ما هو مشروع رأس الحكمة في مصر؟ وما أثره على الاقتصاد؟

يعد مشروع رأس الحكمة في مصر من أضخم المشاريع الاستثمارية في تاريخ البلاد وهو صفقة شراكة استثمارية لتطوير مدينة رأس الحكمة في الساحل الشمالي مع الإمارات العربية المتحدة، حيث يتضمن استثمارًا أجنبيًا بقيمة 35 مليار دولار، تعرف أكثر على تفاصيل المشروع وأثره على الاقتصاد المصري وسعر صرف الجنيه.

تفاصيل مشروع رأس الحكمة في مصر

مشروع رأس الحكمة هو مشروع سيقام في منطقة رأس الحكمة في الساحل الشمالي في مصر بشراكة إماراتية ويتضمن استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 35 مليار دولار خلال شهرين من عقد الصفقة التي تمت في 23 فبراير من عام 2024.

ويأمل المشروع جذب استثمارات تزيد قيمتها عن 150 مليار دولار خلال فترة التطوير، وقد أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن المشروع هو عبارة عن شراكة وليس بيع أصول، حيث ستحصل مصر على 35% من أرباح هذا المشروع.

سيتم تقسيم استثمارات المشروع على دفعتين، الدفعة الأولى 15 مليارًا ستدفع خلال أسبوع، أما الدفعة الثانية 20 مليارًا، بينما سيتم استخدام 10 مليارات دولار كودائع للإمارات وخصمها من الدين الخارجي لمصر، وهو ما سيتيح سيولة للبنك المركزة من أجل حل مشكلة النقد الأجنبي في البنوك المصرية.

يهدف المشروع أن تكون منطقة رأس الحكمة مدينة سياحية عالمية تستقطب نحو 8 ملايين سائح في مصر سنويًا، وستقوم شركة أبوظبي التنموية القابضة بتأسيس شركة باسم رأس الحكمة، وهي شركة مساهمة مصرية، ستكون مسؤولة عن تطوير هذا المشروع.

تشتهر منطقة رأس الحكمة بالاستراحة التي بناها الملك فاروق فيها، كما أنها تعد منطقة استراتيجية نظرًا لموقعها المتميز، حيث يوجد بها الكثير من المناطق الأثرية والمحميات الطبيعية والكثبان الرملية.

تتمتع أيضًا بشواطئ رائعة ومناطق صحراوية متنوعة من السفاري، كما يوجد بها أنشطة زراعية وصناعة مثل التعدين في الظهير الصحراوي، والكثير من الأنشطة الحرفية والصناعات البدوية والصغيرة.

مخطط مدينة رأس الحكمة الجديدة

يتضمن مشروع رأس الحكمة أحياء سكنية وفنادق عالمية، حيث يهدف أن تكون هذه المدينة أشهر مدينة ساحلية على أرض مصرية وتستقطب حوالي 8 ملايين سائح في مصر سنويًا.

سيتم بناء  أحياء سكنية لكل المستويات، كما سيتضمن المشروع منتجعات سياحية ومناطق ترفيهية عملاقة، فضلًا عن الخدمات العمرانية التي ستتوفر في كل منطقة من جامعات ومدارس ومستشفيات ومباني خدمية وإدارية كذلك.

سيتوفر في المشروع كذلك منطقة حرة خاصة وستضم الصناعات التكنولوجية والصناعات الخفيفة، كما سيكون به حي مركز يهدف لاستقطاب الشركات العالمية فيها من حول العالم تشجيع الاستثمارات داخل مصر.

سيتوفر في المشروع أيضًا بنية تحتية عالمية تعزز من إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر، كما سيتم التعاون مع شركاء آخرين منها مدن العقارية ومجموعة طلعت مصطفى.

مساحة رأس الحكمة

مشروع رأس الحكمة سيقام على مساحة 170.8 مليون متر مربع، أي بمساحة 55 ألف فدان تقريبًا. ورأس الحكمة تابعة لمدينة مرسى مطروح تقع في الساحل الشمالي.

تمتد شواطئ رأس الحكمة من الضبعة في الكيلو 170 حتى الكيلو 220 في مدينة مطروح وتبعد عنها حوالي 85 كيلومتراً تقريبًا.

وقد أوضح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أنه سيتم تعويض أهالي محافظة مطروح والسكان الموجودين في الأرض المخصصة لبناء المشروع نقدًا وعينًا.

هل تم بيع رأس الحكمة؟

لا، لم يتم بيع رأس الحكمة قد أوضح رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن المشروع هو شراكة وليس بيع أصول، وستحصل مصر على 35% من أرباح هذا المشروع.

الشركة المنفذة لمشروع رأس الحكمة

استحوذت شركة أبوظبي القابضة الإماراتية على حقوق تطوير مشروع رأس الحكمة في مصر مقابل 24 مليار دولار، وقد أوضحت الشركة أنها تتوقع استقطاب المشروع استثمارات تزيد عن 150 مليار دولار.

أثر مشروع رأس الحكمة على الاقتصاد

بعد الإعلان عن مشروع رأس الحكمة ظهر التأثير الإيجابي الفوري له على السوق السوداء للعملة الأجنبية في مصر، كما تراجعت أسعار الذهب، ويتوقع الخبراء الاقتصاديون أن يساهم هذا المشروع على الاستقرار النقدي في البلاد ويقلل من التضخم كونه يهدف إلى القضاء على السوق السوداء للدولار.

ووفقًا لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي ستحصل مصر على 35% من أرباح المشروع، كما سيدراستثمارات على مصر بقيمة 150 مليار دولار، وستحصل مصر على ضخ عملة أجنبية بقيمة 35 مليار دولار خلال شهرين.

يتم سداد المبلغ على دفعتين، الدفعة الأولى 15 مليار دولار من الإمارات مباشرة، منها 5 مليارات دولار جزء من وديعة إماراتية في البنك المركزي المصري.

الدفعة الثانية ستتم بعد شهرين وستكون 20 مليار دولار منها 6 مليارات دولار وديعة إماراتية في البنك المركزي، بحيث تكون وديعة الإمارات في البنك المركزي المصري 11 مليار دولار.

ووفقًا للكثير من الخبراء فإن مشروع رأس الحكمة سيؤدي إلى نتائج إيجابية عدة على الاقتصاد المصري وسعر صرف الجنيه، ومنها التالي:

• استقرار سوق النقد في مصر، خاصة في وجود السوق السوداء أو السوق الموازية للعملات الأجنبية وخاصة الدولار.
• انخفاض سعر الدولار والذهب بشكل واضح، والذي ظهرت معالمه في الساعات الأولى من عقد الصفقة.
• القضاء على السوق السوداء.
• انخفاض معدل التضخم والفائدة.
• سيؤدي المشروع إلى عودة أسعار السلع إلى سعرها القديم، خصوصًا بعد أن شهدت الأسعار ارتفاعًا كبيرًا في الفترات الأخيرة.
• عودة تحويلات المصريين إلى الخارج من خلال البنوك، حيث كانت تتم التحويلات في الفترة الماضية من خلال السوق السوداء لأن سعر الدولار في السوق السوداء أكثر من الرسمي بمعدل 100% تقريبًا.
• أيضًا سيؤدي المشروع إلى حل مشكلة البطالة من خلال توفير نسبة ضخمة من العمالة والتي ستؤثر بشكل إيجابي على الناتج القومي المصري.

سعر الدولار بعد الإعلان عن المشروع

كان سعر الدولار في السوق السوداء وصل إلى 70 جنيهًا للدولار الواحد، مقابل 31 جنيهًا في البنوك المصرية، وبعد الإعلان عن هذا المشروع وصل سعر الدولار في السوق السوداء إلى 50 جنيهًا.

ووفقًا لخبراء اقتصاديين فإنه من المتوقع أن يصل سعر الدولار ما بين 37 إلى 40 جنيهًا مع دخول صفقة المشروع حيز التنفيذ.

أثر المشروع على القطاع السياحي

سيؤثر المشروع بشكل إيجابي على القطاع السياحي، حيث سيصبح من أهم مقومات الجذب السياحي مستقبلًا.

سيؤدي المشروع إلى زيادة الطاقة الاستيعابية الفندقية مصر البالغة 210 ألفا وسيتم إضافة نحو 25 ألف غرفة فندقية.

 كما أن مصر بهذا المشروع تهدف إلى زيادة عدد السياح فيها إلى 30 مليون زائر بحلول عام 2028، كما تهدف إلى وصول عدد السياح إلى 18 مليون زيارة في العام الجاري 2024.

يهدف المشروع أيضًا إلى إنشاء مطار دولي جنوب مدينة رأس الحكمة كما أعلن مجلس الوزراء عن تخصيص أرض لوزارة الطيران المصرية، سيكون للدولة المصرية حصة من عوائده كذلك.