ظهور ألوان الشفق القطبي في السماء

أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن الكرة الأرضية قد شهدت يوم الاثنين 15 سبتمبر 2025، وصول تيار سريع من الرياح الشمسية، ما أدى إلى حدوث عاصفة جيومغناطيسية قوية من الدرجة G3 بشكل غير متوقع.

وقالت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، إنه ترتب على ذلك، ظهور ألوان الشفق القطبي، والتي امتدت إلى مناطق بعيدة جنوباً عن القطب الشمالي، بألوان مرئية للعين المجردة.

وأوضحت أن الشفق القطبي يظهر بمجموعة من الألوان الساحرة، والتي تشمل: الأخضر والأحمر والأزرق والبنفسجي، وأحياناً الوردي والبرتقالي.

وبينت فلكية جدة أن اللون الأخضر ناتج عن تصادم الجسيمات الشمسية مع ذرات الأكسجين على ارتفاع 100–300 كم، واللون الأحمر يظهر على ارتفاعات أعلى بسبب تصادم الجسيمات مع الأكسجين بطاقة مختلفة والأزرق.

وأكملت الجمعية أن اللون البنفسجي يظهر نتيجة تصادم الجسيمات مع جزيئات النيتروجين في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، أما اللونين الوردي والبرتقالي فهما خليط بين الأكسجين والنيتروجين، ما يخلق تدرجات لونية متألقة.

ونوهت إلى أن هذه الألوان تظهر نتيجة تفاعل الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس، مع الغلاف الجوي للأرض، لافتة إلى أن هذا التفاعل الطبيعي يوضح كيف يمكن للشمس أن تحول السماء إلى لوحة فنية متلألئة.

وذكرت فلكية جدة أن التيار السريع من الرياح الشمسية، قد جاء من ثقب إكليلي على شكل فراشة في غلاف الشمس الجوي، مشيرة إلى أنه في الظروف العادية، كان من المتوقع أن يسبب هذا التيار عاصفة G1 فقط، إلا أن قوة العاصفة قد تضخمت بسبب ما يعرف باسم تأثير راسل-مكفيرون، الذي يربط بين المجالات المغناطيسية للشمس والأرض خلال أسابيع الاعتدال.

ولفتت إلى أنه رغم تراجع العاصفة الآن، فإنه لا يزال من الممكن تسجيل عواصف طفيفة إلى معتدلة (G1–G2)، طوال اليوم 15 سبتمبر، منوهة إلى أن الجهات المعنية قد أطلقت تنبيهات عبر الرسائل النصية، لمتابعة الشفق القطبي لحظة بلحظة.

وأضافت الجمعية أن هذه العاصفة الجيومغناطيسية تذكر العالم بأن الطبيعة الشمسية القوية، قادرة على مفاجأة الأرض، سواء عبر عروض الشفق، أو التأثيرات المحتملة على التقنيات الحديثة.

واختتمت منشورها بقولها إن هذه الظاهرة غير مرئية في الوطن العربي، حيث تقع معظم الدول العربية في خطوط عرض منخفضة بعيدة عن نطاق الشفق القطبي، مردفة إنه لذلك، لن يكون هناك أي تأثير بصري مباشر.