هوندا: من الفقر والفشل إلى أشهر علامة تجارية في عالم السيارات

  • تاريخ النشر: الخميس، 03 ديسمبر 2020
هوندا: من الفقر والفشل إلى أشهر علامة تجارية في عالم السيارات

أهلك الفقر خمسة من أفراد أسرته، اجتمعت عليه مرارة الفقد وخيبة الفشل الدراسي وقسوة وأهوال الحرب ومن رحم المعاناة وُلد النجاح. إنه سيكيرو هوندا مؤسس علامة هوندا واحدة من أشهر العلامات في عالم صناعة السيارات وواحد من أهم أعمدة الاقتصاد الياباني، نتعرف عليه اليوم في السطور التالية وفي الفيديو أعلاه.

هوندا: من الفقر والفشل إلى أشهر علامة تجارية في عالم السيارات
نشأة هوندا:

ولد سيكيرو هوندا عام 1899 في إحدى المدن اليابانية، في أسرة تعاني الفقر المدقع الذي أودى بحياة 5 أشخاص منها؛ لندرة الطعام، وسوء التغذية. وعانى هوندا من الفشل الدراسي؛ مما دفعه إلى ترك المدرسة وهو في الصف الدراسي الثامن، متوجهاً إلى العمل.

شغف هوندا للسيارات:

عمل هوندا في ورشة صغيرة لصيانة السيارات، حيث اكتشف شغفه بمجال الميكانيكا. وبالرغم من صغر سنه، إلا أنه اتبع شغفه، واقترض مبلغاً من المال لصناعة حلقات صمام للسيارات.

رفضته تويوتا:

سعى للترويج لمنتجه الجديد لدى شركة “تويوتا” اليابانية الشهيرة  إلا أنها رفضت شراء منتجه، بدعوى عدم استيفائه للشروط اللازمة. ودفعه هذا الرفض ﻷن يقرر العودة إلى الدراسة؛ كي يُنمي مهاراته ويطور من تصميم الصمامات التي أنتجها، وبعد عامين تمكن من تطوير منتجه بالمقاييس التي دفعت “تويوتا” للتعاقد معه.

هوندا لم يكن يعرف العوائق:

بموجب العقد المبرم بين هوندا وشركة “تويوتا”، صار عليه أن يمد تويوتا بعدد كبير من الصمامات؛ مما دفعه للتفكير في بناء مصنع، لكن مع اندلاع  نيران الحرب العالمية الثانية، رفضت الحكومة اليابانية إمداده بالأسمنت اللازم لتشييد مصنعه. فقرر إنتاج الأسمنت بنفسه مستعيناً ببعض معاونيه، ليتمكن بالفعل من بناء مصنعه الجديد.

تعرض المصنع للتدمير مرتين خلال الحرب:

ولم يكن هوندا يعرف المستحيل فبينما أخذت عملية الإنتاج في النمو، تعرض المصنع لقصف جوي خلال الحرب تسبب في دمار أجزاء منه؛ فأعاد “هوندا” ترميمه وبعد أيام قليلة قُذف المصنع مرة أخرى؛ ليعاود ترميمه مرة أخرى.

كارثة طبيعية وخلق الفرص من الأزمات:

تعرضت اليابان لهزة أرضية، جعلت المصنع حطاماً؛ فباع “هوندا” فكرة الصمام لشركة “تويوتا” مُقابل مبلغ من المال. وحين تعرضت اليابان لأزمة كساد اقتصادي، أدت إلى ندرة إمدادات البنزين؛ استطاع هوندا أن يخلق من قلب تلك الأزمة فرصة. فقام بتطوير دراجات هوائية تعمل بـ”الكيروسين” بدلاً من البنزين ولاقى ابتكاره إقبالاً منقطع النظير.

الانطلاق نحو العالمية:

وشيد “هوندا” مصنعاً جديداً؛ لصنع المحركات اللازمة لابتكاره؛ فحقق نجاحاً مبهراً، نقله إلى العالمية؛ واستطاع أن ينتج كميات ضخمة من الدراجات النارية التي صدر جزءً كبيراً منها؛ ليؤسس شركته عام 1948.

وفي عام 1968، باعت شركة هوندا مليون دراجة نارية إلى الولايات المتحدة وأوروبا، فيما نال “سيكيرو هوندا” جـائـزة إمبراطور اليابان.
وحين بلغ “هوندا” الثالثة والستين من عمره قرر التنحي عن منصب رئاسة الشركة، تاركا إياه للكوادر الشابة.

وفاة هوندا:

وفي الخامس من أغسطس عام 1991، توفى هوندا بالفشل الكلوي، وقد أثبت أنه لا يعرف المستحيل، تاركاً علامة تجارية بارزة في عالم السيارات حتى الآن.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة