شاهد.. مشعر منى يستقبل ضيوف الرحمن في يوم التروية
64% من الحجاج يبدأون رحلتهم المقدسة في منى
شهد مشعر منى، اليوم الأربعاء، الموافق الثامن من شهر ذي الحجة 1446هـ، توافداً كثيفاً لحجاج بيت الله الحرام لقضاء يوم التروية، وسط أجواء إيمانية مفعمة بالتلبية والتسبيح والتكبير.
وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 64% من إجمالي الحجاج اختاروا قضاء يوم التروية في مشعر منى، بينما توجه 36% منهم مباشرة إلى عرفات للوقوف بها، على أن يعودوا إلى منى بعد النفرة من عرفات والمبيت في مزدلفة لقضاء أيام العاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الموقع الجغرافي والأهمية التاريخية لمشعر منى
يتميز مشعر منى بموقعه الاستراتيجي بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، حيث يبعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام.
ويُعتبر المشعر أحد حدود الحرم المكي، محاطاً بالجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُقطن إلا خلال موسم الحج فقط.
تحدد جمرة العقبة حدود المشعر من جهة مكة المكرمة، بينما يحده وادي "محسر" من جهة مزدلفة، مما يضفي عليه طبيعة جغرافية متميزة تجعله مكاناً مثالياً لإقامة الحجاج.
حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية#الإخبارية pic.twitter.com/rpPf75E2w8
— الإخبارية السعودية - آخر الأخبار (@alekhbariyaNews) June 4, 2025
معالم تاريخية ودينية عريقة
يضم مشعر منى معالم تاريخية بارزة، أبرزها مسجد "الخيف" الذي استمد اسمه من موقعه المتميز على السفح الجنوبي لجبل منى، قريباً من الجمرة الصغرى.
ويحتل هذا المسجد مكانة خاصة كونه شهد صلاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء السابقين.
الجمرات الثلاث وتاريخها المقدس
تشتهر منى بالجمرات الثلاث التي ترمى: جمرة العقبة، والجمرة الوسطى، والجمرة الصغرى.
وترتبط هذه المعالم بقصة النبي إبراهيم عليه السلام الذي رمى الجمار في هذا المكان، وذبح فداء لإسماعيل عليه السلام، وهو ما أكده النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
البيعة الأولى وبداية الدعوة
شهدت منى أحداثاً تاريخية محورية، أبرزها بيعتا العقبة. ففي السنة الثانية عشرة من البعثة النبوية، تمت البيعة الأولى بمبايعة اثني عشر رجلاً من الأوس والخزرج لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
تلتها البيعة الثانية في العام الثالث عشر من البعثة، حيث بايع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه. وإحياءً لهذه الذكرى، بنى الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور مسجد البيعة عام 144هـ أسفل جبل "ثبير" قريباً من شعب بيعة العقبة.
الجهود السعودية لخدمة ضيوف الرحمن
تولي الحكومة السعودية اهتماماً بالغاً بمشعر منى، انطلاقاً من إدراكها للفترة الزمنية الطويلة التي يقضيها الحجاج فيه، وإيماناً من القيادة الرشيدة بضرورة توفير كافة المتطلبات التي تضمن راحة ضيوف الرحمن.
وفرت السلطات السعودية منظومة متكاملة من الخدمات تشمل الأمنية والطبية والتموينية، إضافة إلى وسائل النقل المتطورة، بهدف تسهيل أداء الحجاج لمناسكهم في أجواء روحانية مفعمة بالطمأنينة والسكينة.
وتؤكد الجهات الحكومية والخدمية على أهمية السعي الحثيث لتنفيذ كل ما من شأنه إنجاح المهام المنوطة بها خلال موسم الحج، مما يعكس الالتزام السعودي الثابت بخدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما.