قرية إيطالية تعرض منازلها للبيع مقابل يورو واحد فما السر؟

"العقارات في مدينة إيطالية معروضة للبيع مقابل يورو واحد!" من يستطيع مقاومة مثل هذا العرض؟ قدّم رئيس بلدية قرية "ماينزا" في إيطاليا، العرض السابق، عندما طرح عدد من المنازل القديمة للبيع مقابل يورو واحد فقط.

السر وراء منازل معروضة للبيع في أوروبا مُقابل يورو واحد

تقوم المدن والقرى التي تُقدّم مثل هذه العروض بذلك لأسباب متنوعة، ترتبط في الغالب بتضاؤل ​​عدد السكان والتحديات الاقتصادية، حيث يضطر السكان الشباب بشكل متزايد إلى البحث عن فرص وظيفية في أماكن أخرى.

بالنسبة للسكان المحليين الحاليين في ماينزا، فإن الأمل هو أن يساعد القادمون الجدد في تجديد قريتهم أو بلدتهم. إنهم يتطلعون إلى جذب الغرباء لإنعاش مجتمعاتهم على المدى الطويل، سواء من خلال العيش هناك بأنفسهم أو من خلال إنشاء عمل تجاري، غالباً ما يتعلق بتعزيز السياحة.

فيهدف العرض السابق وفقاً لرئيس البلدية " كلاوديو سبيردوتي"، إلى جذب السكان للقرية وإعادة تعمير وترميم المنازل العريقة، خاصة مع تراجع فئة الشباب عن السكن في القرى وهجرتهم الدائمة للمدن؛ على أن تنتهي طلبات شراء المنازل المعروضة للبيع في 28 أغسطس الجاري.

يقول سبيردوتي إن بلدته، على عكس غيرها، لا تعرض منازل بقيمة يورو واحد لوقف تضاؤل ​​أعداد السكان، حتى لو تجاوزوا بالكاد 3000 في السنوات العشرين الماضية. لكن الأمر الأهم من وجهة نظره أن هذا خطوة لمنع أصحاب العقارات والمضاربين من الاستيلاء على المنازل القديمة لكسب المال.

المنازل المعروضة للبيع الآن مقابل 1 يورو، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، تطل على ساحة صغيرة وتحتفظ بإطلالة فريدة على البحر لجزر بونتين. المنازل مصنوعة من حجارة كبيرة رمادية داكنة خشنة مع إطارات نوافذ سميكة وبوابة مدخل مقوسة.

في الداخل، لا يزال البلاط القديم يُزين الجدران، وتتكئ الكراسي المتربة على الجدران المتصدعة، والمطابخ الصغيرة المجهزة صدئة ومكسرة.

تستهدف حملة البيع إعادة الحياة إلى 100 عقار مهمل في القرية، أصبح بعضها يُشكل خطراً محتملاً على المارة بسبب حالتها المتداعية. تنتهي طلبات شراء المنازل القليلة الأولى المعروضة للبيع في 28 أغسطس الجاري، لكن رئيس البلدية يُطمئن الأشخاص الذين يرغبون في الشراء أن المزيد سيطرح في السوق حيث تجري المحادثات مع أصحابها الأصليين.

يتعين على المالكين الجدد للعقارات الالتزام بتجديدها خلال 3 سنوات وتوفير وديعة قابلة للاسترداد بقيمة 5000 يورو، ما يُعادل 5840 دولاراً، لضمان إتمام عملية التجديد التي لن تتجاوز 5 آلاف دولار نظراً لمساحة المساكن المحدودة والتي تتراوح بين 50-70 متراً مربعاً.

إذا أراد العديد من المتقدمين الحصول على نفس المنزل ، فستعطى الأولوية لأولئك الذين يرغبون في الاستقرار وأولئك الذين يخططون للتجديدات الأسرع. بالنسبة للوافدين الجدد، فإن احتمال الحصول على منزل بهذا السعر في الريف الإيطالي، يمكن ببساطة أن يكون مغرياً للغاية بحيث لا يمكن تجاهله.

كيف بدأت الفكرة؟

يُقال إن أصول ما يسمى باتجاه "بيت اليورو" قد انبثقت من العقل الإبداعي لأوليفييرو توسكاني، المصور الإيطالي الشهير ومنشئ الحملات الإعلانية المعروف بإعلاناته. تقول القصة إن توسكاني نقل فكرته في عام 2008 إلى فيتوريو صغاربي، رئيس بلدية مدينة ساليمي الصقلية آنذاك. وذلك لأنه في أعقاب زلزال عام 1968، دُمرت العديد من الممتلكات في المدينة وغادر الكثير من السكان.

على مدى العقود التي تلت ذلك، عانت المدينة من المزيد من الإهمال والخراب، حتى تدخل الصغاربي بفكرته التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة لجذب الناس من خلال تقديم 3700 عقار مملوك للمجلس في البلدة القديمة مقابل يورو واحد فقط. كان المقابل هو أن المشترين بحاجة إلى الالتزام بتجديد المنازل القديمة على أمل إعادة إحياء المدينة.

بعد هذه الفكرة نمّت العديد من العروض المُقلدة في جميع أنحاء إيطاليا. وفي العام أو العامين الماضيين، كانت هناك موجة أخرى من عروض "بيت اليورو" في العديد من البلدات في جميع أنحاء البلاد. في مونتييري، في مقاطعة توسكان غروسيتو، على سبيل المثال، قدّم رئيس بلدية المدينة مبادرة، مع تحذير من أن المشترين الذين يسلمون الرمز المميز بدفع يورو واحد يجب عليهم تجديد العقار في غضون ثلاث سنوات. إذا فشلوا في القيام بذلك ، فسيتعين على المشترين إعادة الممتلكات إلى المجلس.

الأشياء الواجب توافرها لكي تنجح الصفقة

لم تكن جميع نداءات البيت الأوروبي الإيطالية ناجحة، ولكن من الواضح أن المشترين الذين يستوفون معيارين يمكن أن ينجحوا: أولاً، بصفتك مشتري، يجب أن يكون لديك نقود كافية لتجديد العقار وفهم بالضبط ما تقوم به من خلال التعرّف على قوانين المنطقة المحلية وتقسيم المناطق ذات الصلة.

 ثانياً، محاولة ضمان تحفيزك ليس فقط بجاذبية صورة بطاقة بريدية ريفية في إيطاليا، ولكن من خلال فهم أنك في معظم الحالات تعمل على تجديد شباب المجتمع على نطاق أوسع.