أبو الريحان البيروني.. أكبر عقلية عرفها التاريخ

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 09 سبتمبر 2020 آخر تحديث: الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

عُرِفَ عن عِشْقُه النزيه للعلم من أَجْل العلم، رفض عطايا السلاطين التي قد تصل إلى حَدِّ حِمْل فيل من الفضة معتذرًا بأنه «يخدم العلم للعلم لا للمال».

ويحكى أن أحد زملائه عادَه وهو على فراش الموت، فما كان من البيروني إلا أن غالب حشرجات المنية، وسأله عن إحدى المسائل الرياضية، فقاطَعَهُ الصديق مشفقًا: أفي تلك الحالة؟ فرَدَّ عليه البيروني: «يا هذا، أنْ أُوَدِّعَ الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة خير مِنْ أَنْ أخليها وأنا جاهل بها.».

إنه البيروني، العالم الموسوعي الذي قال عنه المستشرق الألماني إدوارد ساخاو إنه أَعْظَم عقلية عَرَفَها التاريخ، وأكد «آرثر بوب» أنه مِنْ أعظم العقول المُفَكِّرة على مستوى كُلِّ العصور، ونُعت القرن العاشر/الحادي عشر الميلادي باسم «عصر البيروني».

من هو البيروني

ولد البيروني في منطقة خوارزم في خرسان، أوزبكستان حالياً، في شهر ذي الحجة سنة 362 هـ الموافق 3 سبتمبر973 م.

وهو محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني الخوارزمي. ويعني لفظ "البيروني" الغريب وكان أبو ريحان يوصف بذلك من أهل خوارزم لقلة مكوثه في المدينة وكثرة ترحاله. عمل والده تاجراً وتوفي وهو لا يزال صغيراً، فاضطر للعمل وإعانة والدته. التقى في بداية حياته بعالمٍ يوناني فعرض عليه العمل عنده على أن يُعلمه ويعطيه أجراً يكفي لمعيشته ووالدته، فوافق العالم اليوناني ودُهش من معرفة البيروني للغة العربية والفارسية، وبدأ يُعلّمه اليونانية والسريانية.

أهم إنجازات البيروني

ابتكر سبع طرق لتحديد اتجاه الشمال والجنوب،واكتشف نظامًا رياضيًا لتحديد بداية الفصول.

استطاع أن يبتكر طريقة لحساب نصف قطر الأرض بالاستعانة بارتفاع الجبال. كما اخترع أداة يمكن من خلالها معرفة الثقل النوعي لبعض المعادن.

كما كان له نظريات حول تكوين القشرة الأرضية، كما توصل إلى أن سرعة الضوء أكبر من سرعة الصوت، ووصف ظاهرة الخسوف والكسوف، وأشار لدوران الأرض حول محورها، وشرح كيفية عمل الينابيع الطبيعية والآبار الارتوازية، وقد توصّل في بحوثه إلى أن الحفريات ماهي إلا بقايا آثار الكائنات الحية التي عاشت في قديم الزمان، وهو ما أيده علماء الجيولوجيا في عصرنا الحديث.

أهم كتب البيروني

كتاب القانون المسعودي:

يُعتبر هذا الكتاب من أهم مصنفات البيروني، وعمل فيه على صياغة مجموعة من الجداول الفلكية، فالمجلد فيه يحوي أحد عشر مقالاً كتب فيها عن التسلسل الزمني، وعلم حساب المثلثات، والجغرافيا الرياضية، والخسوف والكسوف، وحركة الشمس والقمر. وحتى يومنا الحالي يعدّ هذا الكتاب منجماً لتاريخ علم الفلك الإسلامي حتى القرن الحادي عشر

تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة:

دوّن في هذا الكتاب الثقافة الهندية القديمة، ليصبح مرجعاً جامعاً للفلسفة، والأدب، والتاريخ، والجغرافيا،وأصبح هذا الكتاب مرجعا أساسيا لكل ما يتصل بحياة الشعب الهندي.

الآثار الباقية من القرون الخالية:

يحتوي هذا الكتاب عرضاً مفصلاً لتقاويم الأمم السابقة وما اعتراها من تعديل وتغيير وإضافة، ففيه جداول مفصلة لحساب الأشهر التركية، والهندية، والعبرية، والفارسية، والرومية.

الصيدنة في الطب:

 من أواخر الكتب التي ألفها البيروني في حياته، حيث دون فيه أبحاثه عن المواد الطبية، وأسمائها، وطبيعة تراكيبها، على نسق ما قام به الطبيب الروماني ديوسقوريدس الذي سجّل 600 نبات طبي، إلا أن البيروني قد سجل في كتابه هذا خمسة أضعاف ما سجله الطبيب الروماني.

الجماهر في معرفة الجواهر:

سيركز هذا الكتاب على علم المعادن، وجمع أنواعها، وخصائصها، وأوزانها، وأنماطها، حيث كان البيروني رائداً من رواد علوم المعادن.

للبيروني العديد من الكتب والمؤلفات الأخرى في مجالات متعددة. ففي الأدب له مختار الأشعار والآثار، وشرح ديوان أبي تمام. أما في الفلسفة فله كتاب المثالات والآراء والديانات، وجوامع الموجود في خواطر الهنود. وفي الجغرافيا له كتاب تصحيح الطول والعرض لمساكن المعمور من الأرض، وكتاب تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن، وفي التاريخ له كتاب تصحيح التواريخ، وفي الفلك ألّف كتاب الاستشهاد باختلاف الأرصاد وتعبير الميزان لتقدير الأزمان، وفي علم الرياضيات له كتاب استخراج الكعاب والأضلاع وما وراءه من مرتاب الحساب، وله أيضاً كتاب الأرقام.

وفاة البيروني:

توفي البيروني في 13 ديسمبر، 1048الموافق 440 هـ في مدينة غزنة، أفغانستان.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة