لماذا يعاني البشر من الغضب عند الجوع؟

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الخميس، 04 فبراير 2021 آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
لماذا يعاني البشر من الغضب عند الجوع؟

ينتاب بعض الأشخاص أو ربما جميعهم حالة من الغضب الشديد عند إحساسهم بالجوع، حيث تبدو فترة افتقاد الطعام حرجة بالنسبة لمجموعة ليست قليلة من البشر، كما يحدث خلال نهار شهر رمضان على سبيل المثال، ترى ما هو سر الغضب عند الجوع؟

الغضب عند الجوع

يرى الخبراء أن السبب الأبرز وراء إحساس الغضب عند الجوع، ينبع عن افتقاد الجلوكوز في الجسم، فبينما يأتي الجلوكوز عبر هضم الكربوهيدرات والبروتين والدهون، فإن المعاناة من قلة مستوياته تؤدي إلى فقدان الطاقة، علاوة على شعور العقل لا إراديا بأنه يواجه موقفا خطيرا يهدد الحياة، ليسيطر الغضب على المخ في هذا الوقت.

تزداد الأزمة في ظل اعتماد المخ على الجلوكوز وحده من أجل إتمام مهامه المختلفة، بخلاف الأعضاء الأخرى بالجسم والتي يمكنها الاعتماد حينها على عناصر غذائية مختلفة، لذا تصبح القدرة على القيام بأبسط الأعمال شديدة التعقيد، في ظل الشعور بقلة التركيز، وهو أمر يزيد من الغضب عند الجوع أيضا.

يشير العلماء كذلك إلى أن نجاح الإنسان في استخدام قدراته الذهنية من أجل تجنب الصراخ أو الانفعال على الآخرين، يبدو صعبا عند الإحساس بالجوع، لذا يلاحظ على البعض سهولة تعرضهم للاستفزاز عند شعورهم بالجوع الشديد، مع الوضع في الاعتبار أن انخفاض الجلوكوز عند الجوع يتم تعويضه تلقائيا في الجسم عبر إفراز بعض الهرمونات، والذي يعتبر الأدرينالين المعروف بأنه من هرمونات التوتر واحدا منها، ليعد ذلك أيضا من عوامل الربط بين كل من الغضب والجوع.

لا يمكن تجاهل دور الجينات والعوامل الوراثية أيضا في زيادة فرص المعاناة من الغضب عند الجوع، حيث تبدو الجينات المسيطرة على مشاعر الجوع هي المرتبطة بمشاعر الغضب، ليفسر ذلك الأمر أيضا من زاوية مختلفة.

التعامل مع الجوع

تؤكد الدراسات العلمية أن الطريقة المثالية للتعامل مع أزمة الغضب عند الجوع، تتمثل في عدم الانتظار قبل الوصول إلى تلك المرحلة المتأخرة من الرغبة في الغذاء، بل ينصح بتناول الطعام ولو بنسب قليلة منه بين الحين والآخر، حتى لا يفاجأ المرء بأنه يعاني من الجوع القاتل والذي يتسبب في شعوره بالتوتر والقلق الملحوظ.

كذلك يحذر من الاعتماد على الوجبات السريعة عند الشعور بالجوع، كونها تساهم في زيادة نسب الجلوكوز في الدم قبل تكسيره وتقليل مستوياته سريعا، ليؤدي ذلك إلى عدم الإحساس بالشبع بالشكل الكافي، ويتطلب إذن اللجوء من البداية إلى خيارات صحية مثل الفواكه والخضروات.

في كل الأحوال، تبدو السيطرة على مشاعر الجوع صعبة أحيانا، في ظل طول ساعات العمل أو ربما عند الصيام من الفجر حتى المغرب، إلا أن الأمر يصبح أكثر سهولة عند محاولة تأجيل المهام والقرارات إلى ما بعد تناول الطعام، حتى لا يؤثر الجوع على نشاطات الحياة بالسلب ويصبح من جديد سببا من أسباب الغضب.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة