أحمد خالد توفيق الطبيب العراب

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 16 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
جعل الشباب يقرأون.. أحمد خالد توفيق عرَّاب جيل الثمانينيات
هكذا احتفل جوجل بذكرى ميلاد العراب أحمد خالد توفيق
أحمد أمين يصدر كتاباً صوتياً يقدم سيرة العراب أحمد خالد توفيق

بملامحه الهادئة البسيطة وصوته الهادئ وروائعه الأدبية التي شكلت وجدان جيل كامل، يمزج بين الرعب تارة، والمغارة تارة أخرى، وينقلك من عالم إلى عالم آخر بخفة وسلاسة، كتب بأنامله أشهر القصص القصيرة التي كانت جزءًا من حياة جيل تربى على قصصه ورواياته، إنه أحمد خالد قصصهق الطبيب العراب.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

نبذة عن أحمد خالد توفيق

أحمد خالد توفيق هو طبيب وكاتب ومترجم مصري يُعد من أوائل من كتب أدب الرعب، وأيضًا الأشهر في مجال أدب الشباب والخيال العلمي.

ولد في مدينة طنطا في محافظة الغربية سنة 1962، وتخرج في كلية الطب جامعة طنطا عام 1985، ومنها حصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997.

بعدها التحق في هيئة التدريس وأصبح استشاري قسم أمراض الباطنة المتوطنة في جامعة  طب طنطا.

تزوج من السيدة منال وهي طبيبة وأخصائية صدر من المنوفية، وولد منها ابن اسمه محمد، وابنة اسمها مريم، وذكرهم في بعض من كتاباته الصحفية.

لم تكن مهنته كطبيب هي سبب شهرته، وإنما كونه كاتبًا أبدع في كتابة قصص الخيال العلمي والفانتازيا في وقت كان هذا النوع من الأدب جديدًا على القراء العرب.

فبدأ حياته العملية ككاتب في المؤسسة العربية الحديثة عام 1992، ومنها كتب أولى قصصه، وهي سلسلة "ما وراء الطبيعة" وقدم أولى رواياته "أسطورة مصاص الدماء"

لم تكن حياته العمية ككاتب سهلة وسلسلة وإنما واجهته العديد من العقبات، وأهمها أن أولى رواياته تلقت نقدًا ورفضًا حادًا، ما أصابه بإحباط شديد.

ولكن بمساعدة صديقه "أحمد المقدم" أحد مسؤولي المؤسسة آنذاك، تمكن من نشر أولى رواياته.

حققت سلسلة "ما رواء الطبيعة" نجاحًا باهرًا على الرغم من أن أدب الرعب لم يكن سائدًا، وهو ما شجعه على كتاب المزيد من كتب الخيال العلمي والرعب.

لم يكتف العراب بكتابة الروايات والقصص القصيرة، وإنما أيضًا أبدع في الكتابات الصحفية، حيث انضم عام 2004 إلى مجلة الشباب التي تصدر عن مؤسسة الأهرام.

 لم يتوقف العراب عن مزاولة مهنة الطبي بسبب الكتابة، وإنما ظل يعمل في مهنة الطب حتى وفاته عام 2018.

 كتابات أحمد خالد توفيق

بدأ أولى تجاربه في الكتابة عام 1992 من خلال سلسة قصص رعب "ما وراء الطبيعة"-التي تحولت إلى مسلسل حديثُا- وبطل سلسلته الشهير هو "الدكتور رفعت إسماعيل" الطبيب العجوز في العقد السابع من عمره الذي  لديه جانبًا خارقًا.

بعد "سلسلة ما وراء الطبيعة" كتب روايته الأولى "أسطورة مصاص الدماء" التي رُفضت أولًا وبعدها وافقت عليها لجنة ثانية، وتتميز بحبكة روائية قوية.

بعدها قدم العراب 6 سلاسل روايات وصلت إلى 236 عددًا، وترجم أيضًا عددًا من الروايات الأجنبية ضمن روايات عالمية للجيب.

أيضًا قدم الترجمة العربية الوحيدة لروايات "نادي القتال" و"كتاب المقابر" بالإضافة إلى ترجمته رواية "عداء الطائرة الورقية" وحولها إلى رواية مصورة.

جرَّب العراب أيضًا الكتابة الصحفية، وانضم إلى مجلة الشباب عام 2004، وكتب فيها قصصًا تحت عنوان "الآن نفتح الصندوق" وكتب في العديد من المجلات والجرائد الأخرى.

جمع العراب بين الروايات والقصص القصيرة والترجمات والكتابات الصحفية، فقدم إرثًا أدبيًا لا يزال خالدًا حتى الآن رغم وفاته.

السلسلات

كتب سلسة "ما وراء الطبيعة" التي أصدرت أول مرة عام 1992، وانتهت عام 2014.

كتب سلسلة "فانتازيا" التي أصدرت أول مرة عام 1995، وبعدها كتب سلسلة "سافاري" عام 1996.

بعدها كتب سلسلة روايات عاملية للجيب، وسلسلة رجفة الخوف وسلسلة WWW، وهي روايات مترجمة.

الروايات

أشهر رواياته رواية "يوتيوبيا" التي أصدرها عام 2008 عن دار ميريشت للنشر، وتُرجمت إلى الفرنسية، والألمانية، والفنلندية.

وفي عام 2012 أصدر رواية "السنجة" التي أصدر عن دار بلومزبري، ومؤسسة قطر للنشر، وفي 2015 صدرت رواية "مثل إيكاروس" التي صدرت عن دار الشروق.

وفي عام 2016 كتب رواية "في ممر الفئران" عن دار الكرمة، وهي معالجة مطورة من قصته "أسطورة أرض الظلام".

ورواية "شآبيب" التي صدرت عن درا الشروق عام 2018 كانت آخر رواياته، والتي حملت طابًعا تشويقيًا مليئًا بالمغامرات.

القصص القصيرة والمقالات

كتب العراب عدد ضخم من القصص القصير والمقالات منذ عام 2004 حتى قبل وفاته، وما ميز كتاباته هو تأثره الكبير بمهنته كطبيب، فكتب مقالات تتحدث عن يومياته في حياته الشخصية وحياته العملية كطبيب.

من أشهر مجموعات القصصية "الآن نفتح الصندوق" و "عقلا بلا جسد" و"الغرفة رقم 207" و"حظك اليوم" و"الهول" و"أفراح المقبرة" و"رفقاء الليل".

أما أشهر مقالاته "لا مكان للملل"، و"أفلام الحافظة الزرقاء" و"ولد قليل الأدب"، و"ِربة الحاج داوود" و"وساوس وهلاوس" و"ضحكات كئيبة".

اقتباسات أحمد خالد توفيق

"أتمنى أن أبكي وأرتجف، التصق بواحد من الكبار، لكن الحقيقة القاسية هي أنك الكبار! أنت من يجب أن يمنح القوة والأمن للآخرين".

"في حياة كل منا أشياء ثمينة جدًا، لكنها تجعل الآخرين يتهموننا بالتفاهة، أو الضحالة أو الجبن إذا عرفوا بها، ونتهمهم نحن بالغباء وتبلد المشاعر عندما يبدون سخريتهم".

قال لي سالم بيه "أنت تقرأ كثيرًا.. أنت مجنون!".. قلت إن القراءة بالنسبة لي نوع رخيص من المخدرات. لا أفعل بها شيئًا سوى الغياب عن الوعي. في الماضي –تصور هذا- كانوا يقرؤون من أجل اكتساب الوعي.

"تحبين الأطفال؟ برافو.. لكنهم طبعًا هؤلاء الأطفال الذين يظهرون على علب الألبان الصناعية.. لو استطعت أن تحبي طفلًا قذرًا فقيرًا مبلل الثياب يتزاحم الذباب والمخاط حول وجهه فأنا أقر لك بأنك أنثى كاملة."

"تعريف  التفاؤل؟ إذا قال القائد لجنوده إن العملية خطرة وإنه توقف أن يموت 99 في المائة منهم، فإن التفاؤل يجعل كل واحد ينظر لرفاقه دامعًا ويقوله لنفسه: يحزنني فقد الرفاق".

تنبأ بتاريخ وفاته

توفي أحمد خالد توفيق في 2 أبريل عام 2018 في مستشفى الدمرداش نتيجة أزمة صحية، حيث عانى من توقف القلب بعد عدة ساعات من انتهاء عملية كيّ للقلب.

ولكن ما جعل وفاته أكثر صدمة هو أن العراب تنبأ بوفاته في إحدى مؤلفاته ففي روايته "قهوة باليورانيوم" في الصحفة 62 بدأها توفيق:

"اليوم، كان من الوارد جدًا أن يكون موعد دفني، وهو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر.. إذن كان هذا هو الموت، بدا لي بسيطًا، ومختصرًا، وسريعًا، بهذه البساطة أنت هنا، أنت لم تكن هنا".

رحلة أدبية مليئة بالصعوبات بداية من رفض روايته الأولى، ومرضه الذي كتب عنه كثيرًا في مقالاته وقصصه القصيرة، ولكنها حتمًا رحلة شارك فيها جيل كامل تربى على كتاباته ونُقشت مؤلفاته في عقلهم.