العائدون من الموت: تعرف على واحد من أغرب الأعياد الإسبانية

  • تاريخ النشر: الإثنين، 27 ديسمبر 2021 آخر تحديث: السبت، 29 يوليو 2023
العائدون من الموت: تعرف على واحد من أغرب الأعياد الإسبانية

هناك العديد من الاحتفالات والأعياد الغريبة حول العالم، والتي تحتفل بها بعض الثقافات في يوم معين من العام، ومن ضمن هذه الأعياد ما يُعرف باسم عيد أو احتفال العائدون من الموت، الذي تحتفل به إحدى القرى الإسبانية.. تعرفوا معنا في هذا الموضوع على تفاصيل هذا العيد الغريب، وما أصله، وكيف يتم الاحتفال به؟

موعد الاحتفال بعيد العائدين من الموت

في التاسع والعشرين من شهر يوليو كل عام، تحتفل مدينة غاليسيا الإسبانية، وتحديداً قرية "لاس نيفاس"، وهي قرية صغيرة في إسبانيا بالقرب من الحدود مع البرتغال، بواحد من أكثر الأعياد غرابة حول العالم، وهو عيد "العائدون من الموت"، أو الاقتراب من الموت.

مظاهر الاحتفال بعيد العائدين من الموت

وفي هذا اليوم، يتجمع أشخاص نجوا من الموت بأعجوبة للاحتفال بفرصتهم الثانية في الحياة، مثل شخص نجا من حادث مروع، أو شخص شفي من مرض عضال، أو شخص أفاق من غيبوبة طويلة، ويبدأ هؤلاء الأشخاص في سرد حكاياتهم للآخرين.

بعد انتهاء مدة حكي القصص التي مروا بها وجاؤوا من أجلها، يبدأ الجزء الأكثر غرابة في الاحتفال، فيقوم هؤلاء الأشخاص بارتداء أكفان بيضاء، وينامون في توابيت مفتوحة محمولة على أكتاف من تبقى من السكان، ثم يبدؤون مسيرتهم، فيجوبون بهم شوارع القرية، فيما تتبع النعوش فرقة موسيقية، تؤدي ألحاناً حزينة، لكن أجواء المسيرة تسودها البهجة.

وتنتهي المسيرة عند كنيسة القديسة مرثا، فيخرجون من التوابيت، وهنا تجد المقاعد الصخرية المنتشرة على تلة صغيرة بجانب الكنيسة قد امتلأت بالجالسين، وتجد بائعي النبيذ وبائعي الأطعمة يبيعون بضاعتهم في أكشاك مخصصة حول الكنيسة.. ويبدأ المحتفلون في قراءة وترتيل ترانيم للقديسة العذراء سانتا مارثا، ثم يعبرون عن سعادتهم للمشاركة في هذا الاحتفال، وعن شكرهم وامتنانهم للقديسة، من خلال تقديم القرابين والهدايا لها، ثم يعود كل شخص من حيث أتى، بعد أن يحمل تمثالاً للقديسة يعود به إلى مكان إقامته.

أصل احتفال العائدين من الموت

وتعود أصول احتفال "العائدون من الموت" إلى العادات الوثنية القديمة في مدينة غاليسيا الإسبانية، والتي لم تدخلها الديانة المسيحية إلا بعد وقت طويل، ويعتقد البعض أن تاريخ مهرجان العائدون من الموت يعود إلى قرون مضت، ففي القرن الثاني عشر ميلادياً، حرصت الكنيسة الكاثوليكية على التخلص من المعتقدات الوثنية، لكن أدمج هذا الاحتفال قسراً ضمن الاحتفالات المسيحية.

جدير بالذكر أن احتفال "العائدون من الموت" كان في الماضي مقتصراً على أهالي قرية "لاس نيفاس" فقط، لكن بسبب غرابته الشديدة، وبعد أن أصبح التنقل والسفر بين كل القرى والبلدان أكثر سهولة، ذاع صيت الاحتفال، ليصبح حالياً بمثابة مهرجان عالمي شهير يأتي إليه آلاف من الدول المختلفة، وتكتظ بهم الشوارع في كل عام.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة