أجمل الأشعار والقصائد في حب مصر

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الجمعة، 29 ديسمبر 2023

مصر، منذ القدم وحتى الآن، تظل مصدر إلهام للشعراء والأدباء الذين ورسموا أروع اللوحات الشعرية والكلمات الراقية بها. سنعرض في هذا المقال أجمل القصائد التي عبر فيها الشعراء عن حبهم وإعجابهم بمصر.

النشيد الوطني المصري القديم (1929-1936)

اسْلَمِي يا مِصرُ إنَّني الفِدا ذِي يَدِى إنْ مَدَّتِ الدُّنيا يَدا

أبداً لنْ تَسْتَكِينِ أبدا إنَّني أَرْجُو مع اليومِ غَدَا

وَمَعي قلبي وعَزْمي للجِهَاد ولِقَلْبِي أنتِ بعدَ الدِّينِ دِيْن

لكِ يا مِصْرُ السلامة وسَلامًا يا بلادي

إنْ رَمَى الدهرُ سِهَامَه أتَّقِيها بفؤادي/ واسْلَمِي في كُلِّ حين

أنا مِصْرِيٌّ بناني من بنى هرمَ الدَّهرِ الذي أَعْيا الفَنا

وَقْفَةُ الأهرامِ فيما بَيْنَنَا لِصُروفِ الدَّهرِ وَقْفَتي أنا

في دِفَاعِي وجِهَادِى للبلادِ لا أَمِيلُ لا أَمَّلُّ لا أَلِيْن

لكِ يا مصرُ السَّلامة وسَلامًا يا بلادي

إنْ رَمَى الدهرُ سِهَامَه أتَّقِيها بفؤادي/واسْلَمِي في كُلِّ حين

 

النشيد الوطني المصري الحالي

تبدل النشيد الوطني المصري عدة مرات، ليستقر أخيراً على قصيدة (بلادي بلادي)، حيث اعتمدت قصيدة الشاعر المصري محمد يونس القاضي، كنشيدٍ وطني لجمهورية مصر العربية عام 1978، في عهد الرئيس المصري أنور السادات.

كما قام على تلحينه، وتوزيعه، الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب، ومن كلمات النشيد:

بِلادي بِلادي بِلادي، لَكِ حُبِّي وفُؤادي

مصر يا أمَّ البلادْ، أنتِ غَايتي والمرادْ/ وعلى كلِّ العبادْ، كَمْ لنيلكِ مِن أيَادي

مِصرُ أنتِ أغلى دُرَّة فوقَ جَبينِ الدهرِ غرَّة/ يا بِلادي عِيشي حُرَّة واسلَمي رَغمَ الأعادي

مِصرَ يا أرضَ النَعيمْ سَدَّت بالمـجدِ القَديمْ مقصَدي دَفعُ الغريمْ وعلى الله اعتِمـادي

مِصرُ أولادكِ كرِامْ أوفياءٌ يرعوا الزِمام/ نحنُ حَربٌ وسلامْ وفِداكِ يِا بلادي 

 

أشعار أحمد شوقي في حب مصر

أحمد شوقي (1868-1932)؛ الملقب بأمير الشعراء، يعتبر واحداً من أبرز الشعراء العرب، وأقدرهم على البيان، كما أنَّ له قصائد عدة في حب مصر، نذكر منها:

جعلنا مِصْرَ مِلَّةَ ذي الجَلالِ وألفنا الصّليبَ على الهِلالِ

وأقبلنا كَصفٍّ مِن عوالِ يشدُّ السَّمْهَرِيُّ السَّمْهَرِيّا (السمهري الشديد من الأوتار)

نرومُ لمصرَ عزًّا لا يرامُ يَرِفُّ على جَوانِبهِ السَّلامُ

وينعَمُ فيه جيِرانٌ كِرامُ فلنْ تَجدَ النَّزيلَ بنا شَقيَّا

نَقومُ على البنايةِ محسنينا ونعهَدُ بالتَّمامِ إلى بَنينا

إليْكِ نَموتُ ـ مِصْرُ ـ كما حَيينا ويَبقى وجهُكِ المفديُّ حيَّا

شوقي يستسقي ماء النيل

يا ساكني مِصرَ إنّا لا نَزالُ على عَهْدِ الوَفاءِ وإنْ غِبْنا مُقِيمِينَا

هَلَّا بَعَثتُمْ لنا مِن ماءِ نَهرِكُمُ شيئاً نَبُلُّ به أَحْشاءَ صادِينَا

كلُّ المَناهِلِ بَعدَ النِّيلِ آسِنَةٌ ما أَبْعَدَ النِّيلَ إلاّ عَنْ أَمانِينَا

أمير الشعراء مشتاقاً لمصر

وَطَنِي لَوْ شُغِلْتُ بالخُـلْدِ عَنـــــــْه نَازَعَتْنِي إلَيْه في الخُــــلْدِ نفْسِي

وَهَفا بالفؤادِ في سَــلْسَبِيــــــــــلِ ظَمَـــــأٌ للسَّــــوادِ من عَيْنِ شَمْسِ

 شَهِدَ الله لَمْ يَغِبْ عَنْ جفـــوني شَخْصُهُ سَاعــــةً ولَمْ يَخْلُ حِسي

 

أشعار خليل مطران حول مصر

ولمصر مكانها في شعر الأديب اللبناني خليل مطران (1872-1949)، بل أنَّه قال فيها، كما قال في بلاده لبنان، وأكثر، فانشدها حبَّه شِعراً:

مِصرُ الحَضارةُ والآثارُ شَاهِدةٌ مِصرُ السَّماحةُ مِصرُ المجدُ مِن قِدَمِ

مِصرُ العَزيزةُ إنْ جارَتْ وإنْ عَدَلتْ مِصرُ الحَبيبةُ إنِ نَرحَل وإنْ نُقِمِ

نحنُ الضُيوفُ على رَحبٍ ومَكرُمَةٍ وإنَّا لحفَّاظون للذِّمَمِ

جِئنا حِماها وعِشنا آمينينَ بِهِ مُمَتَّعينَ كأنَ العيشَ في حُلُمِ

كان لقبه شاعر القطرين؛ لبنان ومصر

إِلَى مِصْرٍ أَزُفُّ عَنِ الشَّآمِ تَحيَّاتِ الكِرَامِ إِلَى الكِرَامِ

تحِياتٍ يَفُضُّ الْحَمْدُ مِنْهَا فَمَ النَّسَمَاتِ عَنْ عَبَقِ الْخزَامِ

نُدِبْتُ لَهَا وَجرَّأني اعْتِدادِي بِأَقْدَارِ الَدعَاةِ عَلَى الْقِيامِ

إذَا مَا كَانَ مَعْرُوفٌ وَشُكْرٌ مَبَادَلَةَ التَّصَافِي وَالْوِئَامِ

فَحُبّاً أَيُّهَا الوْطَنَانِ إِنَّي وَسِيط الْعِقْدِ فِي هَذَا النِّظَامِ

قضى خليل مطران معظم حياته في مصر

يا مِصرُ أنتِ الأَهْلُ والسَّكَنُ وحِمىً على الأَروَاحِ مُؤْتَمَنُ

حُبِّي كَعهدِكِ في نَزاهتِهِ والحُبُّ حَيثُ القَلْبُ مُرْتَهَنُ

مِلْءُ الجَوانِحِ ما بِهِ دَخَل يَوْمَ الحِفَاظِ وَمَا بِهِ دَخَنُ

ذَاكَ الهَوَى هو سِرُّ كُلِّ فَتىً مِنَّا تَوَطَّنَ مِصْرَ وَالعَلَنُ

 

أشعار حافظ إبراهيم في حب مصر

نظم الشاعر المصري حافظ إبراهيم العديد من القصائد في حبِّ مصر، وفي نصرة أهلها، وقاد نهضةً شعرية في عصره (1871-1906)، كما كان بينه وبين خليل مطران، أخذ ورد في القصائد، حيث يقول حافظ ابراهيم:

هَذي يَدي عَن بَني مِصر تُصافِحُكُم فَصافِحوها تُصافِح نَفسَها العَرَبُ

فَما الكِنانَةُ إِلّا الشامُ عاجَ عَلى رُبوعِها مِن بَنيها سادَةٌ نُجُبُ

مصر تتحدث عن نفسها

ولحافظ إبراهيم، قصيدة مشهورة في حب مصر، لحنها رياض السنباطي، وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم، تقول القصيدة:

وقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعَاً كَشفَ أبْنِي قَواعِدَ المَجدِ وَحدِي

وبُناةُ الأَهرَامِ في سَالِفِ الدَّهرِ كفوني الكَلامَ عِندَ التَحَدي

أنا تَاجُ العَلاء في مَفرقِ الشَرقِ ودُّراتُهُ فَرائدُ عقدِي

أنا إنْ قدَّرَ الإلُه مَماتي لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدِي

ما رَمَاني رامٍ وراحَ سَليماً  مِن قديمٍ عنايةُ اللهِ جُندي

كَمْ بَغَتْ دَولةٌ عَليَّ وجَارتْ ثُمَّ زَالَتْ وتِلكَ عُقبى التَحدي

إنَّني حُرَّةٌ كَسَرتُ قَيودي رّغم أنفِ العِدا وقَطَعتُ قَيدِي

 

قصائد في حب مصر

تميزت مصر باتفاق القلوب على حبِّها، حيث نحتاج إلى مجلداتٍ كثيرةٍ، لنجمع ما قيل في وصف مصر، والتغزُّل بها، كما أنَّنا سنجد النبع دفاقاً ما يزال، حتى يومنا هذا.

كما هو الحال مع الشاعر المصري فاروق جويدة (مواليد 1946)، الذي يواسي مصر قائلاً:

فيا مِصرُ صَبراً على مَا رأيتِ جفاءَ الرفاق لشعبٍ أمينْ

سَيبقى نَشيدُكِ رَغمَ الجِراحِ يُضيءُ الطَريقَ على الحَائرينْ

سَيبقى عَبيرُكِ بَيتَ الغَريبِ وسَيفَ الضَعيفِ وحُلمُ الحَزينْ

سَيبقى شَبابكِ رَغمَ اللَّيالي ضِياءً يَشعُ على العَالمينْ

فهيا اخلعي عنكِ ثَوبَ الهُمومِ غَداً سوفَ يَأتي بِما تَحلمينْ.

مصر المتيقظة في شِعر فتحي سعيد

يقول الشاعر المصري فتحي سعيد (1931-1989):

ولَمْ تَزلْ يَقظانةَ العَينينِ صُلبةَ القَدمْ

في الأرضِ كالجبلْ وفي السماءِ للذُرى وللقِمَمْ

مِصرُ لمْ تَنمْ... ماخرَّ سُورها العَتيدُ ما انهَدمْ/ ما انهارَ شَعبُها العَظيمُ ما انهَزمْ

ولَمْ يَزلْ، مُزوَّداً بأعرقِ القِيمْ، متوَّجَ الأمَلْ، في الأرضِ كالهرَمْ/ وفي السماءِ للذُرى وللقِمَمْ

مصر في مشهد رأسي من ميدان التحرير

كان الشاعر المصري هشام الجخ ما يزال ضمن منافسة مسابقة أمير الشعراء عام 2011، وكانت هذه القصيدة أول ما ألقاه بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني من العام نفسه:

خبِّئْ قَصائدَكَ القَديمةَ كلَّها واكتبْ لمِصرَ اليومَ شِعراً مِثلَها

لا صمتَ بعدَ اليومِ يفرِضُ خوفَهُ فاكتبْ سلاماً نيلَ مصرَ وأهلَّها

عيناكِ أجملُ طفلتينِ تقررانِ بأنَّ هذا الخوف ماضٍ وانتهى

 

أجمل القصائد المغناة في حب مصر

كانت مصر المركز الأساسي لعمالقة الفن العربي، الذين أنشؤوا فترةً مزدهرةً للموسيقى والغناء، عُرفت فيما بعد بفترة الزمن الجميل

حيث اجتمع كبار الملحنين، مع أهم الشعراء، فقدموا بعضاً من أروع الأغنيات، وكان لمصر من كلِّ حُبٍّ نصيب.

حيث لا يغفَل المستمع عن أغنية أم كلثوم (مصر التي في خاطري)، والقصيدة للشاعر المصري أحمد رامي، ومن ألحان رياض السنباطي، غنتها أمُّ كلثوم بمناسبة الاستقلال:

مَصرُ التي في خَاطِري وفي فَمي أحِبُّها مِن كُلِّ روحي ودَمي

يا ليتَ كُلَّ مُؤمنٍ بِعزِّها يُحبُّها حُبِّي لها

بنى الحِمى والوَطنَ مَنْ مِنكُم يُحبُّها مِثلي أنا

شمس مصر وصوت فيروز

هذه الأغنية؛ من كلمات وألحان الأخوين رحباني، غنتها السيدة فيروز، ومن كلماتها:

مِصرُ عادتْ شَمسكُ الذَّهبُ‏‏ تحملُ الأرضَ وتَغترِبٌ

كَتبَ النيلُ على شَطِّهِ‏ قصصاً بالحُبِّ تَلتهبُ‏

لَكِ ماضٍ مِصرُ إنْ تَذكُري يَحملُ الحَقَّ ويَنتسِبُ

‏ولَك الحاضرُ في عِزِّهِ قِببٌ تَغوى بها قِببُ

‏جئتُ يا مصرَ وجاءَ مَعي‏ تَعبٌ وإنَّ الهوى تَعبُ‏.‏

 

أصبحتْ أغنية شادية (يا حبيبتي يا مصر) من التراث المصري

في الشعر المحكي أيضاً، تغنى الشعراء بمصر، وحُبِّها، كما تم تلحين العديد من القصائد المكتوبة باللهجة المصرية.

ربما أبرزها أغنية شادية (يا حبيبتي يا مصر)، التي أصبحت من التراث المصري، والكلمات من كتابة محمد حمزة، وألحان الموسيقار بليغ حمدي، نذكر من كلماتها:

يا بلادي؛ يا أحلى البلاد يا بلادي، فداكي؛ أنا والولاد يا بلادي

ما شفش الأمل في عيون الولاد، وصبايا البلد

ولا شاف العمل سهران في البلاد، والعزم اتولد

ولا شاف النيل في أحضان الشجر، ولا سمع مواويل، في ليالي القمر

أصله معداش على مصر، يا حبيبتي يا مصر يا مصر

مصر يمّا يا بهية بصوت الشيخ إمام

كما تعتبر قصيدة الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم (مصر يمّا يا بهيّة)، من أجمل القصائد العامية التي تم تلحينها، والأغنية من ألحان، وغناء الشيخ إمام عيسى:

مصر يمّا يا بهية، يا ام طرحة وجلابية

الزمن شاب، وانتِ شابة، وهو رايح، وانتِ جاية

جاية فوق الصعب ماشية، فات عليكِ ليل ومية/ واحتمالك هو هو، وابتسامتك هي هي

تضحكي للصبح يصبح، بعد ليلة ومغربية/ تطلع الشمس وتلاقيكِ، معجبانية وصبية، يا بهية.

ختاماً... هذا غيضٌ من فيض؛ فما تزال مصر تطوي الزمان بكفها، يأتيها زمان سرور، وزمان شرور، لكنها تبقى شاهدةً على حلول هذا العصر، وأفول ذاك، كذلك الشعر يترصد، فيتغنى، والصوت يصدح. 

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة