توصل السعودية والإمارات إلى اتفاق حول إنتاج النفط

  • تاريخ النشر: الخميس، 15 يوليو 2021
توصل السعودية والإمارات إلى اتفاق حول إنتاج النفط

توصلتا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتسوية بشأن اتفاق إنتاج النفط، ستحصل الإمارات على مستوى إنتاج مرجعي أعلى يبلغ 3.65 مليون برميل يومياً في الاتفاقات النفطية المُستقبلية، وذلك وفقاً لما تناقلته بعض التقارير الصحافية نقلاً عن تحالف "أوبك بلس".

يُذكر أن تحالف "أوبك بلس" كان قد تعرّض إلى أزمة بعد أن أدى عدم الاتفاق بين السعودية والإمارات إلى تعطيل زيادة المعروض من النفط. ذكرت المصادر أن أوبك بلس ستُحدد اجتماعاً جديداً خلال وقت قريب، وأنه سيتم الاتفاق بين السعودية والإمارات على تمديد الاتفاق حتى نهاية عام 2022.

سبب عدم الاتفاق بين السعودية والإمارات

شهد التحالف عدم الاتفاق قبل اجتماع أوبك بلس الأخير، الذي تم الغاؤه، بسبب ربط زيادة الإنتاج خلال شهر أغسطس القادم بتمديد الاتفاق، وهو ما اعترضت عليه الإمارات، مُطالبة بتعديل نقطة الأساس التي تم على أساسها حساب حجم الخفض المطلوب من كل دولة في حالة تمديد الاتفاق، وهو ما اعترض عليه التحالف برئاسة السعودية.

فقد كان مُقترحاً ينص على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً بشكل شهري من أغسطس إلى ديسمبر. لكنّ المحادثات تعثرت بسبب مقترح تمديد تلك الإجراءات حتى نهاية عام 2022. فيما طالبت الإمارات، التي تدعم زيادة قصيرة الأجل، بشروط أفضل لتمديد الاتفاق حتى عام 2022.

انعكست أنباء إلغاء اجتماع "أوبك بلس" على أسواق النفط على الفور، إذ ارتفع سعر خام برنت، وهو المعيار العالمي الذي قفز بنحو 50٪ هذا العام، بنسبة 1٪ أخرى ليصل إلى 77 دولاراً للبرميل.

يعود انتعاش أسواق النفط وزيادة الطلب جزئياً إلى ارتفاع الطلب على البنزين ووقود الطائرات بعد تخفيف القيود الصحية ورفع قيود السفر التي كان قد تم فرضها بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، كوفيد-19.

أشار محللو وول ستريت إن دول "أوبك بلس" هي الوحيدة التي يمكنها إنقاذ أسواق النفط من خلال ضخ المزيد من النفط لتلبية الطلب المتزايد.

منظمة أوبك وأوبك بلس

أُنشئت منظمة الأقطار العربية المُصدرة للبـترول، كمنظمة عربية إقليمية ذات طابع دولي، بموجب اتفاقيــة تم التوقيـــع على ميثاقهــا في مدينـة بيروت في 9 يناير 1968، ، بين كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، ودولة ليبيا.

هدف المنظمة الرئيسي هو تعاون الأعضاء في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي في صناعة البترول وتحقيق أوثق العلاقات فيما بينها في هذا المجال، وتقرير الوسائل والسبل للمحافظة على مصالح أعضائها المشروعة في هذه الصناعة منفردين ومجتمعين.

بالإضافة إلى توحيد الجهود لتأمين وصول البترول إلى أسواق استهلاكه بشروط عادلة ومعقولة وتوفير الظروف الملائمة لرأس المال والخبرة المستثمرين في صناعة البترول في الدول الأعضاء.

أثبتت النواة الأولى لأوبك قابليتها للاستمرار وللتوسع، حيث انضمت إلى عضويتها في عام 1970 كل من الجمهورية الجزائرية، ودولة قطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين.

حرصت الدول الأعضاء على تدعيم المنظمة، من خلال إفساح المجال لأكبر عدد من الدول العربية للانضمام إليهـا، وتوثيـق روابـط المصلحة المشتركة بيـن أعضائهـا.

 لذلك، تم الاتفاق في ديسمبر عام 1971 على تعديل أحد بنود المادة السابعة من اتفاقية إنشاء المنظمة، والمتعلق بشروط قبول انضمام عضو جديد والذي ينص على "أن يكون البترول هو المصدر الرئيسي والأساسي لدخله القومي"، ليصبح "أن يكون البترول مصدرا هاما لدخله القومي".

واشترط لقبول انضمام أي دولة عربية إلى المنظمة قبولها بأحكام اتفاقية إنشاء المنظمة وما يطرأ عليها من تعديلات، وأن يوافق مجلس الوزراء على انضمامها بأغلبية ثلاثة أرباع الأصوات، على أن يكون من بينها أصوات جميع الأعضاء المؤسسين.

وفقاً لـ bbc كان عام 2020 عام استثنائي بكل المقاييس على الجميع، بما في ذلك صناعة النفط ودول أوبك. فقد شهد هذا العام حرب أسعار بين روسيا والسعودية أدت الى زيادة هائلة في حجم العرض وذلك خلال الأشهر الأولى لتفشي وباء كورونا وهبوط الطلب بشكل كبير.

أدت حرب الأسعار والوباء إلى هبوط في أسعار النفط إلى ما تحت الصفر في سابقة تاريخية، قبل أن يتدارك الجميع الأمر وتخفض مجموعة أوبك بلاس الإنتاج تخفيضاً تاريخياً.

جاءت هذه الحرب بعد سنوات قليلة من تشكل مجموعة أوبك بلاس، التي ضمت، إلى عضوية أوبك، عشر دول أخرى من مصدري النفط غير الأعضاء في أوبك والراغبين في التعاون، وعلى رأسهم روسيا.

وفقا لوكالة بلومبرغ، فقد جاء تأسيس أوبك بلاس، بعد أن استشعرت السعودية، بداية عام 2017، حين هبط سعر برميل النفط إلى 25 دولاراً، بأن أوبك وحدها إما غير مستعدة أو غير قادرة على إدارة أسواق النفط، فتم تأسيس مجموعة أوبك بلاس، التي ضمت عدداً أكبر من الدول.

بدأ الحديث عن أوبك يقلّ تدريجياً مقابل بروز أوبك بلاس، وكما كانت السعودية العمود الفقري لأوبك، فإن الثنائي السعودي الروسي هو العمود الفقري لأوبك بلاس.

بالنسبة لأوبك وأوبك بلاس، فإن أحد التحديات قد يكون المحاولات الحثيثة العالمية لتقليل الاعتماد على النفط من أجل محاربة التغيير المناخي.

لكن بعض الخبراء الاقتصاديين يرون أن الطلب على النفط سيظل في نمو على الأقل حتى عام 2050، حتى لو كان هذا النمو أقل من السابق، وهو ما يعني أنه سيبقى لأوبك وأوبك بلاس دور تلعبانه في سوق النفط العالمي.