شاهد.. تغيير كسوة الكعبة المشرفة للعام الهجري 1447

تغيير كسوة الكعبة: تقليد إسلامي مقدس يحتفي به العالم الإسلامي منذ أكثر من قرن.

  • تاريخ النشر: منذ يومين
شاهد.. تغيير كسوة الكعبة المشرفة للعام الهجري 1447

شهدت الكعبة المشرفة في الساعات الأولى من العام الهجري الجديد 1447 لحظات مقدسة استثنائية، حيث قامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتغيير كسوة الكعبة المشرفة

هذا الحدث ينتظره أكثر من مليار مسلم حول العالم، يُعد من أعظم التقاليد الإسلامية التي تحافظ عليها المملكة العربية السعودية منذ أكثر من قرن من الزمان.

عملية تغيير الكسوة تبدأ مع دخول العام الهجري الجديد

تزامناً مع حلول العام الهجري الجديد، باشرت فرق العمل المتخصصة في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة عملية إزالة الكسوة القديمة وتركيب الثوب الجديد للكعبة، هذه العملية المقدسة التي تحولت إلى ليلة موعودة في قلوب المسلمين، تتم بدقة متناهية وعناية فائقة تليق بقداسة المكان وعظمة المهمة.

تشمل مراحل تغيير الكسوة عدة خطوات أساسية تبدأ برفع الكسوة القديمة بحذر شديد، ثم فك المذهبات والقطع المعدنية المثبتة عليها، وإنزال ستارة باب الكعبة التي يبلغ طولها 6.35 أمتار وعرضها 3.33 أمتار، وأخيراً إسدال الكسوة الجديدة على جدران الكعبة المشرفة.

يشرف على هذا العمل الجليل كادر سعودي متخصص يضم 154 فنياً مدرباً ومؤهلاً لتنفيذ هذه المهمة المقدسة، هؤلاء الحرفيون المهرة يعملون بدقة عالية وخبرة متراكمة انتقلت عبر الأجيال، مما يضمن تنفيذ العمل وفق أعلى المعايير المهنية والروحانية.

يقوم الفريق بفك الصمديات والقناديل والحُلي المثبتة في الكسوة القديمة، ثم يبدأ عملية تركيب القطع الجديدة بعناية فائقة. كل حركة وكل خطوة محسوبة بدقة لضمان الحفاظ على قداسة المكان واحترام طقوسية هذا التقليد العريق.

مواد فاخرة وحرفية عالية في صناعة الكسوة الجديدة

تتكون الكسوة الجديدة من 47 قطعة من الحرير الأسود المنقوش، مطرزة بـ68 آية قرآنية بخيوط الفضة المطلية بالذهب عيار 24. هذا العمل الفني الرائع يتطلب استخدام مواد خام عالية الجودة ومهارات حرفية استثنائية.

يستخدم في صناعة الكسوة 120 كيلوغراماً من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، و60 كيلوغراماً من أسلاك الفضة الخالصة، و825 كيلوغراماً من الحرير، و410 كيلوغرامات من القطن الخام.

كما أنتج الكادر المختص حوالي 54 قطعة مذهبة باستخدام 8 مكائن نسيج متطورة، ليصل الوزن الإجمالي للكسوة المشرفة إلى 1.4 طن أي ما يعادل 1415 كيلوغراماً.

تحرص الهيئة على انتقاء أجود أنواع الخامات في صناعة كسوة الكعبة المشرفة، حيث تستخدم سبعة أنواع مختلفة من الأقمشة المنسوجة بعناية فائقة.

 تشمل هذه الخامات قماش الحرير الأخضر السادة الذي يوضع خلف الستارة، وقماش الحرير الأسود المنقوش والسادة، وقماش البطانة القطني السكري لثوب الكعبة، وقماش الحرير الأحمر السادة، إضافة إلى القماش الأبيض القطني.

كما يُستخدم قماش الحرير الأخضر المنقوش في صناعة الكسوة الداخلية للكعبة المشرفة وكسوة الحجرة النبوية الشريفة، مما يؤكد الاهتمام بكل التفاصيل المتعلقة بالمقدسات الإسلامية.

مصير الكسوة القديمة ورحلتها كهدايا ثمينة

بعد إزالة الكسوة القديمة بعناية فائقة نظراً لاحتوائها على آيات قرآنية مشغولة بأثمن الخامات، تبدأ مرحلة جديدة في رحلة هذا الثوب المقدس، لا تُتلف الكسوة القديمة أو تُهمل، بل تخضع لعملية تجزئة دقيقة حيث تُقطع إلى قطع صغيرة ثم توزع كهدايا ثمينة.

تُرسل هذه القطع المباركة إلى كبار الشخصيات والجهات الحكومية والسفارات حول العالم، بينما يُرسل جزء آخر للمتاحف داخل وخارج المملكة العربية السعودية

ويعرض بعض القطع في مكاتب المسؤولين من رؤساء الدول والحكومات والوزراء والسفراء، كرمز للاعتزاز بهذه الهدايا الثمينة ذات القيمة الروحانية والتاريخية الخاصة.

تقليد يمتد لقرن من الزمان منذ عهد الملك المؤسس

الاهتمام السعودي بالمشاعر المقدسة وكسوة الكعبة المشرفة ليس وليد اليوم، بل هو تقليد راسخ بدأ منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن عام 1927.

في ذلك العام افتتح الملك المؤسس داراً متخصصة لصناعة الكسوة في مكة المكرمة، والتي أنتجت أول كسوة سعودية للكعبة المشرفة.

شهد عام 1977 نقلة نوعية مهمة عندما انتقل العمل إلى "مصنع كسوة الكعبة" في أم الجود، أحد أحياء مكة المكرمة، هذا التطوير المستمر يعكس الالتزام السعودي الثابت بخدمة الحرمين الشريفين وتوفير أفضل الخدمات للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

مشاريع عملاقة والرعاية السعودية للمقدسات

رعاية الحكومة السعودية للمشاعر المقدسة لا تقتصر على كسوة الكعبة فحسب، بل تمتد لتشمل مشاريع عملاقة تهدف إلى تحسين تجربة الحجاج والمعتمرين. 

من بين هذه المشاريع الضخمة توسعة الحرمين الشريفين، ومشروع الجمرات المتطور، وقطار الحرمين السريع الذي يوفر وسيلة نقل مريحة وآمنة بين المدن المقدسة.

في كل موسم حج، يتوافد مئات الآلاف من العاملين في الجهات الحكومية السعودية إلى مكة المكرمة لتقديم خدمات متميزة لحجاج بيت الله الحرام، ومساعدتهم على أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. هذا الجهد الجبار يعكس عمق الالتزام السعودي بخدمة الإسلام والمسلمين.

يحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان سنوياً على متابعة سير أعمال الحج من مكة المكرمة مباشرة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة