت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك الأمريكي 0.62%، بينما ارتفعت عقود ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.43%.

كما أضافت العقود الآجلة لكل من مؤشر "يورو ستوكس 50" و"FTSE 100" البريطاني نحو 0.1% لكل منهما.

اليابان تراقب سوق السندات وسط تقلبات جديدة

في طوكيو، تحول التركيز إلى سوق السندات الحكومية، حيث أُعلن عن نية الحكومة شراء بعض السندات طويلة الأجل المُصدرة بأسعار فائدة منخفضة.

انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 1.46%، في حين هبط العائد على السندات لأجل 30 عاماً إلى 2.86%، وسط قلق من تراجع الطلب من قبل مستثمرين تقليديين كشركات التأمين، وارتفاع مستويات الدين العام.

وقال جاستن هينغ، كبير محللي أسعار الفائدة في بنك HSBC، إن "الاضطراب في سوق السندات الطويلة ناتج عن خلل مستمر بين العرض والطلب منذ بدء بنك اليابان تقليص ميزانيته العمومية".

الدولار يستعيد توازنه قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية

على صعيد العملات، حاول الدولار الأمريكي تعويض خسائره التي سجلها مطلع الأسبوع. 

وارتفع أمام الين بنسبة 0.45% ليصل إلى 145.25 ين، بينما تراجع اليورو إلى 1.1387 دولار، والجنيه الإسترليني إلى 1.3523 دولار.

ويأتي ذلك وسط مخاوف من تأثير السياسات التجارية المتقلبة لترامب، إلى جانب القلق من حجم الدين الفيدرالي المتصاعد، ما أضعف الثقة في الأصول الأمريكية ودفع الدولار للتراجع أكثر من 8% منذ بداية العام.

يترقب المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي (CPI) يوم الأربعاء، تليها بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) يوم الخميس.

وتشير التوقعات إلى ارتفاع طفيف في التضخم الأساسي خلال مايو، وهو ما قد يعرقل توقعات خفض الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر في 18 يونيو.

قال كيفن فورد، المحلل في "كونفيرا"، إن "بيانات التضخم ستُرصد بدقة، وإذا بقيت مرتفعة، فقد يتم تأجيل أي خفض في أسعار الفائدة لما بعد اجتماع الفيدرالي المقبل".

حالياً، تتوقع الأسواق أن يثبت الفيدرالي الفائدة في اجتماعه القادم، بينما تم تسعير نحو 44 نقطة أساس من التخفيضات بحلول نهاية العام.

أسعار النفط والذهب: حركة محدودة في ظل ترقب الأسواق

شهدت أسعار النفط تحركاً طفيفاً صعوداً، حيث ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 0.24% لتبلغ 67.20 دولار للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.25% إلى 65.45 دولار، بعد أن لامس أعلى مستوى له في أكثر من شهرين.

وفي المقابل، تراجعت أسعار الذهب بنسبة 0.5% إلى 3,310.40 دولار للأوقية، نتيجة تراجع الطلب عليه كملاذ آمن في ظل تحسن شهية المخاطرة في الأسواق.