مصرية عمرها 20 عاماً وابنة إمام مسجد يُتوقع فوزها ببلدية روما

  • تاريخ النشر: الخميس، 23 سبتمبر 2021
مصرية عمرها 20 عاماً وابنة إمام مسجد يُتوقع فوزها ببلدية روما

في إيطاليا، يتوقعون أن تفوز أول امرأة مسلمة في الانتخابات المُقرر عقدها في أكتوبر المقبل، لاختيار أعضاء جدد لمجلس مدينة روما، تبلغ مريم، الفتاة التي من المُتوقع فوزها بالانتخابات، من العمر 20 عاماً. وهي محجبة، في عامها الجامعي الثالث من دراسة القانون، ولديها قناة على يوتيوب باسمها.

والدها سامي سالم، إمام مسجد مُعتدل ومُنفتح، كما تصفه التقارير الصحفية المُتداولة، لدرجة أنه ألقى ذات مرة خطبة جمعة في إحدى الكنائس، حيث من الواضح أنه يكره المتطرفين، وهو حاصل على درجتين علميتين في القانون والدراسات الإسلامية من جامعة القاهرة.

هاجر الأب عام 1994 إلى إيطاليا، حيث أسس مسجداً صغيراً بعد 10 سنوات، تلاه مسجد آخر يسمى "الفتح"، والذي يؤم الصلاة فيه حالياً بحي ماجليانا الإيطالي. كان يحرص على مُرافقة ابنته مريم، وهي من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتابعها الآلاف، منذ الصغر إلى العمل الخيري، وقام بتعليمها وحفزها على مساعدة الآخرين.

مصرية عمرها 20 عاماً وابنة إمام مسجد يُتوقع فوزها ببلدية روما

رد فعل الإيطاليين تجاه مريم وصورتهم عنها

ذكرت مريم، خلال تقارير صحفية، أن الإيطاليين اندهشوا من صغر سنها، معتقدين أنها ليست لديها خبرة، ونظر البعض إلى الحجاب الذي كانت ترتديه بدهشة، حيث كانت الصورة الذهنية لديهم عن المرأة المسلمة أنها تكون مُجبرة على ارتداء الحجاب.

 اعتبرت مريم أن ترشيحها هو رد قوي بدون كلام على كل من لديه إيمان خاطئ بالمرأة المسلمة والدين الإسلامي، بحسب قولها.

نقلت وسائل الإعلام الإيطالية، عن مريم قولها إنها لا ترشح نفسها لبلدية روما لتمثيل المسلمين في إيطاليا، بل إنها تُرشح نفسها كمواطن إيطالي، لخدمة الشباب وكبار السن والمحتاجين، لتتمكن من مد يد العون لهذه المدينة المهيبة.

مصرية عمرها 20 عاماً وابنة إمام مسجد يُتوقع فوزها ببلدية روما

تُضيف مريم: "الدين بالنسبة لي أمر شخصي، إنه حافز لأن أكون قادرة على العطاء بلا مُقابل، وأن أكون مواطن مُستعد دوماً ونشيطاً تجاه مُساعدة الآخرين، هذا ما تعلمته من والدي الذي كان مرجعاً لي في حياتي".

ترى مريم أن كونها امرأة مصرية وعربية نشأت في إيطاليا، جعلها تكتسب العديد من الثقافات واللغات المختلفة، وهو الأمر الذي ساعدها على تكوين صورة كاملة حول المجتمع الذي تعيش فيه، مما يُمكنها من تحمل مسؤولية المنصب الذي ترشحت إليه.

وأشارت إلى أنها شكلت خلال السنوات السابقة علاقات جيدة بالجالية المصرية والعربية بإيطاليا، ما مكنها من معرفة جميع المشاكل التي يواجهونها، وكان من ضمنهم مشكلة العنصرية التي يواجهها الأطفال المصريون والعرب في المدارس، وأزمة اضطهاد الإسلام والمسلمين. ولفتت إلى أن عدد الجالية المصرية في إيطاليا كبير للغاية ولا بد من توصيل صوتهم في البرلمان.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تتصدر فيها مريم علي وشقيقتها تسنيم عناوين الأخبار المهمة، فبعد أيام قليلة من هجوم عام 2015 على مسرح باتاكلان في باريس، نزلت الشقيقتان المراهقتان إلى الشارع، مع من جاءوا من اتحاد الجمعيات الإسلامية في إيطاليا المعروف بأحرف UCOII، ليُدينوا المتطرفين بشدة، ومنذ ذلك الوقت بدأت مريم بالتفكير في العمل العام كما يبدو، وأول خطواتها هو الترشح الآن للمجلس البلدي.

هجوم باتاكلان هو هجمات إرهابية دامية طالت شرفات مقاه ومسرح "باتاكلان" الموسيقية الواقع في الدائرة 1 بالعاصمة الفرنسية وملعب "ستاد دو فرانس" بضاحية سان دوني، حيث كانت تجري مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا. وخلفت تلك الهجمات 130 قتيلاً و350 جريحاً.