رفيقك الوفي.. كلبك قد يعيد لك توازنك ويخفف من الضغوط والتوتر

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ يوم زمن القراءة: دقيقتين قراءة
رفيقك الوفي.. كلبك قد يعيد لك توازنك ويخفف من الضغوط والتوتر

في عالم تتسارع فيه الضغوط اليومية وتشتد فيه وتيرة الحياة، يُواجه الإنسان تحديات متزايدة للحفاظ على توازنه النفسي والجسدي. وبينما يتجه البعض نحو تقنيات التأمل أو العقاقير المهدئة، تشير دراسة حديثة إلى وسيلة قد تكون أكثر بساطة وألفة: الكلاب.

ففي بحث أُجري بمعهد الاتصال الإنساني-الحيواني بجامعة دنفر، توصّل الباحثون إلى أن وجود الكلب إلى جانب الإنسان خلال لحظات التوتر لا يقتصر على الدعم العاطفي فحسب، بل يمتد إلى تنظيم آليات بيولوجية دقيقة تُعرف بـ"محاور الاستجابة للتوتر".

مثل بعض البشر.. الحيوانات الأليفة تصاب بـ"الاكتئاب الشتوي"

توازن الجهاز العصبي... بحضور الكلب

اعتمدت الدراسة على اختبار مخبري يُعرف بأنه محفّز للتوتر، حيث طُلب من المشاركين التحدث أمام لجنة تقييم صامتة وإجراء عمليات حسابية شفوية تحت الضغط. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: إحداهما اصطحبت كلابها، والأخرى حضرت دونها.

أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين رافقهم كلابهم سجّلوا مستويات أقل من هرمون الكورتيزول، وهو المؤشر الرئيسي لنشاط محور HPA المسؤول عن التوتر طويل الأمد. لكن المثير للاهتمام هو ارتفاع مستويات إنزيم " ألفا أميليز" لديهم، وهو علامة على استجابة سليمة لمحور SAM المرتبط برد فعل "القتال أو الفرار".

هذا التوازن بين المحورين، بحسب الباحثين، يمثل "المنطقة المثالية" للتعامل مع التوتر: حيث يكون الجسد متأهبًا للمواجهة، دون أن ينهار تحت الضغط، ثم يعود سريعًا إلى حالته الطبيعية بعد زوال الخطر.

أما المشاركون الذين لم يرافقهم كلب، فقد أظهروا استجابة ضعيفة أو شبه غائبة من إنزيم ألفا أميليز، وهو ما يُعرف في الأوساط الطبية بـ"الاستجابة المسطحة"، والتي تُعد علامة مقلقة على وجود توتر مزمن أو اختلال في الجهاز العصبي.

ليست رفقة فقط... بل آلية علاجية فعالة

تنبع أهمية هذه النتائج من كونها تُسلط الضوء على تأثير ملموس للكلاب على الصحة البيولوجية، وليس فقط على المشاعر. فوجود الكلب، في هذه الحالة، لا يعمل كمصدر راحة عاطفية فقط، بل كمُعيد لتنظيم التوازن العصبي، وكمحفز لاستجابة صحية في مواجهة الضغوط.

ويخطط الفريق البحثي حاليًا لتوسيع الدراسة عبر آلاف المؤشرات الحيوية لدراسة أثر الكلاب المدربة على حالات اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) لدى الجنود السابقين.

كلبك... رفيقك في الصحة كما في الحياة

في زمن تتعقّد فيه الحلول وتزداد فيه الضغوط، يبدو أن الطبيعة تُقدّم لنا إجابة بسيطة ومباشرة: كلبك لا يمنحك الحب فقط، بل يُساعد جسدك على البقاء في حالة توازن.

ولعلّ ما أكّدته هذه الدراسة هو أن أفضل وسائل الوقاية النفسية قد تكون أقرب إليك مما تتصور... على أربع قوائم، وبذيل يهتز حبًا.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة