ما سبب تسمية مضيق هرمز بهذا الاسم؟ التاريخ وراء هذ الاسم

  • تاريخ النشر: منذ يوم
ما سبب تسمية مضيق هرمز بهذا الاسم؟ التاريخ وراء هذ الاسم

يعد مضيق هرمز من أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تمر عبره نسبة ضخمة من صادرات النفط العالمية، ولكن وراية أهميته الاقتصادية والاستراتيجية، هنا سؤال حول سبب تسمية بهذا الاسم. في هذا المقال، سنجيب على سؤال ما سببت تسمية مضيق هرمز بهذا الاسم، ونستعرض الجذور التاريخية والجغرافية لتسمية هذا المضيق الشهير.

 ما سبب تسمية مضيق هرمز بهذا الاسم؟

لطالما كان مضيق هرمز أحد أكثر الممرات المائية شهرة في العالم، حيث يرتبط بالعديد من الحضارات والأحداث التاريخية المهمة، وهناك 3 احتمالات حول سبب تسمية هذا المضيق بهذا الاسم وهي التالي:

  • يرجح المؤرخون أن هرمز تعود إلى مملكة هرمز القديمة، التي كانت مركزًا تجاريًا هامًا، والتي اشتهرت أيضًا باسم "باب الشرق السحري".
  • ثاني الآراء تقول إن هرمز نسبة إلى حد ملوك بلاد فارس عام 272 م، وهو نفس الاسم الذي سُمي به 5 ملوك ساسانيين.
  • رأي ثالث يقول أن اسم المضيق اشتف من جزيرة هرمز، والتي تقع في مدخل ساحل إقليم مكران.

وبشكل عام كلمة "هرمز" هي كلمة فارسية لها عدة معاني، منه "الإله" و"كوكب المشتري"، وقديمًا أطلق العرب كلمة "الهرمز والهارموز والهرمزان" على ملوك العجم.

أين يوجد مضيق هرمز؟

يتموضع مضيق هرمز في القسم الشرقي من الخليج العربي والشمال الغربي لخليج عمان، وهما امتدادان البحريان المرتبطان بالمحيط الهندي.

يحد المضيق إيران من الناحية الشمالية والشرقية، وسلطنة عمان من الجنوب، حيث تراقب السلطنة حركة المرور البحرية نظراً لأن ممر السفن يقع ضمن نطاق مياهها الإقليمية.

تمتد حدود هرمز الشمالية الغربية من خط يصل رأس الشيخ مسعود بشبه جزيرة مسندم العمانية بجزيرة هنجام، مرورًا بجزيرة قشم ووصولاً إلى السواحل الإيرانية، مما يفصل المضيق عن الخليج العربي.

بينما تمتد حدوده الجنوبية الشرقية من رأس دبا على ساحل الإمارات إلى دماجة على السواحل الإيرانية، ويفصل هذا الخط المضيق عن خليج عمان.

تتكون الشواطئ الشمالية للمضيق من الجزء الشرقي لجزيرتي قشم ولاراك، والشواطئ الجنوبية تضم السواحل الغربية والشمالية لشبه جزيرة رأس مسندم.

بفضل موقعه المداري، فهو مناسب للملاحة طول العام، إذ يبلغ طوله 280 كيلومتراً وعرضه 56 كيلومتراً، مع قناة شحن بعرض لا يتجاوز ميلين بحريّين (10.5 كيلومترات) في كل اتجاه.

هناك ممر ملاحي في الجهة الغربية يتجه نحو خليج عمان، وآخر في الجهة الشرقية يتجه نحو الخليج العربي، وتفصل بينهما جزر الطنب وفرور لتفادي التصادم بين السفن.

يوجد حول المضيق مجموعة من الجزر يزيد عددها عن 100 جزيرة، تقع أبرزها في السواحل الإيرانية شمال المضيق مثل جزيرة هرمز وجزيرة لاراك، بينما تقع جزء منها جنوب المضيق قرب الساحل العماني مثل: أم الغنم وسلامة وبناتها وشبه جزيرة مسندم.

الدول المشرفة على مضيق هرمز

تطل عدة دول على مضيق هرمز، بما في ذلك إيران، الإمارات العربية المتحدة، وعُمان، مما يجعله موضوع تفاعل سياسي واقتصادي هام. هذه الدول استفادت من موقعها على المضيق في تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.

على سبيل المثال، يعتبر الميناء الإيراني الموجود على جزيرة قشم والموانئ الإماراتية في رأس الخيمة والخليفة بمثابة نقاط عبور أساسية للشحن البحري. كل دولة من هذه الدول تعتبر المضيق جزءًا من إستراتيجيتها الوطنية وتستثمر في تطوير البنية التحتية والموانئ لضمان أمن وسلامة التجارة البحرية.

الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية لمضيق هرمز

مضيق هرمز هو شريان الحياة للاقتصاد العالمي، حيث تمر عبره نحو 20% من النفط المُصدر عالميًا، مما يجعله محورًا حيويًا للتجارة العالمية. إضافة إلى دوره كقناة رئيسية لنقل الطاقة، يساهم المضيق أيضاً في حركة المواصلات البحرية والبضائع المختلفة، الأمر الذي يعزز مكانته كمركز اقتصادي عالمي.

حقل النفط والغاز المكتشف حديثاً في المياه القريبة من المضيق يسلط الضوء على الأهمية الاقتصادية المتزايدة له. علاوة على ذلك، في سياق النزاعات الجيوسياسية الأخيرة، يكتسب المضيق أهمية خاصة كوسيلة ضغط سياسية للدول المطلة عليه وتلك التي تستفيد منه.

التهديدات الأمنية وسبل الحماية

نظرًا لأهمية مضيق هرمز، فإن التهديدات الأمنية تشكل مصدر قلق مستمر. من حين لآخر، تشهد المنطقة توترات بين الدول المجاورة، مما يؤثر على حركة الملاحة. أحد أبرز الأحداث التي شهدها المضيق كان التوتر بين إيران والولايات المتحدة حول حركة الناقلات النفطية، والحرب بين إيران وإسرائيل الأخيرة التي استمرت لأسبوعين تقريبًا.

التأثيرات البيئية والاجتماعية

المضيق له تأثيرات بيئية بسبب كثافة حركة السفن والعمليات التشغيلية المتعلقة بالنفط. هذه الحركة تساهم في التلوث البحري وتؤثر على الحياة البحرية، مما يثير قضايا بيئية تحتاج إلى معالجة جادة. العديد من الدراسات تشير إلى الحاجة لتطوير برامج استدامة بيئية للحفاظ على سلامة النظام البيئي في المضيق. على الصعيد الاجتماعي، حركة التجارة والنقل تسهم في خلق فرص عمل للمجتمعات المحلية، وتعزيز التنمية الاقتصادية الإقليمية من خلال الاستثمار في مشروعات البنية التحتية.

في الختام، لا يُعد مضيق هرمز مجرد ممر مائي يفصل بين ضفتي الخليج، بل هو شاهد على تاريخ طويل من التجارة والسياسة والثقافة. ويعكس اسمه إرثًا حضاريًا عريقًا يعود إلى ممالك وأساطير قديمة، ما يضفي عليه بعدًا رمزيًا يتجاوز قيمته الاستراتيجية الراهنة. إن فهم تسمية "مضيق هرمز" هو دعوة لفهم أعمق لجغرافيا المنطقة، وامتدادها الثقافي والتاريخي الذي لا يزال يلقي بظلاله على الحاضر.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة