مستثمرون صينيون يُجرون محادثات لشراء حصة قدرها 1% من أرامكو السعودية

  • تاريخ النشر: الجمعة، 30 أبريل 2021
مستثمرون صينيون يُجرون محادثات لشراء حصة قدرها 1% من أرامكو السعودية

ذكرت تقارير صحفية أن مستثمرين صينيين يُجرون مُحادثات لشراء حصة في شركة "أرامكو" بالمملكة العربية السعودية، التي تستعد لبيع جزء إضافي من أصولها لمستثمرين دوليين.

المملكة تستعد لبيع حصة في شركة أرامكو

كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، قد ذكر خلال لقائه التليفزيوني الذي أُذيع مساء الثلاثاء الماضي، أن المملكة العربية السعودية تُجري نقاشات لبيع 1% من شركة "أرامكو" إلى شركة طاقة عالمية رائدة، وأنها قد تبيع مزيداً من الأسهم، بعضها إلى مستثمرين دوليين، في غضون عام أو اثنين.

يأتي ذلك في إطار تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي وتنويع مصادر الدخل وعدم الاقتصار على صادرات النفط ومشتقاته وتشجيع السعوديين على العمل في مجال القطاع الخاص وخصخصة أقسام في شركة أرامكو.

قيمة حصة شركة أرامكو المطروحة للبيع

وفقاً للتقديرات، ستصل قيمة حصة قدّرها 1% في شركة أرامكو السعودية إلى نحو 19 مليار دولار، تأتي هذه التقديرات من واقع القيمة السوقية الحالية لشركة أرامكو.

نقلت تقارير صحفية محلية أن أرامكو على اتصال بمستثمرين صينيين منذ سنوات قليلة، وإن "سي.آي.سي" هي المستثمر الأرجح.

شركة أرامكو بالمملكة العربية السعودية

تأسست شركة أرامكو بالمملكة عام 1933 عندما أبرمت السعودية اتفاقاً مع شركة ستاندرد أويل الأمريكية ومقرها ولاية كاليفورنيا الأمريكية للتنقيب عن النفط وإنتاجه في السعودية.عُرفت الشركة باسم أرامكو عام 1944، هذا الاسم هو اختصار لشركة النفط العربية الأمريكية. أول إنتاج الشركة كان من بئر دمام 7 عام 1938.

بشكل تدريجي تحولت الشركة إلى ملكية المملكة العربية السعودية حتى أصبحت مملوكة للمملكة بالكامل في عام 1980.

تتولى شركة أرامكو إدارة احتياطي نفطي يُقدّر بأكثر من 265 مليار برميل، وهو ما يُعادل 15% من الاحتياطي العالمي، واحتياطي من الغاز يبلغ 288 تريليون قدم مكعب. وتمتلك الشركة مصافي وناقلات نفط وأنابيب نقل نفط ومراكز بحوث في السعودية وفي مختلف أنحاء العالم.

إدراج أسهم شركة أرامكو في بورصة الرياض

في أواخر عام 2019، قررت الحكومة السعودية إدراج أسهم شركة النفط السعودية أرامكو في بورصة الرياض، في أكبر عملية طرح أسهم في العالم. فأعلنت شركة السوق المالية السعودية "تداول" أنه سيتم إدراج وبدء تداول أسهم شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو" اعتباراً من يوم 1441/04/14هـ الموافق 2019/12/11م بالرمز 2222، على أن تكون نسبة التذبذب اليومي لسعر السهم  ±10%..

قيمة آرامكو المالية في ذاك الوقت كانت تُقدّر وفقاً لتقرير نشرته bbc العربية بحوالي 1.2 تريليون دولار.
وكانت السعودية قد غيرت صفة الشركة لتصبح شركة مساهمة مشتركة في بدايات عام 2018، بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 180 المؤرخ في 19/12/2017. وهي الخطوة الضرورية حتى تستطيع الشركة إدراج أسهمها في البورصة.

كان الأمير محمد بن سلمان قد صرّح سابقاً لمجلة إيكونومست عام 2015 بأنه يُفضل إدراج أسهم أرامكو في سوق الأسهم. وأضاف قائلاً: "إنني شخصياً متحمس لهذه الخطوة. أعتقد أنها تصب في مصلحة السوق السعودية، ومصلحة أرامكو، وفي مصلحة المزيد من الشفافية ومكافحة الفساد، إن وجد، والذي قد يكون موجوداً في آرامكو".

أرامكو تتعرض لانخفاض أرباحها في 2020

أعلنت شركة النفط السعودية أرامكو انخفاض أرباحها لعام 2020 بنسبة 44.4%، مُقارنة بعام 2019. فجاء في بيان أصدرته الشركة أن "أرامكو حققت أرباحاً بقيمة 49 مليار دولار في عام 2020، مقابل أرباح تُقدّر بنحو 88.2 مليار دولار في عام 2019".

وعزا المسؤولون انخفاض أرباح الشركة بهذا القدر إلى تراجع أسعار النفط في الأسواق الدولية، بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد.

يزيد تراجع أرباح أرامكو من الضغوط على الحكومة السعودية، التي أطلقت مشاريع عملاقة بمليارات الدولارات، من أجل تنويع اقتصاد البلاد، المُعتمد أساساً على مداخيل النفط.

النفط لم يعد كافياً لنمو اقتصاد المملكة

خلال لقائه التليفزيوني الذي أُذيع الثلاثاء الماضي، وبثه التليفزيون الرسمي السعودي وعدد من أهم شبكات التلفاز السعودية العربية، أجاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عن سؤال "ماذا لو استمرت السعودية دولة نفطية؟".

أجاب سموه قائلاً: "النفط بلا شك خدم المملكة العربية السعودية بشكل كبير جداً، حجم الدخل والنمو الذي حققه النفط، كان أكبر بكثير من احتياجاتنا في ذاك الوقت، في الثلاثينيات والأربعينيات، فكان حجم الفائض من الدخل ومن النمو الاقتصادي أكثر مما كُنا نطمح عليه بمئات المرات.

فولد انطباع بإن النفط سوف يتكفل بكل احتياجاتنا في المملكة العربية السعودية، ذاك الوقت كان سكان المملكة العربية السعودية ثلاثة مليون نسمة، قد يكون أقل بكثير، الرياض كان بها 150 ألف نسمة فقط في ذلك الوقت، مع مرور الزمن حجم النمو السكاني ازداد بشكل ضخم للغاية من مليون مليونين ثلاثة مليون نسمة إلى تقريباً 20 مليون سعودي، فأصبح النفط يادوب يغطي الاحتياجات، وطريقة الحياة اللي تعودنا عليها من الستينيات وطالع".

أضاف سموه: "إذا استمرينا بنفس الحال، ما في شك مع نمو عدد السكان بيأثر هذا الشيء بعد 20 سنة أو 10 سنوات على مستوى جودة الحياة اللي تعودنا عليها لمُدة 50 عام، بلا شك كُلنا كسعوديين نبغى نحافظ على نفس شكل الحياة، بل بالعكس نطمح للأفضل مع الزمن ونستمر في النمو، فهذا جانب نريد أن نتفاداه في المستقبل".

أشار سموّه إلى خطورة أن يعتمد اقتصاد المملكة العربية السعودية بشكل رئيسي على النفط قائلاً: "يُجابه النفط في الأربعين أو الخمسين سنة القادمة تحديات، مثل: قلّة استخدامه، وقد تكون أسعاره أقل، فعلى المنظور البعيد قد يُصبح هناك خلل في الوضع الاقتصادي بالمملكة العربية السعودية، مما قد يؤدي إلى تبعات اقتصادية ومالية على مستوى الفرد والوطن لا تُحمد عُقباها".

رؤية المملكة 2030

تحدث سمو ولي العهد، عن أوجه النمو الاقتصادي المُمكنة بخلاف النفط، قائلاً: "هناك فرص كثيرة جداً في المملكة العربية السعودية في قطاعات مُختلفة غير القطاع النفطي، في التعدين، في السياحة، في الخدمات، في اللوجستيات، في الاستثمر، إلى آخره. فرص ضخمة جداً، حتى لو كان في عندنا مشكلة في الجانب النفطي، يمكن النمو في قطاعات أخرى، هذه الدافعية الرئيسية لعمل رؤية المملكة 2030 لكي نُزيل التحديات التي تواجهنا، ولكي نستغل الفرص الغير مُستغلة، ونستمر في الازدهار والنمو وننافس في كل الجبهات".