أنواع الذكاء.. كيف تحدد قدرات البشر؟

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الإثنين، 09 نوفمبر 2020 آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
أنواع الذكاء.. كيف تحدد قدرات البشر؟

تتفاوت القدرات الذهنية للبشر بشكل واضح، حيث نلاحظ ذلك منذ عمر الطفولة، عندما نجد أطفالا يتفوقون في ممارسة الرياضة، وأطفالا يجيدون عزف الموسيقى، وآخرين يحققون أفضل النتائج في الدراسة، ما يكشف لنا عن تعدد أنواع الذكاء التي تحدد مستويات كل شخص، كما نوضح.

تعريف الذكاء

يمكن تعريف الذكاء في البداية باعتباره كافة القدرات الذهنية التي ترتبط بإمكانية تحليل الأمور وحل الأزمات، وكذلك التخطيط وتنظيم الأفكار وحسن التعامل مع المواقف المختلفة.

كذلك يرتبط الذكاء بالقدرة على الإحساس وفهم مشاعر البشر من حولنا، لذا يوجد مفهوم الذكاء العاطفي الذي يعد واحدا من بين أنواع الذكاء المختلفة، والقادرة على تحديد مصائر البشر في كثير من الأحوال.

العوامل المؤثرة في الذكاء

هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في مستويات الذكاء لدى الشخص، حيث يأتي في مقدمتها العوامل الوراثية والجينية، التي تتحكم في القدرات الذهنية للإنسان، نتيجة اتحاد الكثير من الجينات لديه من الأجيال السابقة، إلا أن العوامل الوراثية ليست وحدها من تتحكم في دفة القيادة.

تعد العوامل البيئية المحيطة بالإنسان من ضمن عوامل التأثير في مستوى الذكاء لديه، فبينما تزداد فرص اكتساب الإنسان لطول القامة إن تمتع الأبوان بالطول، فإن ذلك قد لا يتحقق في حال تدخل عوامل بيئية أو خارجية أخرى، مثل نظام التغذية والحالة الصحية، ما يمكن تطبيقه على جينات الذكاء أيضا.

يرى خبراء علم النفس أن هناك عوامل أخرى لا يمكن تجاهلها، قد تحدد مدى ذكاء الإنسان، مثل عمر الأبوين عند الإنجاب، واحتمالية قيام الأب أو الأم بتعاطي مواد محظورة، علاوة على ظروف الحياة القاسية والصدمات التي تتدخل أيضا لتحديد مستوى الذكاء لدى الفرد.

أنواع الذكاء

ظهرت نظرية تعدد أنواع الذكاء وأشكاله للمرة الأولى عبر عالم النفس الأمريكي هوارد جاردنر، حيث أوضحها من خلال كتابه أطر العقل الذي صدر في عام 1983 ليكشف لأول مرة عن نظرية الذكاءات المتعددة، والتي نوضح من خلالها الآن 8 أنواع للذكاء حددها جاردنر وهي:

  • الذكاء اللفظي أو اللغوي والذي يتمثل في القدرة على انتقاء الكلمات المكتوبة أو المنطوقة لما يخدم المصلحة الشخصية، كما يظهر في القدرة على تعلم اللغات وفي حسن التواصل مع الآخرين، الأمر الذي تميز به مشاهير مثل ويليام شكسبير وأوبرا وينفري وغيرهم ممن يملكون القدرة على كتابة القصص وسرد الخطب الممتعة.
  • النوع الثاني من أنواع الذكاء هو الذكاء المنطقي الرياضي، والمتعلق بالقدرة على إجراء الحسابات بكفاءة، بداية من حل مسائل الرياضيات العادية وحتى التعامل مع المعادلات المعقدة نوعا ما، الأمر الذي ميز علماء ومبتكرين أمثال ألبرت أينشتاين وبيل جيتس.
  • يعتبر الذكاء المكاني أو البصري من أبرز أنواع الذكاء، كونه يساعد صاحبه على تصور الأماكن وأبعادها بكفاءة شديدة، ما يحتاجه قائد الطائرات والجراح وكذلك النحات أو الرسام الذي يبدع اعتمادا على المساحة المتاحة أمامه وكيفية استغلالها بأفضل أشكال ممكنة، علما بأن المعماري الرائد فرانك لويد رايت وكذلك الكاتبة المتفوقة في الطيران الأمريكي إميليا إيرهارت، يعتبران من أشهر من تمتع بالذكاء المكاني.
  • من بين أنواع الذكاء نجد الذكاء الحركي المعروف أيضا بالذكاء العضلي، والذي يساهم في تحسين قدرة الإنسان على استخدام جسده وأطرافه المختلفة من أجل حل الأزمات، تماما مثلها يفعل اللاعبون الأكفاء في الممارسات الرياضية، مثل نجم كرة السلة مايكل جوردان، ونجمة الجمباز سيمون بايلز.
  • لا يمكن تجاهل الذكاء الموسيقي، الذي يتمثل في القدرة على عزف الآلات الموسيقية اعتمادا على حسن الإحساس بالأصوات وتحديد النغمات المختلفة، وهو أمر تمتع به الكثيرون من الرواد في المجال الموسيقي حول العالم، وعلى رأسهم عملاق الموسيقى الألماني بيتهوفن.
  • يعتبر ذكاء التعامل مع الآخرين، والذي يربطه البعض بالذكاء العاطفي، من أنواع الذكاء شديدة الأهمية، نظرا لأنه يحدد مدى قدرة الإنسان على فهم المحيطين به، بما يشمل ذلك من مشاعر ودوافع تحركهم، وهو ما يسهل من عملية التعامل معهم وربما قيادتهم في الكثير من المواقف، مثلما حدث مع قادة مشهورين مثل غاندي.
  • النوع السابع من أنواع الذكاء هو الذكاء النفسي أو الشخصي، الذي يمكن صاحبه من فهم مشاعره الخاصة دون تزييف، ليصبح الإنسان ملما برغباته وكذلك بمخاوفه، وهو أمر اتسم به الفلاسفة الكبار مثل أرسطو، الذي نجح في جذب انتباه العالم عن طريق إدراك دوافعه وأفكاره الداخلية.
  • أما آخر أنواع الذكاء التي كشف عنها جاردنر، فهو الذكاء الطبيعي، والذي يربط صاحبه بشكل تلقائي بمظاهر الطبيعة المختلفة، سواء كانت حيوانات أو نباتات أو ظواهر مناخية، كما كان الحال بالنسبة لتشارلز داروين وغيره من علماء التاريخ الطبيعي.

في الختام، هي مجموعة من أنواع الذكاء التي توضح لنا أسباب تفاوت قدرات البشر، وربما تكشف سر تفوق إنسان في أمر ما وفشله في الأمر الآخر، لذا تعد من أبرز وسائل إرشاد البشر للأعمال والمهام التي تناسبهم على حساب الأخرى غير المناسبة لهم.