ماذا يحدث للجسم عند التعرض للاشعاع النووي؟ معلومات صادمة

  • تاريخ النشر: منذ 19 ساعة
ماذا يحدث للجسم عند التعرض للاشعاع النووي؟ معلومات صادمة

في عصر الطاقة النووية، تبرز الكثير من التساؤلات حول مخاطر التعرض للإشعاع النووي وآثاره على البيئة والإنسان والصحة، سواء كان ناتج عن انفجار نووي، أو تسريب إشعاعي، لذا، في هذا المقال سنجيبك على سؤال: ماذا يحدث للجسم عند التعرض للإشعاع النووي؟ وما هي العواقب قصيرة وطويلة المدى للتعرض للإشعاع.

ما هو الإشعاع النووي؟

الإشعاع النووي هو عملية انبعاث جسيمات أو طاقة من نواة الذرة. يشمل هذا الإشعاع أنواعا مختلفة مثل أشعة ألفا، وبيتا، وجاما، والنيوترونات، ولكل منها خصائص مختلفة تؤثر على الجسم بطرق متعددة. الإشعاع الطبيعي موجود في البيئة، ولكن التعرض بكميات كبيرة كما يحدث في الحوادث النووية يمكن أن يكون مدمرا.

ويعد التعرض للإشعاع النووي من أكثر المخاطر التي تهدد صحة الإنسان. الأضرار الناجمة عن هذا النوع من الإشعاع يمكن أن تكون حادة أو مزمنة حسب مستوى وشدة التعرض، وينشأ الإشعاع النووي الخطير بشكل رئيسي من المصادر الصناعية مثل محطات الطاقة النووية، ومواقع التجارب النووية، وبعض المعدات الطبية المستخدمة في التشخيص والعلاج الطبي.

أنواع الإشعاع النووي

تتميز الأشعة النووية بأنواع مختلفة تؤثر على الجسم بطرق متنوعة، وهي كالتالي:

  • أشعة ألفا، رغم قدرتها المحدودة على الاختراق، تحمل طاقة كبيرة يمكن أن تكون ضارة إذا دخلت الجسم.
  • أشعة بيتا أكثر قدرة على الاختراق ويمكنها التسبب في أضرار داخلية وداخل الأنسجة.
  • أشعة جاما، فهي تمتاز بقدرتها الكبيرة على الاختراق وتعتبر الأخطر من ناحية الأضرار الصحية.

اقرأ أيضًا: رعب وسخرية في مصر بسبب الحادث النووي الروسي

ماذا يحدث للجسم عند التعرض للاشعاع النووي؟

التعرض للإشعاع النووي يسبب تآثيرات مباشرة على الخلايا والأنسجة في جسم الإنسان، وقد تكون هذه الآثار قاتلة ومميتة، أو تسبب أمراض خطيرة ومزمنة  تؤدي إلى الموت في النهاية.

الأعراض الأولية للتعرض للإشعاع النووي تظهر عادة في غضون ساعات أو أيام من التعرض وتشمل التالي:

  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • الإرهاق الشديد.

مع تفاقم الحالة، يمكن أن تتطور الأعراض لتشمل مشاكل صحية خطيرة مثل:

  • تساقط الشعر.
  • ضعف الجهاز المناعي.
  • حدوث نزيف داخلي.

وبجانب الأعراض المباشرة والفورية للتعرض للإشعاع النووي، هناك مخاطر تظهر بعد فترة من التعرض بالإشعاع، ومن أضرار التعرض للإشعاع النووي التالي:

  • الإصابة بالسرطان

عندما يتفاعل الإشعاع مع الخلايا، قد يؤدي إلى تدمير الخلايا أو تحويلها إلى خلايا سرطانية. التأثير يعتمد على جرعة الإشعاع ومدته، حيث أن التعرض القصير لجرعة عالية يمكن أن يكون مميتًا في بعض الحالات.

  • تلف الحمض النووي

على المستوى الخلوي، يمكن أن يسبب التعرض للإشعاعات النووية في تلف الحمض النووي داخل الخلايا. هذا التلف يمكن أن يؤدي إلى موت الخلية أو إلى حدوث طفرات جينية قد تسبب السرطان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للإشعاع أن يتسبب في تلف بنية البروتينات والأنزيمات، مما يعطل عمليات الجسم الحيوية.

  • تلف الأنظمة الحيوية

أضرار الإشعاع النووي لا تقتصر فقط على التأثيرات الجينية، بل تمتد لتشمل تأثيرات مباشرة على الأنظمة الحيوية المختلفة في الجسم. الأنظمة الأكثر عرضة تشمل الجهاز العصبي والجهاز التنفسي، حيث يمكن أن تتسبب الجرعات الكبيرة من الإشعاع في أضرار قد تؤدي إلى اضطرابات طويلة الأمد.

  • يضعف جهاز المناعة

من مخاطر التعرض للإشعاع  أيضًا التأثير السلبي على جهاز المناعة. حيث يعاني الجهاز المناعي بشكل خاص من تأثيرات الإشعاع، حيث تتعرض خلايا الدم البيضاء للتلف مما يقلل من قدرة الجسم على مكافحة العدوى. هذا يجعل الأفراد المعرضين للإشعاع عرضة للأمراض الموسمية والمعدلات الأعلى من المضاعفات الصحية.

  • التأثير على الأطفال

الأطفال من بين الفئات الأكثر تضرراً من التعرض للإشعاع النووي. خلايا الأطفال في حالة انقسام سريع، مما يجعلهم أكثر عرضة لتأثيرات التلف الجيني. الأبحاث تشير إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للإشعاع يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الدم (اللوكيميا) وسرطانات الغدة الدرقية.

اقرأ أيضًا: تسببت في كوارث حقيقية: هكذا دمرت حرب أوكرانيا البيئة!

كارثة تشيرنوبيل كنموذج

أحد أبرز الأمثلة على تأثير الإشعاع النووي على الإنسان هو حادثة تشيرنوبيل في عام 1986. تعرض آلاف الأشخاص لمستويات عالية من الإشعاع، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بأمراض مزمنة وسرطانات متعددة. كما أن الأطفال الذين ولدوا لأمهات تعرضن للإشعاع أظهروا معدلات أعلى من التشوهات الخلقية.

وفقًا للإحصائيات، فإن أضرار الإشعاع النووي تزيد أكثر لمن يعمل في مجال الإشعاع النووي، حيث أظهر الدراسات أن العاملين في محطات الطاقة النووية، الذين قد يتعرضون لكميات صغيرة من الإشعاع على مدى فترات طويلة، يعانون من معدلات أعلى للإصابة ببعض أنماط السرطان.

الحماية من الإشعاعات النووية

الحماية من الإشعاع النووي تتطلب اتخاذ تدابير وقائية صارمة، خاصة في المناطق القريبة من المنشآت النووية. من الضروري أيضًا في حالات الحوادث النووية الالتزام بالإرشادات الموصى بها لتقليل التعرض، حيث تشمل هذه التدابير البقاء في الداخل، واستخدام المعدات الواقية، وتناول الأدوية الموصوفة لتقليل امتصاص الجسم للإشعاع.

دور الحكومات والمنظمات الدولية

تلعب الحكومات والمنظمات الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية دوراً حيوياً في وضع السياسات والمعايير المتعلقة بإدارة المخاطر الإشعاعية. هذه الجهود تتضمن توفير التدريب والتوعية للمجتمعات حول كيفية التصرف في حال حدوث طوارئ إشعاعية.

الكثير من الدراسات تركز على تطوير وسائل مختلفة لرصد التعرض للإشعاع وتقنياته لضمان استجابة فعالة. هذه الدراسات تهدف إلى تحسين طرق القياس واكتشاف الطرق المثلى لحماية الأفراد من التعرض المفرط للإشعاع، وضمان الاستفادة الآمنة من التطبيقات النووية.

من المهم تطوير عمليات التدريب المستمر للأطقم الطبية والعاملين في المجالات النووية لضمان جاهزيتهم للتعامل مع أي حوادث قد تنجم عن تسرب إشعاعي أو انبعاثات نووية غير مقصودة.

ختاماً، الإشعاع النووي يشكل خطراً حقيقياً على صحة الإنسان، ويجب اتخاذ الحيطة والحذر لتجنب التعرض له. من خلال فهم تأثيراته ومعرفة كيفية الوقاية، يمكن حماية الأفراد والمجتمع من الأضرار الجسيمة التي قد تنتج عن التعرض للإشعاع. العمل الجماعي لحماية الصحة العامة ودعم الأبحاث المتعلقة بتكنولوجيا الأمان الإشعاعي يمكن أن يساهم في تقليل المخاطر وضمان مستقبل أكثر أماناً.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة