ظروف "مهينة"في مخيم المهاجرين المالطي والسلطات تفكر بتغيير النهج

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الأحد، 28 مارس 2021
ظروف "مهينة"في مخيم المهاجرين المالطي والسلطات تفكر بتغيير النهج

نشرت صور من داخل مركز استقبال طالبي اللجوء في جزيرة مالطا، تظهر عيشهم في ظروف غير إنسانية تنتهك إرشادات الصحة والسلامة العامة ولا تتماشى والإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس كورونا المستجد. في وقت تم خلاله تخصيص منشأة "هال فار" في جنوب البلاد كوحدة عزل للمصابين بالفيروس قبل تسعة أشهر من اليوم.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" أن أجزاء من المبنى تُركت في حالة متداعية، مع صور تظهر العفن على العديد من الجدران والمراحيض المتسخة، الصور مؤرخة في يناير 2021.

"بارد وقذر ومكتئب"

وبحسب ما ورد تم تسليم الصور إلى الصحيفة من قبل شخص يعمل في مركز الاستقبال في مالطا، وقال المصدر المجهول للصحيفة إنهم أرادوا "أن يظهروا للناس كيف يكون الحال عندما يكون المهاجرون عالقين في نظام خدمات الاحتجاز في مالطا".

وقال المصدر لصحيفة "تايمز أوف مالطا": "لا يمكنني أن ألوم المهاجرين على رغبتهم في الخروج من مثل هذا المكان وفعل كل ما في وسعهم للخروج، بما في ذلك إيذاء أنفسهم لنقلهم إلى [مستشفى الصحة العقلية] بجبل الكرمل". "أشعر بالذنب حيال العمل هناك لأنني أشعر أنني جزء من المشكلة. على الرغم من أنني أحاول المساعدة، إلا أنه ليس من السهل رؤية الناس يعيشون في مثل هذه الظروف".

وتذكر التقارير أن "الظروف الصعبة" تنتشر في المراكز المنتشرة في جميع أنحاء مالطا، كما تواصل العديد من المهاجرين أيضًا مع مهاجر نيوز في الأشهر الأخيرة لنقل معاناتهم. قال مواطن مغربي محتجز في مركز سافي لمهاجر نيوز في يناير/ كانون الثاني إن المهاجرين واللاجئين يعيشون في "ظروف بائسة".

مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء أوروبا منذ ذلك الحين، قال الشاب البالغ من العمر 27 عامًا "إن اللاجئين والمهاجرين لم يخضعوا لاختبارات فيروس كورونا، وأنه "لا يوجد احترام لأي قاعدة من قواعد التباعد الاجتماعي ولا نتوفر على أساسيات النظافة الشخصية من ماء وصابون ومعقمات". تجدر الإشارة إلى أن مهاجر نيوز غير قادر على التحقق من هذه الأقوال بشكل مستقل.

تقرير لاذع من مجلس أوروبا

جاء نشر الصور الخاصة بالمركز من قبل جريدة The Times of Malta بعد تقرير صدر الأسبوع الماضي من قبل مجلس أوروبا (CoE) ، والذي أكد أيضًا أن المهاجرين واللاجئين في مالطا محتجزون في ظروف "غير إنسانية ومهينة"، من بينها الاضطرار للنوم في غرفة بها 12 سريرًا بطابقين تم تصميمها لتكون كافية لخمسة أشخاص فقط، وأن المراحيض لا تحتوي على أبواب لاحترام الخصوصية.

وزعم التقرير أيضًا أن بعض الأشخاص احتُجزوا في المبنى لمدة 24 ساعة يوميًا، وافتقر آخرون إلى الأنشطة التي قد تساعدهم على البقاء مشغولين، واتهم مالطا بخرق القانون الدولي من خلال تعريض المهاجرين لـ "الإهمال الجماعي المؤسسي".

كما ذكر التقرير، الذي أعدته لجنة منع التعذيب التابعة لمجلس أوروبا، إن مالطا بحاجة إلى تحسين نظام الهجرة لديها على وجه السرعة، لضمان معاملة المهاجرين بكرامة.

وزارة الداخلية المالطية ترد

وأكد بعض المهاجرين الذين تحدثوا لصحيفة The Times of Malta ما جاء في هذه التقارير، قائلين إن الظروف في المرافق تتسم "بالبرودة والقذارة والكئابة"، واستندت التقارير أيضًا إلى تقارير ذاتية من مهاجرين ولاجئين في منشأة "هال فار".

ثبت أن التحقق من الظروف داخل مرافق اللجوء في مالطا يمثل مشكلة على مستويات متعددة، حيث يتم تجاهل طلبات وسائل الإعلام للقيام بجولة في المراكز بشكل متكرر. وفقًا لصحيفة The Times of Malta ، أفادت العديد من المنظمات غير الحكومية أيضًا أنها غير قادرة على تقييم الوضع بشكل مستقل في هذه المرافق، حيث يتم منعها من الدخول، وتتذرع السلطات بقيود السلامة الصحية الخاصة بالجائحة كسبب لرفضها.

في غضون ذلك، قال متحدث باسم وزارة الشؤون الداخلية في مالطا لصحيفة The Times of Malta أنهم وافقوا على أن المناطق التي شوهدت في الصور تبدو متداعية، لكنهم قللوا من أهمية الصور من خلال مشاركة صور مناطق أخرى في منشأة هال فار، والتي بدت نظيفة ومنظمة.

وقال المتحدث: "من الواضح أن الصور تستخدم لإلقاء الضوء على الجانب السلبي في كل العمل الذي نقوم به". وأكد متحدث آخر باسم الوزارة أن كل شيء داخل منشأة هال فار كان "جديدًا تمامًا"، بما في ذلك المرافق الصحية وطلاء الجدران المقاوم للعفن، وأن المركز يتم تطهيره يوميًا.

كما أيد مصدر تحدث لصحيفة The Times of Malta الرأي الرسمي، قائلاً إن المراحيض المتسخة الظاهرة في الصور لم تعد موجودة وأن المراحيض قد تم تجديدها منذ ذلك الحين. وأضاف المصدر أن مجموعة أخرى من الصور لمراحيض متهدمة كانت في الواقع لمنشأة يستخدمها موظفو مركز الاحتجاز حصرا، ولم تؤثر على المهاجرين الذين يعيشون هناك بأي شكل.

تحسينات في المرافق "غير القانونية"

تم افتتاح مركز هال فار في أبريل/نيسان 2020 بهدف توفير "رعاية جيدة" لطالبي اللجوء المصابين بفيروس كورونا مع تقليل الضغط على نظام الرعاية الصحية الوطني أثناء الوباء، وفقًا لوزير الشؤون الداخلية في مالطا بايرون كاميليري.

كان المرفق يديره في البداية موظفو الصليب الأحمر، مع تسليم الإدارة تدريجيًا إلى خدمات الاستقبال المالطية. كان المبنى الذي يستضيف المركز يستخدم في الأصل ليكون موقفاً للطائرات التي يستخدمها الجيش لأكثر من نصف قرن. كما أن مراكز المهاجرين الأخرى في مالطا في حالة متدهورة، وفقًا لتقارير شهود عيان مختلفة.

وقال متحدث باسم جماعة أديتوس المدافعة عن حقوق الإنسان لصحيفة "تايمز أوف مالطا" إن مرافق الاحتجاز الأخرى كانت "محبطة وغير إنسانية" على نحو مشابه لما شوهد في الصور التي ظهرت في تقارير الصحيفة الأصلية. وأكد المتحدث باسم Aditus، أنه لم يتم السماح للمنظمات غير الحكومية بالوصول إلى هال فار ليطلعوا على ظروف عيش المهاجرين بأنفسهم.

أشار أديتوس إلى أنه بينما كانت دوائر الاحتجاز المالطية تحاول تحسين الأمور، لكن تظل الطريقة التي يُعامل بها اللاجئون والمهاجرون في مالطا غير إنسانية. وقال أديتوس: "التحسن الذي تعرفه الظروف المعيشية لن يغير حقيقة أن نظام الاحتجاز في مالطا لا يزال غير قانوني إلى حد كبير" ، في إشارة إلى ممارسة حبس المهاجرين مثل السجناء أثناء تقييم قضاياهم لعدة أشهر.

تعاون أوثق مع ليبيا

في غضون ذلك، أعلن وزير الشؤون الداخلية بايرون كاميليري أنه على الرغم من كل التقارير السلبية بشأن معاملة طالبي اللجوء والمهاجرين، فلن يتم بناء المزيد من هذه المرافق، بحجة أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتدخل لمساعدة مالطا "في تحمل أعبائها".

وأضاف أن الحكومة المالطية ستحول اهتمامها إلى تعميق تعاونها مع خفر السواحل الليبي، من بين إجراءات أخرى سيتم تقديمها، رغم أن خفر السواحل الليبي متهم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان عند إعادة المهاجرين الذين تم اعتراضهم في البحر إلى البر الرئيسي الأفريقي. تخطط إيطاليا أيضًا للدخول في تعاون أوثق مع الحكومة الليبية الجديدة.

قال كاميليري إن عدد الوافدين إلى مالطا خلال عامي 2019 و 2020 قد تجاوز كل دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي، وأنه على الرغم من انخفاض أعداد الوصول، فإن توسيع عدد مرافق استقبال المهاجرين سيرسل إشارة خاطئة "عندما قلنا أن مالطا ممتلئة.. لم نكن نكذب". وأضاف الكاميليري "مراكزنا والمساحة الموجودة بداخلها هي كما هي، وكذلك بلدنا. لن أسمح لبلدنا أن يصبح بؤرة ساخنة لاحتجاز المهاجرين".

سارتان ساندرسون/ م.ب ـ مهاجر نيوز

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة