رئيس ألماني سابق يدعو لمواجهة عداء السامية "الألماني والعربي"
دعا الرئيس الألماني السابق يوأخيم غاوك إلى تكثيف الجهود لمكافحة معاداة السامية، بما في ذلك تلك "النابعة من العالم العربي أو من التيارات اليسارية السياسية الألمانية"، مضيفاً: "لدينا منذ عقود ردود فعل دفاعية ضد اليمين"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية اليوم السبت (الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2025)، عشية ذكرى الـ9 من نوفمبر ليلة ملاحقة اليهود في ألمانيا النارية عام 1938 المعروفة بمجزرة ليلة البلور (أو ليلة الكرستال أو ليلة الزجاج المكسور).
وقال غاوك لصحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية: "لدينا منذ عقود ردود فعل دفاعية ضد اليمين - وهذا أمر جيد... ما تم إهماله لفترة طويلة هو التعامل مع معاداة السامية القادمة مثلا من العالم العربي، حيث يمكن أن يكون من الطبيعي تماما أن ينشأ المرء على أفكار معادية للسامية"، مشيرا إلى أن البعض يواجهون صعوبة في الحديث عن معاداة السامية اليسارية في ألمانيا. وأضاف: "بغض النظر عن مصدر معاداة السامية ومعاداة البشر: نحن بحاجة إلى مزيد من الحزم في حماية كرامة الإنسان".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
غاوك ينتقد طريقة تعامل إسرائيل مع حرب غزة
وفي الوقت نفسه، وجه غاوك انتقادات لطريقة تعامل إسرائيل مع الحرب في غزة، وقال: "بالطبع كان من المبرر أن تدافع إسرائيل عن نفسها بعد الهجمات القاتلة التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكن أسلوب الحرب تجاوز الحد الذي يمكنني قبوله"، مشيرا إلى أنه كان يود زيارة أصدقاء في إسرائيل.
ولكنه أضاف: "لكن الأحزاب اليمينية (الإسرائيلية) التي يعتمد عليها (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو، والتي تتبنى نظرة متعجرفة تجاه الشعب الفلسطيني، تثير لدي نفورا لدرجة تجعلني سعيدا لأنني لست مضطرا للسفر إلى هناك".
وفيما يتعلق بمطالب استبعاد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، اعتبر غاوك ذلك أمرا خاطئا على غرار مقاطعة العلماء والفنانين الإسرائيليين، وقال: "أرى أن هذه استراتيجية خاطئة، خاصة أن العديد من المتضررين يعارضون سياسة نتنياهو".
ذكرى ليلة ملاحقة اليهود في ألمانيا النارية
من جانبه، حذر وزير الدولة الألماني للثقافة، فولفغانغ فايمر، من عودة تصاعد معاداة السامية في ألمانيا وأوروبا، وذلك قبيل الذكرى السنوية لمجزرة الـ9 من نوفمبر "ليلة البلور" (ليلة الكرستالأو ليلة الزجاج المكسور) عام 1938، التي وقعت في ألمانيا النازية، والتي توافق ذكراها غدا الأحد (التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2025).
وقال فايمر في بيان له: "إن ليلة المجزرة في التاسع من نوفمبر عام 1938 كانت جريمة همجية تُلزمنا بالمسؤولية حتى يومنا هذا"، وأضاف: "لقد أظهرت تلك الليلة إلى أين يمكن أن تقودنا الكراهية واللامبالاة، عندما تُفقَد قيم الإنسانية والحرية".
وتحدث فايمر عن الوضع في ألمانيا اليوم قائلاً: "معاداة السامية ليست ظلاً من الماضي، بل هي تشتعل من جديد في ضوء حاضرنا الساطع". وأوضح أنه عندما يضطر الأطفال اليهود للذهاب إلى المدارس تحت حماية الشرطة، وتُحرس المعابد اليهودية، وتُخفى نجمة داوود، فإن ذلك يشكّل "صرخة – ليست فقط من الخوف، بل صرخة في وجه ضميرنا".
وفي التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1938، أُحرِقت المعابد اليهودية في أنحاء ألمانيا، وتعرضت المتاجر المملوكة لليهود للنهب والتدمير، وتم الاعتداء على اليهود واعتقالهم وقتلهم بشكل عشوائي.
ودعا فايمر إلى أن تُفهم فعاليات إحياء الذكرى على أنها رمز للتضامن، مشدداً على أن تذكر ضحايا ليلة المجزرة هو أيضاً التزام بمجتمع منفتح، متنوع وديمقراطي".