مكونات الإبداع في بيئة العمل.. كيف تساعد على الابتكار

مكونات الإبداع في بيئة العمل من الأشياء المهمة التي يجب أن تتعرف عليها إذا أردت أن تحصل على بيئة عمل ناجحة ومبتكرة، وذلك لأنه عندما تكتمل كل تلك المكونات لديك، سوف تتمكن بسهولة من جذب العديد من المبدعين في المجالات المختلفة للعمل لديك، مع الحصول على أفضل أفكارهم بفضل البيئة التي قمت بتوفيرها لهم.

مكونات الإبداع في بيئة العمل

كيف تبدو بيئة العمل الإبداعي المثالية؟ لا توجد إجابة واحدة تدل على شكل البيئة التي يجب أن تكون عليها ولكن للإبداع في بيئة العمل يجب أن تكون هناك مجموعة من العلامات الموجودة فيها والتي تساعدك على إخراج أفضل ما بك من قدرات إبداعية، فما هي القواسم المشتركة بين بيئات العمل التي تحث على الابتكار، وكيف يمكنك استخدامها لإنشاء مساحة وثقافة تغذي إنجازات الموظفين.

ثقافة الاحتفاء بالأعمال

إن أفضل محرك لسعادة محبي الإبداع والابتكار هو تقدير إنجازاتهم، لذلك يجب أن تركز البيئات المحبة للإبداع على الحصول على رضا العاملين ثم منحهم التقدير المناسب.

يعتبر ذلك بمثابة إضاءة مصباح داخل أرواحهم، لتبدأ الأفكار في الانتقال منهم إلى أعمالهم بشكل مبتكر ومدهش، وللقيام بذلك، سيكون عليك تذكرتهم بأهميتهم ومدى تقديرك لمشاركتهم في الأعمال المطلوبة منهم وتحقيق أهداف العمل بشكل مبدع.

إذا قمت بتوفير أكثر من شكل من أشكال الدعم المعنوي والمادي سوف تتمكن من تنفيذ العنصر الأول من مكونات الإبداع في البيئة العمل، ومن أشكال الدعم المبتكرة أيضًا:

• تعليق لوحة شرف للموظفين.
• نشر المشروعات الأكثر إبداعًا وتقديم المكافآت لأصحابه.
• إقامة الاحتفالات بعد الوصول إلى بعض الأهداف.

اهتمامات الموظفين

يمتلك الموظفون المبدعون خلفيات وأذواق مختلفة، لذلك يجب أن تتكون بيئة العمل الخاصة بهم من كل ما يهتمون به، ولأن ذلك قد يتسبب في بعض الفوضى، يمكنك تخصيص أيام محددة أو بعض الأوقات لقيام البعض منهم باهتماماته.

بعض المؤسسات توفر أمان لممارسة الألعاب أو الرياضة أو الرسم وحتى الاسترخاء، ولا تتغاضى عن أي شيء ممكن أن يساهم في تحسين أدائهم وقدراتهم الإبداعية.

لا تعتمد على زي محدد للعمل لأنهم في الغالب سيحبون اختيار الملابس التي تريحهم بشكل أكبر، وسيعدون ذلك تقليديًا ومقيدًا لهم.

التشجيع على التعاون والتواصل

يعتمد العمل الإبداعي على تلاقي الأفكار ومشاركتها، فالمبدع من الممكن أن يحصل على أفكاره من الأشياء من حوله أو كلمات قالها غيره، ولذلك من المهم أن تتميز بيئة العمل بالقدرة على التواصل بشكل جيد.

حضر مكان العمل ليكون هناك قدرة على تبادل الأحاديث خلال العمل مع توفير أماكن أخرى للعمل في هدوء أيضًا، فيجب أن تعلم أن الإبداع لا يزدهر سوى في البيئات المفتوحة فقط.

منح الوقت الكافي للمشروعات

لا يمكنك مطالبة المبدع بالإسراع في تنفيذ مهمة تتطلب المزيد من الوقت، فالسرعة تعني الأداء غير الجيد وخروج العمل بشكل مشوه، لذلك أحرص على منحهم الوقت الكافي للعمل على المهام التي تطلبها.

تأكد من اطلاعهم على الأعمال المرتبطة بالمهمة أو التي ستنتج عنها حتى يضعوا ذلك في الحسبان أو يتواصلوا مع الفرق الأخرى للتنسيق.

تحمل المخاطرة

يشعر المبدعون عادة بالضيق عندما تكون المؤسسة التي يعملون بها تميل إلى تجنب المخاطر، بل يفضلون بيئة العمل التي تحث على التجربة والتقدم في العمل.

تعتبر المخاطرة من الأشياء الأساسية في عملية الإبداع، فلن تكتشف صدى الأشياء الجديدة إن لم تقم بتجربتها، لذلك اسمح لهم بتجاوز بعض الحدود وتكسير القيود والنتيجة ستكون مفاجئة.

تعزيز الابتكار

يجب أن تعيد ملء الآبار الإبداعية للموظفين لديك بين الحين والآخر من خلال جعلهم يتعرضون للمزيد من التجارب المختلفة للتعرف على المزيد من الخبرات التي تساعدهم على الإبداع.

يمكنك إرسالهم في مهمات بحثية أو تخصيص بعض الوقت للتأمل والتعايش مع الطبيعة، ويجب أن يكون المكان الذي يعملون به مدعوم ببعض العناصر الطبيعية مثل النباتات.

تعزيز التعلم والتعليم

من مكونات بيئة العمل التي تحث على الإبداع أيضًا القدرة على التعلم من الموجودين وترك مساحة لتنمية المهارات للتطور المهني، كما يجب أن يدعم الموظفون بعضهم البعض من خلال طرح الخبرات الجديدة التي اكتسبوها والتناقش حولها.

ما هي العناصر الثلاثة الأساسية للإبداع؟

وإلى جانب توفير بيئة عمل تحث على الإبداع يجب أن يكون الفرد العامل في هذه البيئة لديه أساسيات الإبداع الثلاثة وهي:

امتلاك المعرفة

يجب أن يكون المبدع ذو معرفة واسعة، وذلك في مختلف المجالات التي يمكنه الوصول إليها، فتلك المعرفة هي التي تمنحه القدرة على التفكير واختيار الأفكار المبدعة ودعمها بالعلم والمعرفة، بالإضافة إلى ربط هذه الأفكار بأفكار أخرى.

يجب أن يكون الشخص متحمسًا للتعلم المستمر واكتساب مهارات وخبرات جديدة، في مجاله والمجالات المتنوعة الأخرى للحفاظ على طاقته الإبداعية، ومواكبة التطورات التي تحدث في العالم من حوله.

امتلاك المهارات

هناك بعض المهارات التي يجب أن يمتلكها صاحب الحس الإبداعي ومنها:

• مهارات التفكير النقدي، حيث يجب أن يمتلك الشخص مهارات التفكير لتحليل المعلومات وتقييم الأفكار ثم وضع تعليقاته عليها وتحديد نقاط القوة والضعف في المعلومات المعروضة لديه.
• يجب أن يمتلك أيضًا مهارات حل المشكلات لتصور المشكلات من زوايا مختلفة وإيجاد الحلول المختلفة لها.
• من أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها الشخص المبدع هي مهارات التواصل التي تساعده على عرض أفكاره الإبداعية بشكل واضح ومقنع للآخرين والتعلم منهم.

الدافع

يجب أن تمتلك الدافع المناسب لتحريكك للإبداع وهذا هن طريق وجود الشغف بالمجالات المختلفة وخاصة مجال عملك مما يحفزك لبذل المزيد من الجهد والوقت للابتكار والإبداع.

وجود الدافع يساعد كذلك على ميلاد روح المغامرة لديك لتجربة أفكار جديدة، وحتى وإن لم تكن تلك الأفكار مضمونة النجاح سوف تتعلم من فشلها.

يجب أن يمتلك الشخص الثقة بالنفسليؤمن بقدراته على الإبداع والابتكار،ولا يستسلم بسهولة أمام التحديات، وتكون هي الدافع المهم له في المستقبل.

ما هي عناصر التفكير الإبداعي؟

هناك العديد من العناصر المهمة للتفكير الإبداعي والتي تجعلك تقوم بالأمر بشكل صحيح إذا كنت تمتلك موهبة في التفكير خارج الصندوق، وهذه العناصر هي:

الطلاقة

تعتبر الطلاقة هي قدرة الفرد على توليد أفكار جديدة بسهولة وسلاسة والتي لا يمكن لغيره التوصل إليها بنفس السهولة ومن أنواعها:

• الطلاقة اللفظية:

وهي قدرة الفرد على التحدث عن الأشياء من نواحي جديدة بتعبيرات جدية وأفكار مترابطة مما يجعله قادرًا على التواصل مع الآخرين بسهولة ويسر والتحدث في أي موضوع مهما كان بعيدًا عن مجال عمله.

• الطلاقة الفكرية:

تتحدد وفقًا للأفكار التي تدور في رأس الشخص المبدع والتي تكون خارج الصندوق وغير متوقعة.

• الطلاقة الترابطية:

قدرة الفرد على ربط أفكار مختلفة ببعضها البعض بطرق غير تقليدية، والخروج بنتيجة مذهلة لشيء بعيد عما يظنه الآخرون.

المرونة

من أهم عناصر التفكير الإبداعي التي تشير إلى القدرة على تغيير وجهة نظر الفرد وتناول الأمور من زوايا مختلفة، وتتضمن المرونة:

• القدرة على التكيف مع التغييرات والتحديات.
• الوصول إلى أفكار مرنة يسهل تصحيحها وغريبة في الوقت نفسه.
• القدرة على التخلي عن الأفكار القديمة لأنه لم يعد معمولًا بها.

الأصالة

هي القدرة على الوصول إلى أفكار مبتكرة وليست مقتبسة من أحد بل أصلية وجديدة ولم يسبق لأحد الوصول إليها.

يمكن للفرد الذي يتمتع بالتفكير الإبداعي التفكير بشكل مستقل، والتعبير عن نفسه بأسلوب جيد وفريد مع القدرة على تحدي كافة العادات والتقاليد المتوفرة في مجتمعه.

الإدراك المسبق للمشكلات

يمكن لمن يفكر بشكل إبداعي أن يتمتع بقدرات خاصة في التنبؤ بوقوع المشكلات وإدراكهامع التعرف على التحديات الموجودة في البيئة المحيطة به والقدرة على طرح الأسئلة وملاحظة التفاصيل الصغيرة، واستخدام التفكير النقدي للوصول إلى المعلومات الكافية حول المشكلة المطروحة.

التحليل

قدرة الفرد على تحليل الأفكار وتقييمها لتحديد أفضلها واحدة من عناصر التفكير الإبداعي حيث يجب أن يمتلك صاحبه تحديد مدى ملاءمة الفكرة ونقاط الضعف والقوة الخاصة بها مع طرح التحديات المرتبطة بالوضع واختيار أهم الأفكار التي يجب أن تُنفذ بحكمة.

ما هي عناصر الإبداع الإداري؟

يعتبر الإبداع الإداري من العناصر الأساسية لنجاح أي مؤسسة، حيث يُساعد على حل المشكلات، وتطوير الأفكار المطروحة ورفع إنتاجية الموظفين مما يزيد من فرصة التنافس في الأسواق.

يتكون الإبداع الإداري من مجموعة من العناصر الأساسية، تشمل:

الرؤية الإبداعية

يجب امتلاك رؤية إبداعية قادرة على تخيل المستقبل الخاص بالمؤسسة وتحديد الأهداف بناء على ذلك من خلال:

• وضع استراتيجية خاصة للتفكير.
• التعرف على التغيرات التي من الممكن أن تحدث في المستقبل.
• دفع الآخرين بناء على حديث الشخص المبدع إداريًا للتعاون في تنفيذ الرؤية الخاصة بالمؤسسة.

التفكير الإبداعي

يجب أن يمتلك المدير مهارة التفكير الإبداعي للقدرة على الإدارة بشكل جيد من خلال تطوير الأفكار التي تعرض عليه ونقدها بشكل بناء، بالإضافة إلى القدرة على الحديث والإقناع بسلاسة، تقبل آراء الآخرين ومناقشاتهم وبالتأكيد الإضافة للأفكار المطروحة من أفكاره الخاصة.

المخاطرة المحسوبة

يجب أن تستعد للمخاطرة وتحمل نتيجة الأشياء التي تقع بعد ذلك حتى وإن لم تكن تلك الأفكار مضمونة النجاح، ولكن يجب التخطيط الجيد قبل المخاطرة والتأكد من تقييم المخاطر بالشكل الصحيح والتعرف على التحديات التي يمكن أن تقع مع التعامل مع الفشل بأسلوب مبتكر ويفيد المؤسسة، بالإضافة إلى التعلم من الأخطاء وتحسين الأفكار في المستقبل.

بناء الفرق الإبداعية

إن قدرة القائد على خلق بيئة عمل داعمة ومحفزة للإبداع من صميم العمل الإداري الإبداعي، وتتضمن بناء الفرق الإبداعية النقاط التالية:

• اختيار أشخاص مُبدعين ومُتحمسين للعمل لضمهم إلى الفريق ولتحسين الإنتاجية.
• توفير الأدوات والمواد التي يحتاجها المبدعين في العمل.
• تشجيع العمل في فرق وتبادل الأفكار.
• منح المكافآت بناء على الإنجاز الذي يتم.

التعلم المستمر

كن على استعداد دائم للتعلم من الآخرين حتى وإن كانوا أعضاء الفريق الذي ترأسه وذلك من أجل تطوير مهاراتك الإبداعية، ويمكنك الاستعانة بالكتب والمقالات وحضور الدورات التدريبية والتعاون مع مبدعين في نفس المجال الذي تعمل به، لمشاركتهم التجارب المختلفة التي خضتها خلال عملك الإداري.

لا يمتلك جميع القادة نفس المستوى من جميع عناصر الإبداع الإداري، لكن لا تيأس لأنه يمكنك ببساطة تنمية مهارات الإبداع الإداري من خلال الممارسة والتعلم والتدريب، وذلك عبر التشجيع على الإبداع في بيئة العمل وامتلاك الدافع لتحسين النفس على التفوق والتميز.

في الختام تعرفنا على مكونات الإبداع في بيئة العمل وكيفية التأكد من حاجتك لبيئة تشجع على الابتكار، بالإضافة إلى عناصر التفكير الإبداعي الذي تحتاجه العديد من الشركات الآن.