أيام التشريق: لماذا سميت بهذا الأسم وما حكم الصيام فيها؟

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 20 يوليو 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 28 يونيو 2023
أيام التشريق: لماذا سميت بهذا الأسم وما حكم الصيام فيها؟

في مواسم العبادات والشعائر الإسلامية يحرص المسلمون على معرفة كل ما يتعلق بهذه الشعائر، ومن ذلك أيام التشريق التي تشهد موسم الحج، يبحث الكثير عنها، لمعرفة ما هي تلك الأيام، وحكم الصيام فيها، وماذا يفعل فيها الحجاج وغيرهم، وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية:

ما هي أيام التشريق؟

أيام التشريق، هي الأيام الثلاثة التي تأتي بعد يوم النحر، وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك، فأيام التشريق هي أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وبغروب شمس اليوم الثالث ينتهي عيد الأضحى والحج وذبح الأضحية.

وتُعرف أيام التشريق بأنها الأيام المعدودات، التي وردت في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى :"واذكروا الله في أيام معدودات"، وهي أيام أكل وشراب ويُحظر فيها الصيام.

لماذا سُميت أيام التشريق بهذا الأسم؟

سُميت أيام التشريق بهذا الأسم، وفقا لما ذكره ابن حجر، لأن العرب كانوا يُشرقون لحوم الأضاحي في الشمس، وهي تقطيع اللحم وتقديده ونشره.

والتشريق في اللغة العربية معناه تقديد اللحم، بمعنى أنه يتم تقطيعه لأجزاء صغيرة، ثم وضعه في الشمس لتجفيفه، فيُطلق عليها حينها اسم اللحم القديد.

وقديمًا كان يُعرف عن العرب تقديد اللحم بالتشريق، لذا ترجع تسمية هذه الأيام الثلاثة التي تعقب يوم النحر، بأيام التشريق، ففي هذه الأيام تشرق لحوم الأضاحي، ويقوم بعض الحجاج بلحوم الهدي.

ويُعرف اليوم الأول من أيام التشريق باسم يوم القر، وذلك لأن الحاج يقر ويمكث فيه في مشعر منى.

ويُعرف اليوم الثاني من أيام التشريق باسم يوم النفر الأول، لأنه يجوز للحاج -إذا أراد- أن يتعجل وينفر من منى بشرط أن يخرج منها قبل غروب الشمس، فإذا غربت عليه الشمس وهو في منى، فلا يمكنها وقتها أن ينفر منها.

واليوم الثالث من أيام التشريق يُعرف باسم يوم النفر الثاني، ومعناه أن من تعجل في يومين، فلا يكون عليه إثم، ومن تأخر لا يكون عليه أي إثم أيضاً.

ماذا يفعل الحجاج في أيام التشريق؟

وفي أيام التشريق يستكمل الحجاج مناسك الحج، ومن ذلك المبيت في مشعر منى، ورمي الجمرات، وطواف الوادع الذي يعد أخر ما يفعله الحاج قبل سفره مباشرة.

فمن كتب الله له أن يؤدي مناسك الحج عليه قضاء ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، وهي أيام التشريق، في مشعر منى، أو قضاء ليلتين لمن أراد التعجل، وفقا لقوله تعالى في كتابه الكريم:"وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ".

وخلال أيام التشريق على الحاج أن يرمي الجمرات الثلاث طوال الأيام التي يقضيها في مشعر منى، ويكبر الله مع كل حصاة، والوقوف بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى مستقبلًا القبلة رافعًا يديه يدعو بما شاء، أما جمرة العقبة الكبرى فلا يقف ولا يدعو بعدها.

ومن أراد التعجل في يومين وجب عليه رمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر، ثم يغادر منى قبل غروب الشمس، فإذا غربت عليه الشمس ومازال في منى لزمه البقاء للمبيت بها ليلة الثالث عشر، والرمي في اليوم الثالث عشر ما لم يكن قد تهيأ للتعجل فيخرج ولا يلزمه المبيت بمنى.

وبعد الانتهاء من رمي الجمرات في آخر أيام الحج، يتوجه الحاج مرة أخرى إلى مكة المكرمة للطواف حول بيت الله العتيق بعد أداء الحجاج مناسكهم بأركانها وفرائضها، وهو ما يُعرف بـ"طوادف الوداع" آخر العهد بالبيت امتثالًا لأمره صلى الله عليه وسلم "لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت".

وطواف الوادع هو آخر واجبات الحج التي ينبغي على الحاج أن يؤديها قبيل سفره مباشرة، ولا يعفى من طواف الوداع إلا الحائض والنفساء .

ما حكم صيام أيام التشريق؟

يعتاد البعض صيام أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هذه الأيام من شهر ذي الحجة لها طقوس وأحكام شرعية مختلفة، فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصيام في أيام التشريق.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أم يوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب، لذا لم يرخص فيها الصيام إلا في حالة واحدة وهي في حق من لم يجد الهدي، لقول عائشة وابن عمر رضي الله عنهم: "لم يرخص في صيام أيام التشريق إلا لمن لم يجد الهدي".

وأضاف الشيخ الخثلان أن من لم يجد الهدي يجب عليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع، ومن عداه ليس له أن يصوم أيام التشريق.

واستشهد العلماء في حكم صيام أيام التشريق، بما روى أحمد عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ رَأَى رَجُلا عَلَى جَمَلٍ يَتْبَعُ رِحَالَ النَّاسِ بِمِنًى، وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدٌ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ: «لا تَصُومُوا هَذِهِ الأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ».

وروى أحمد وأبو داود عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ عَمْرٌو: كُلْ، فَهَذِهِ الأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا، وَيَنْهَى عَنْ صِيَامِهَا. قَالَ مَالِكٌ: وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.