أمازون تطلق أول أقمار "كويبر" لمنافسة "ستارلينك"

بدأت شركة أمازون رسميًا تنفيذ مشروعها الطموح "كويبر" عبر إطلاق أول 27 قمرًا صناعيًا إلى المدار الأرضي المنخفض، في مهمة تمت من قاعدة "كيب كانافيرال" بولاية فلوريدا مستخدمة صاروخ "أطلس V" التابع لتحالف الإطلاق المتحد بين "بوينغ" و"لوكهيد مارتن".

مشروع بمليارات الدولارات لتوصيل الإنترنت عالميًا

تهدف أمازون من خلال مشروع "كويبر"، الذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار، إلى بناء شبكة من 3,236 قمرًا صناعيًا لتوفير خدمات الإنترنت عالية السرعة للمستخدمين حول العالم، خاصة في المناطق النائية والمحرومة. 

ويأتي هذا المشروع كمنافس مباشر لشبكة "ستارلينك" التي تطورها "سبيس إكس" بقيادة إيلون ماسك.

رغم أن الإطلاق كان مخططًا له في وقت مبكر من 2024، إلا أن التأخير الناتج عن ظروف تقنية ومناخية أدى إلى تأجيله لأكثر من عام. 

وتسعى أمازون للوفاء بشروط لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية، التي تلزمها بإطلاق نصف عدد الأقمار الصناعية، أي 1,618 قمرًا، بحلول منتصف 2026، وقد تلجأ لطلب تمديد رسمي لهذا الموعد.

أكدت أمازون أنها ستعلن خلال ساعات أو أيام عن نجاح الاتصال الأولي مع الأقمار، وأنها تستعد لتقديم الخدمة للمستخدمين قبل نهاية عام 2025. 

وبحسب خططها، يمكن بدء التغطية الفعلية عند الوصول إلى 578 قمرًا، على أن تتوسع تدريجيًا نحو خط الاستواء مع استمرار الإطلاقات.

منافسة شرسة في سوق الإنترنت الفضائي

تدخل أمازون سوق الإنترنت الفضائي في وقت يزداد فيه التنافس، فقد أطلقت "سبيس إكس" أكثر من 8,000 قمر "ستارلينك"، وتخدم أكثر من 5 ملايين مستخدم في 125 دولة، بفضل وتيرة إطلاق سريعة تصل إلى مهمة أسبوعيًا. 

ومع امتلاكها لصواريخها الخاصة، تحتفظ "سبيس إكس" بأفضلية تقنية ولوجستية ملحوظة.

قال جيف بيزوس، رئيس مجلس إدارة أمازون، في تصريحات سابقة، إن الطلب العالمي على الإنترنت لا يزال في تصاعد، مؤكدًا ثقته في قدرة "كويبر" على النجاح إلى جانب "ستارلينك". 

وأضاف أن المشروع سيخدم الأغراض التجارية بشكل أساسي، مع إمكانية استخدامه في التطبيقات الدفاعية أيضًا.

تقنيات جديدة وأجهزة بأسعار منافسة

كشفت أمازون عن محطات استقبال منزلية متطورة سترافق المشروع، تشمل وحدة بحجم أسطوانة موسيقية وأخرى صغيرة بحجم جهاز "كيندل"، وتخطط لإنتاج ملايين الوحدات بسعر لا يتجاوز 400 دولار.

سبق أن حجزت أمازون في 2022 عددًا ضخمًا من مهام الإطلاق بلغ 83 مهمة مع شركات "ULA"، و"Arianespace"، و"Blue Origin"، وهي صفقة تُعد الأكبر على الإطلاق في تاريخ قطاع الإطلاق الفضائي التجاري.