محمد بن راشــد: مشروع الإمارات للمريــخ رســالـة أمل للشباب العربي

  • بواسطة: الإمارات اليوم تاريخ النشر: الخميس، 07 مايو 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
محمد بن راشــد: مشروع الإمارات للمريــخ رســالـة أمل للشباب العربي

أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ سيكون إضافة إماراتية للمعرفة البشرية، ومحطة حضارية في تاريخنا العربي، واستثماراً حقيقياً لأجيالنا المستقبلية، مشيراً إلى «أننا اخترنا للمسبار اسم (مسبار الأمل)، لأن زايد كان يمثل الأمل لدولة الإمارات، والإمارات اليوم تمثل الأمل للمنطقة، وهذا المسبار يمثل الأمل لملايين الشباب العرب بمستقبل أفضل».

جاء ذلك خلال حضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، يرافقه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أمس، حفل الكشف للمرة الأولى عن الأهداف العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، والتفاصيل الزمنية للمشروع، والخصائص التقنية للمسبار الذي سترسله دولة الإمارات إلى كوكب المريخ في منتصف العام 2020، ونوعية الدراسات التي سيجريها المشروع الإماراتي على الكوكب الأحمر.

وأضاف سموّه أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يبعث بثلاث رسائل، الأولى للعالم بأننا أهل حضارة، وكما كان لنا دور سابق في المعرفة الإنسانية سيكون لنا دور لاحق أيضاً، والثانية لإخواننا العرب بأنه لا يوجد مستحيل، وبإمكاننا منافسة بقية الأمم العظمى ومزاحمتها في السباق المعرفي، والثالثة لشبابنا بأن من يعشق القمم يصل لأبعد منها.. يصل للفضاء.. ولا سقف ولا سماء لطموحاتنا.

وقال سموّه «من خيمة صغيرة قبل 43 عاماً بدأ زايد وراشد، وواصلوا الليل بالنهار لبناء إنسان الإمارات، واليوم تحت قيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لدينا فريق عمل ينافس الأمم الكبرى في الوصول للمريخ»، وقال سموّه لفريق عمل المشروع «لو رآكم زايد اليوم لدمعت عيناه.. أنتم غرسه وثمرة عمله وتتويج مسيرته».

وأعلن صاحب السموّ خلال الحفل عن الاسم الذي تم اختياره لمسبار المريخ، والذي جاء بناءً على آلاف المشاركات التي وصلت عبر الدعوة التي وجّهها سموه إلى جميع أبناء الوطن العربي لاختيار اسم للمسبار الذي يمثل أول مشروع عربي وإسلامي للوصول إلى الكوكب الأحمر، وقال سموّه: «نشكر كل من تفاعل معنا.. ومع مشروعنا العربي التاريخي لإرسال أول مسبار للمريخ، كل من ساهم وتفاعل هو شريك في هذا المشروع، ويسرنا أن نعلن اليوم بأننا اخترنا للمسبار اسم (مسبار الأمل)، لأن زايد كان يمثل الأمل لدولة الإمارات، والإمارات اليوم تمثل الأمل للمنطقة، وهذا المسبار يمثل الأمل لملايين الشباب العرب بمستقبل أفضل، والأمل عكس اليأس، ونحن لا نريد لمنطقتنا أن يصيبها اليأس أبداً، هناك دائماً أمل بمستقبل أفضل للجميع بإذن الله».

وأضاف سموّه «مشروع الإمارات للمريخ هو رسالة أمل للشباب العربي، ولا مستقبل ولا إنجاز ولا حياة من دون الأمل». كما أكد سموّه خلال الحفل أيضاً أن «مشروع المريخ هو استثمار استراتيجي في الإنسان، والاستثمار في الإنسان هو استثمار رابح، والاستثمار في العلم والمعرفة سترى نتيجته أجيال كثيرة قادمة بإذن الله».

وتم الإعلان خلال العرض الذي قدّمه فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، أن المشروع الإماراتي سيجيب عن أسئلة جديدة حول الكوكب الأحمر لم يستطع العلماء الإجابة عنها سابقاً بسبب قلة البيانات والمعلومات، وسيغطي جوانب لم تتم تغطيتها سابقاً من نواحٍ علمية ومعرفية، إذ سيعمل المشروع الإماراتي على رسم صورة واضحة وشاملة عن مناخ المريخ وأسباب تآكل غلافه الجوي وهروب المياه من على سطحه، وبالتالي اختفاء فرص الحياة عليه، وسيوفر المشروع الإماراتي متابعة يومية لحالة الطقس على الكوكب الأحمر، وتفاعل التغيرات في أجوائه من عواصف ودرجات حرارة مع قممه البركانية الشاهقة ووديانه العميقة وصفائحه الجليدية وصحرائه الواسعة، ما يوفر للمرة الأولى للعلماء رسم نموذج متكامل للتغيرات الجوية اليومية والموسمية على سطح الكوكب وتفاعلها مع تضاريسه، ويساعد العلماء على فهم الأسباب العميقة لاختفاء المياه عن الكوكب الأحمر بعد أن كانت متوافرة عليه بكثرة، ويسهم في رسم صورة متوقعة لتغيّر الغلاف الجوي والمناخ على كوكب الأرض عبر آلاف السنين المقبلة.

وسينطلق المسبار الإماراتي، الذي يعادل وزنه وزن سيارة صغيرة، في النصف الأول من العام 2020، ليقطع 600 مليون كيلومتر بسرعة 126 ألف كم/ ساعة وصولاً لوجهته النهائية بعد 200 يوم من بدء رحلته، وستستمر مهمة المسبار حتى العام 2023، مع إمكانية تمديدها حتى العام 2025.

وسيوفر مشروع الإمارات أكثر من 1000 جيجابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، إذ سيقوم فريق من الباحثين والعلماء الإماراتيين بدراستها ونشرها لأكثر من 200 مركز بحثي حول العالم ليستفيد منها آلاف العلماء المتخصصين في علوم الفضاء.

ويبلغ عدد فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ 75 حالياً، ليصل إلى 150 مهندساً وباحثاً قبل العام 2020.

وتم الإعلان خلال الحفل عن كل التفاصيل اللوجستية والجدول الزمني لمشروع الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ، وسيساعد المشروع آلاف العلماء عند الانتهاء منه على تقييم وجود بيئة مناسبة للحياة على آلاف الكواكب المشابهة له.

ويضم مسبار الإمارات، الذي يدور حول المريخ مرة كل 55 ساعة، العديد من الأجهزة التقنية الدقيقة التي سيتم استخدامها لقياس أنماط التغيرات في درجات الحرارة، والجليد، وبخار الماء، إضافة إلى الغبار في أجواء المريخ.

وسيوفر المشروع بيانات تفصيلية للمناخ فوق قمم البراكين الضخمة الموجودة على سطح الكوكب الأحمر، والمناخ في أعماق وديانه السحيقة، وعلاقة كل ذلك بطبقات الغلاف الجوي.

وقدّم فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، خلال الحفل، عرضاً شاملاً عن المشروع وعن كل تفاصيله العلمية، بالإضافة إلى فيديو توضيحي حول رحلة الإمارات للمريخ.

حضور

حضر الحفل رئيس المجلس الوطني الاتحادي، محمد أحمد المر، والفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة.


المصدر.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة