رضوى عاشور ومريد البرغوثي: حكاية حب وقفت في وجه الغربة والمرض

  • تاريخ النشر: الإثنين، 23 نوفمبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 02 ديسمبر 2020
رضوى عاشور ومريد البرغوثي: حكاية حب وقفت في وجه الغربة والمرض

"اتركوا الأبواب مفتوحة، ليخرج الحزن.. ولتدخل السيدة.. وقع خطاها خفيف، وأكيد على هذا الدرج.. إننى أسمعه يقترب.. رضوى عاشور جزء مما سيصنعه هذا الجيل فى أيامه الآتية، وهو جزء مما صنعته في أيامه الماضية."

هكذا رثاها زوجها الشاعر مريد البرغوثي.. إنها الكاتبة والناقدة الأدبية وأستاذة الجامعة والمناضلة رضوى عاشور.

جمعتها حكاية حب استمرت أكثر من 45 عاماً مع الشاعر الفلسطيني مريد برغوثي.. حكاية وقفت في وجه الغربة والمرض والبعد.. وفيما يلي وفي الفيديو أعلاه نحكيها لكم.

دور التاريخ في حياة رضوى عاشور

وُلدت رضوى عاشور في عام 1946 في المنيل بالقاهرة، بعد عام واحد من الحرب العالمية الثانية، وقبل عامين من هزيمة العرب في 1948.

ظل التاريخ يشغل عاشور، والأحداث التاريخية كانت مظلة رئيسية لجميع رواياتها تقريباً مثل الطنطورية وثلاثية غرناطة وتقارير السيدة راء، وحتى سيرتها الذاتية بجزئيها أثقل من رضوى والصرخة، كانت سيرة وطن مختلطة بسيرة شخصية.

كما لعب التاريخ أيضاً دوراً مهماً في حياتها الشخصية، فمع نكسة 1967، ينتقل الشاعر مريد البرغوثي من فلسطين مُكرها، لتحط به الرحال في القاهرة، وتلتقي به.

حكاية حب رضوى عاشور ومريد البرغوثي

جاء اللقاء الأول على سلالم الجامعة، حيث تسلل إليها صوته الشاب يلقي أبياتاً شعرية عبرت من أذنها إلى قلبها.

"رضوي"، قصيدة كتبها مريد البرغوثي ونُشرت في أوائل السبعينات، وكتبت عنها لطيفة الزيات: "إننا قرأنا في الشعر القديم قصائد غزل، لكننا لم نقرأ قصائد حب".

في البداية واجهتهما العقبات حين رفض أهلها زواجها من فلسطيني، لكن هذا الرفض سقط أمام إصرارها على الزواج منه، وبالفعل تزوجا، وأثمرت العلاقة عن ابن واحد هو الشاعر تميم البرغوثي.

قصة حب تتحدى الغربة والبُعد

ومرة أخرى يتدخل التاريخ والسياسة في قصتهما في عام 1977، حيث مُنع مريد البرغوثي من الدخول إلى مصر بسبب اعتراضه على زيارة الرئيس المصري أنور السادات للكنيست الإسرائيلي.

وقد شتت هذا المنع، الذي استمر 17 عاماً، شمل الأسرة الصغيرة في البلاد، وبينما كان الصغير تميم يخطو خطواته الأولى، كان كل منهما في مكان، ورغم الشتات والبعد، ظلت المحبة صامدة، يتقابلان وكأنهما يختطفان اللحظات من عمر الزمن.

وفاة رضوى عاشور واكتمال قصة حبها

ويستمر الحب يتحدى السرطان الخبيث الذي استقر برأسها.

"عودي يا ضحكتها عودي"، هكذا كتب مريد البرغوثي على صفحته خلال وجودها بالمستشفى في الفترة الأخيرة لمرضها.

وفي الثلاثين من نوفمبر عام 2014، رحلت الكاتبة رضوى عاشور عن دنيانا، لتكتمل قصة حب لا تتهي، ومازالت حية في قلب شاعرها، وفي قلوب قرائها من المحيط إلى الخليج.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة