إدوارد سعيد، الأستاذ والمفكر الفلسطيني الراحل

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 23 أغسطس 2021
إدوارد سعيد، الأستاذ والمفكر الفلسطيني الراحل

تأملاته في المنفى صنعت ذلك الطِباق الذي لم يتوقف عند تأسيس دراسات ما بعد الاستعمار (الكولينيالية)، وإنما تمدد إدوارد سعيد وعبَر من داخله الفلسطيني العربي إلى خارجه المتمرد والثائر على كل أشكال الاستشراق التقليدية والقائمة على التّمثلات المشوِّهة لصورة الشرق.

يمكن قراءة ملامح أنطوني غرامشي أو جوليان بيندا في أفكار إدوارد سعيد، كما يمكن قراءة بُعدَه ما بعد حداثي، لكن ليس على صورة التقويض والهدم، وإنما على صورة التفكيك والتحليل والتمرّدِ على كل ما هو مسلَّمٌ به، فإذا كان (دانييل ديفو) أراد البحث عن وطنٍ وراء البحار لروبنس كروزو بطل روايته، فإن إدوارد سعيد أراد وطناً للفلسطينيين داخل أرضهم، وأراد وطناً في المنفى وخارج المكان.. وجده في قلمِه.

إدوارد سعيد و بدايته العالمية من جامعة كولومبيا

ولد إدوارد سعيد عام 1935 في القدس، والده آدير سعيد، كان رجل أعمال يحمل الجنسية الأمريكية، حيث خدم في الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الأولى تحت إمرة الجنرال الأمريكي جون بيرشنغ بين عامي 1914 و 1918، أما والدته فهي هيلدا سعيد من مواليد مدينة الناصرة الفلسطينية ووالداه من رعايا الكنيسة الأرثوذكسية.

عاش إدوارد سعيد طفولته بين القاهرة والقدس، حيث بدأ دراسته في مدرسة سانت جورج (مدرسة بريطانية كانت موجودة في القدس)، وفيها كان يجد إدوارد العناء بين أصله العربي وحمله الهوية الأمريكية، حيث كان لدى إدوارد الرغبة بالتحدث باللغتين العربية والإنكليزية دون أن يقدم لغة على الأخرى، دخل مدرسة فكتوريا في الإسكندرية عام 1940، حيث كان محظورا التكلم باللغة العربية في المدرسة، وهناك تعرف على الممثل المصري عمر الشريف الذي كان أحد زملائه.

وفي عام 1951 انتقل إدوارد سعيد إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على إجازة في الأدب من جامعة برنستون عام 1957، ثم حصل على درجة ماجستير في الأدب عام 1960، ودكتوراه في الأدب المقارن عام 1964 من جامعة هارفارد، وبعدها بدأ عمله كدكتور في الأدب المقارن بجامعة كولومبيا الأمريكية، وفيها أصبح بروفسوراً، ومنها وصل صوت إدوارد السعيد إلى أنحاء أمريكا والعالم أجمع، ليصبح بعدها مفكراً عالمياً من أصل فلسطيني، ومن أشد المدافعين عن القضية الفلسطينية لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية.

زواج إدوارد سعيد وأولاده

تزوج إدوارد سعيد من ماري جانوس (Marie Jaanus)، وهي أديبة أمريكية وباحثة في جامعة هارفارد، إلا أن علاقتهم انتهت بالطلاق عام 1967، وفي عام 1970 تزوج مرة ثانية من مريم كورتاس (Mariam Cortas) ومنها أنجب ولديه وديع ونجلاء، التي كانت ممثلة وكاتبة مسرحية.

إدوارد يرفض سياسة أمريكا الخارجية

كان إدوارد سعيد من المعارضين للسياسة الخارجية الأمريكية، ظهر ذلك بشكل جلي عند تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الكوسوفو بين عامي 1998 و 1999، كما وصف قانون تحرير العراق الذي أصدر في فترة رئاسة بيل كلينتون أنه بمثابة رخصة سياسية تتيح لأمريكا احتلال العراق، وهو ما حصل عام 2003، واستمر إدوارد سعيد يعارض ذلك التدخل قبل وفاته في أيلول/سبتمبر عام 2003، وفي مقالٍ له في صحيفة الأهرام المصرية أشار إلى أن "غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، كان من الخطوات غير المدروسة"، متسائلاً عمّا ستكون عليه "أهداف الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد صدام حسين".

سعيد ينقد الاستشراق التقليدي

في مقدمة إدوارد سعيد لكتاب الإمبريالية والثقافة، الذي ترجمه الدكتور كمال أبو ديب (ناقد ومفكر سوري، وأستاذ كرسي العربية وآدابها في جامعة لندن)، يشير سعيد إلى الطريقة التي فُهم بها كتابه الاستشراق (Orientalism)_ الكتاب الذي صدر لسعيد عام 1978، وأثار ضجةً كبيرة في الشرق والغرب_ ولاسيما لدى العرب، حيث تم فهمه على أنه إما دفاعاً عن الإسلام أو هجوماً لاذعاً وعنيفاً ضد الغرب، كما أن كلمة الاستشراق أخذت شهرةً على أنها تجريح وتشهير، فهُوجم من قبل إذاعة ياسر عرفات الرسمية، إبان زيارةٍ قام بها إلى فلسطين عام 1996.

بيد أن إدوارد سعيد في كتاب الاستشراق يعيد تفكيك وتحليل نظرة الغرب للشرق، وهي نظرة لا تستند إلى حقيقة الشرق، وإنما تعيد بناء صورة وثقافة الشرق وفق المنظور الذي يحقق مصالح الغرب، وعلى وجه الخصوص الاستعمار الثقافي والعسكري من خلال إظهار التخلف والقصور في الثقافة الشرقية، والإسلامية على وجه الخصوص، كذلك من خلال توصيف ما يلزم دول الشرق من الحاجة للديمقراطية والتقدم والحريات، ويرى إدوارد سعيد في كتاب الاستشراق أن "نظرة المستشرقين الغربيين للشرق ليست إلا تصورات تشويهية، ولا تقوم على عناصر موضوعية"، ويرى في الاستشراق التقليدي _وهو الذي ينقده_ أنه يقوم على نمط فكري يقيم الفرق بين الوجود والمعرفة في الشرق والغرب، لتتحقق المقولة الاستشراقية: "الشرق شرق والغرب غرب".

سعيد وكتاب الإمبريالية والثقافة

يجيب إدوارد سعيد عن الكثير من الأسئلة التي طرحها في كتاب الاستشراق ويوسع كثير من المفاهيم، في كتاب الثقافة والإمبريالية (Culture and Imperialism)، كما يبين الترابط الكلي بين الإمبريالية والثقافة التي أنتجتها مجتمعاتها، لكنه يتجاوز ذلك ليكشف أبعاداً مقموعة للثورة ضد السيطرة الإمبريالية في جميع بقاع العالم غير الأوروبي، كما يوجه نقداً للاستعلائية المتمثلة بالقومية الشوفينية (وهي المغالاة بحب الوطن لدرجة تؤدي إلى التعصب لقومية معينة، تقود صاحبها إلى التعالي على غيره من القوميات) ونظريات الصفاء العرقي والثقافي.

فيتحدث سعيد في الكتاب عن أدب القرن التاسع عشر الذي ساد في أوروبا، وكان انعكاساً لإمبريالية المجتمعات، وكثير من الأعمال كانت تكرس فكرة الاستعمار الثقافي أو العسكري للهند ودول أفريقيا بالإضافة إلى أستراليا، فيصف إدوارد سعيد ذلك؛ بأحلام مد النفوذ من قبل الدول الأوروبية واستعمار بلاد ما وراء البحار، بذلك يوسع الأفكار التي طرحها في كتاب الاستشراق، الذي كان يقتصر الحديث فيه عن دول الشرق الأوسط، فيقول إدوارد سعيد في مقدمة الطبعة الأصلية الإنكليزية للكتاب: "إنني اعتبر تلك الإنشاءات الأفريقانية والهندية جزءاً من مجمل الجهود الأوروبية لحكم بلدان وشعوب نائية، واعتبرها لذلك مترابطة مع الأوصاف الاستشراقية للعالم الإسلامي، كما هي مترابطة مع طرق أوروبا الخاصة في تمثيل جزر الكاريبي وإيرلندا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى المفاهيم الأوروبية، التي تدور حول إيصال الحضارة إلى شعوب نائية وبدائية وبربرية".

دور المثقف في كتاب سعيد.. الآلهة التي تفشل دائماً

يتحدث إدوارد سعيد في كتاب الآلهة التي تفشل دائماً (وهو مجموعة من المقالات ضمن برنامج ويث) عن أدوار المثقف في المجتمع وطبيعة الوظيفة التي يقوم بها، مستنداً إلى كتابات وآراء أنطونيو غرامشي (ماركسي إيطالي كان صحفياً وكاتباً ومفكراً)، ومن الاقتباسات التي يأخذها إدوارد سعيد في هذا الكتاب عن غرامشي قوله في كتاب دفاتر السجن:

"كل الناس مثقفون وبناءً عليه يمكن للمرء أن يقول، لكن لا يمارس كل الناس وظيفة المثقفين في المجتمع"، كما يستند إدوارد ويحلل ويسقط في كتابه (الآلهة التي تفشل دائماً)؛ أفكار جوليان بيندا (فيلسوف وروائي فرنسي) الذي يرى أن المثقفين ملوكٌ حكماء يتحلون بالموهبة الاستثنائية والحس الأخلاقي العالي وهبوا أنفسهم لبناء ضمير الإنسانية، ويقول إدوارد سعيد في الكتاب:

"يعرف الجميع في الوقت الحاضر أن محاولة قول شيء ما نقدي _في التيار الرئيسي لوسائل الإعلام الغربية_ لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل صعب للغاية، على عكس أن تقول أشياء معادية للعرب كشعب وثقافة أو الإسلام كدين، فذلك سهل إلى درجة تثير الضحك، لأنه في الحقيقة ثمة حربٌ ثقافية بين الناطقين بلسان الغرب وأولئك الناطقين بلسان العالم العربي والإسلامي، وفي هذا الوضع الملتهب على هذا النحو، فإن الشيء الأصعب الذي تفعله كمثقف هو أن تكون انتقادياً وأن ترفض تبني أسلوب خطابي هو المساوي اللفظي للأرض المحروقة، وما يستوقفني كشيء ممتع هو كيفية الاحتفاظ بحيز في العقل ينفتح للشك ولجزء من السخرية الجدية".

ومن أهم مؤلفات إدوارد سعيد أيضاً

ألف إدوارد سعيد العديد من المؤلفات، وذلك بدءاً من عام 1966، أهمها:

  • جوزيف كونرادو و رواية السيرة الذاتية (Joseph Conrad and the Fiction of Autobiography)، عام 1966.
  • مسألة فلسطين (The Question of Palestine)، عام 1970.
  • تغطية الإسلام (Covering Islam) عام 1981.
  • العالم والنص والناقد (The World، the Text، and the Critic)، عام 1983.
  • متتاليات موسيقية (Musical Elaborations)، عام 1991.
  • خارج المكان (مجموعة مذكرات) (Out of Place)، عام 1999.

جوائز حصدها إدوارد سعيد

حصل إدوارد سعيد على العديد من الجوائز خلال مسيرته المهنية، إذ حصد عشرين شهادة فخرية تقديراً على ما قدمه أكاديمياً ومهنياً وأدبياً منها:

  • حصد جائزة بودين للكتاب (the Bowdoin Prize) من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • حصل مرتين على جائزة لونيل تريلينغ للكتاب (Lionel Trilling Book) (وهي جائزة سميت هكذا نسبة للدكتور لونيل تريلينغ، تمنح في جامعة كولومبيا لأحد أعضاء الهيئة التدريسية لكتابٍ يصدره).
  • كما حصل على جائزة ويلك لرابطة الأدب المقارن (Wellek Prize) (نسبة إلى رين ويلكRene Wellek مؤسس المدرسة الأمريكية في الأدب المقارن).
  • حصد جائزة سلطان عويس (جائزة أسس لها الشاعر الإماراتي سلطان العويس عام 1987، لتمنح للأدباء والمبدعين والمفكرين العرب).

كذلك فاز كتابه "خارج المكان" بثلاث جوائز هي: جائزة نيويورك للكتاب، جائزة انسفايلد (Anisfield-Wolf Book)، بالإضافة إلى جائزة زابل داون في الأدب (Dauwen Zabel).

انتقادات وُجهت إلى أفكار ومنهج إدوارد سعيد

واجه إدوارد سعيد العديد من الانتقادات الفكرية، وأشهر الانتقادات كانت تلك التي وجهت إلى كتابه الاستشراق، حيث قوبل عمله بالرفض من قبل المستشرقين الأوروبيين التقليديين (الذين ينتقدهم إدوارد سعيد، ويرفض منهجهم في دراسة الشرق)، حيث اعتبروا أن عمل إدوارد سعيد بمثابة تشكيكٍ بنزاهتهم الفكرية، وبدراساتهم الاستشراقية.

وأشهر من انتقد عمل إدوارد سعيد المستشرق ألبيرت حوراني (Albert Hourani) (مؤرخ إنكليزي من أصل لبناني، متخصص بتاريخ العرب والشرق الأوسط) والمستشرق البريطاني برنارد لويس، فيرد على انتقادات سعيد قائلاً: "إن دراسات الغرب عن المجتمعات الأخرى ولا سيما المجتمعات الإسلامية، إنما هي دراسات فريدة من نوعها، وإن المسلمين هم الذين لم يلتزموا بمعايير محددة في نظرتهم إلى الغرب.

ومن أكثر الانتقادات المنهجية التي وجهت إلى إدوارد سعيد هي من قبل ابن الوراق (مفكر علماني من أصل باكستاني) في كتابه الدفاع عن الغرب، حيث يقول إن إدوارد يحمل أفكاراً خطرة تجاه الغرب، كما يتهم إدوارد سعيد بالإساءة ليس فقط إلى العديد من أعمال ودراسات الكتاب، وإنما يشوه الحضارة الغربية في كتابه الاستشراق، إذ يرى ابن الوراق أن حجج إدوارد سعيد لم تكن كافية فيما طرح بمنهجه، وأن منهجه مبني على فهم تاريخي خاطئ للحضارة الغربية، ويدافع ابن عن المستشرقين الذين انحدرت قيمتهم الفكرية بعد عمل إدوارد سعيد "الاستشراق".

محمود درويش يقرأ سعيد بلغة القصيدة

يقرأ الشاعر محمود درويش في قصيدة "طباق" الصراع الذي عاشه إدوارد سعيد في المنفى، بين انتمائه الفلسطيني وهويته الأمريكية، ودفاعه عن الإسلام وقضية بلاده، وهو طِباقٌ بين داخلٍ يحمل الانتماء واللغة العربية، وخارجٍ يحمل عبء المنفى، فقال محمود درويش:

نيويورك، نوفمبر، الشارعُ الخامسُ

الشمسُ صَحْنٌ من المعدن المتطاير

قُلْتُ لنفسي الغريبة في الظل:

هل هذه بابل أم سدوم؟

هناك على باب هاوية كهربائيَّةٍ

بعُلوِّ السماء، التقيتُ بإدوارد

قبل ثلاثين عاماً وكان الزمان أَقَلَّ جموحاً من الآن

قال كلانا:

إذا كان ماضيك تجربةً، فاجعلِ الغَدَ معنى ورؤيا

لنذهبْ إلى غدنا واثقين

بصدق الخيال، ومعجزة العشبِ

لا أَتذكَّر أنَّا ذهبنا إلى السينما

في المساء. ولكنْ سمعْتُ هنوداً

قدامى ينادونني:

لا تَثِقْ بالحصان، ولا بالحداثِة

لا، لا ضحيَّةَ تسأل جلاّدها:

هل أَنا أَنت؟ لو كان سيفيَ

أكبرَ من وردتي، هل ستسأل

إن كُنْتُ أَفعل مثلَكْ؟

لا غَدَ في الأمس، فلنتقدَّمْ إذاً

قد يكون التقدُّمُ جسرَ الرجوع

إلى البربريَّة..

نيويورك.. إدوارد يصحو على كسل

الفجر.. يعزف لحناً لموتسارت.. يركض

في ملعب التنس الجامعيّ.. يفكّر في

هجرة الطير عبر الحدود وفوق الحواجز

يقرأ ((نيويورك تايمز)) يكتب تعليقَهُ

المتوتّر.. يلعن مستشرقاً يرشد الجنرال

إلى نقطة الضعف في قلب شرقيّة

يستحمُّ.. ويختار بدلَتهُ بأناقة دِيكٍ

ويشرب قهوته بالحليب.. ويصرخ

بالفجر: هيّا، ولا تتلكَّأ

على الريح يمشي.. وفي الريح

يعرف مَنْ هُوَ.. لا سقف للريح..

لا بيت للريح.. والريح بُوصلةٌ

لشمال الغريب..

يقول: أَنا من هناك.. أَنا من هنا

ولستُ هناك، ولستُ هنا

لِيِ اسمانِ يلتقيان ويفترقان

ولي لُغتان، نسيت بأيَّهما

كنتُ أَحلُمُ،

لي لُغَةٌ إنجليزيَّةٌ للكتابة،

طيِّعةُ المفردات،

ولي لغةٌ من حوار السماء مع

القدس، فضيَّةُ النَّبْرِ، لكنها

لا تُطيعُ مخيّلتي..

إدوارد سعيد الموسيقار

إدوارد سعيد يدخل عوالم الموسيقى

لم يكن إدوارد سعيد فقط ناقداً وأديباً وبروفسوراً، وإنما أيضاً كان عازفاً متمرساً على البيانو، فكان يرى في الموسيقى انعكاساً لأدبه وأفكاره، وألف أربعة كتب عن الموسيقى منها: الإسهاب الموسيقي (1991)، أوجه الشبه والمفارقات (استكشافات في الموسيقى والمجتمع عام 2002)، كما أسس بالاشتراك مع الموسيقار الأرجنتيني دانيال بارنبويم (Daniel Barenboim) أوركسترا الغربي الشرقي، ومن أشهر مؤلفات إدوارد الموسيقية معزوفة تأملات المنفى التي يعكس بها حاله كفلسطيني عاش في المنفى.

قضى بعد صراعٍ مع السرطان

توفي إدوارد سعيد في 25 أيلول/ سبتمبر عام 2003، في مدينة نيويورك عن عمرٍ ناهز 67 عاماً، بعد صراعٍ دام لاثني عشر عاماً مع سرطان الدم الليمفاوي المزمن.

أخيراً... كان إدوارد سعيد من رواد فلسفة ما بعد الحداثة، لكن ليس بمعناها الهدّام، وإنما بمعانيها التفكيكية والمتمردة، فكان أديباً وناقداً ومفكراً حلل وقرأ رؤية المستشرقين للشرق والإسلام، ونقد التمثلات التي استند إليها المستشرقون كصور مشوهة عن الشرق والإسلام، بغية تحقيق المصالح الاستعمارية، برز ذلك بشكل كبير في كتابيه الاستشراق والثقافة والإمبريالية، بذلك ترك إدوارد سعيد إرثاً فكرياً جعله موضع نقاش وجدل، بدأ مع كتاب الاستشراق، واستمر إلى ما بعد وفاة سعيد عام 2003 ولمّا ينتهِ.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة