إيلون ماسك: رجل الأعمال العبقري القادم من المستقبل

هو أشهر عباقرة الأرض في الوقت الحالي.. صاحب أغرب الاختراعات والأفكار التي لها أن تغير شكل العالم.. إنه رجل الأعمال العبقري إيلون ماسك، أو القادم من المستقبل كما أسماه الكثيرون.

نشأة وتعليم إيلون ماسك

وُلد إيلون ماسك في جنوب إفريقيا في عام 1971، لأب جنوب إفريقي وأم كندية، وأظهر موهبة مبكرة في مجال الكمبيوتر والتكنولوجيا. ففي سن الثانية عشرة، ابتكر ماسك لعبة فيديو، وباعها لمجلة كمبيوتر.

وفي عام 1988، وبعد حصوله على جواز سفر كندي، غادر ماسك جنوب إفريقيا للسعى وراء الفرص الاقتصادية الأكبر المتاحة في الولايات المتحدة الأمريكية.

التحق ماسك بجامعة كوينز في كينغستون، وفي عام 1992، انتقل إلى جامعة بنسلفانيا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء والاقتصاد في عام 1997.

أعمال العبقري إيلون ماسك

وكانت أولى نقشات إيلون ماسك علي شبكة الإنترنت في عام 1995، وهي هي تأسيس شركة Zip 2، وهي شركة تقدم خرائط وأدلة أعمال للصحف على الإنترنت.

وفي عام 1999، تم شراء الشركة من قبل الشركة المصنعة للكمبيوتر Compaq مقابل 307 مليون دولار.

ثم أسس إيلون ماسك شركة خدمات مالية عبر الإنترنت باسم X.com، والتي أصبحت فيما بعد PayPal، والتي تخصصت في تحويل الأموال عبر الإنترنت.

وفى عام 2002، حصل ماسك على المليار الأول له، وذلك عندما قامت eBay بشراء شركة PayPal مقابل 1.5 مليار دولار.

إيلون ماسك والفضاء

ولم يترك إيلون ماسك مجالاً علمياً دون أن يطرق أبوابه، ويترك بصمته به.. فلم يكن المخترع الشاب راض عن التكلفة الباهظة لمنصات إطلاق الصواريخ في العالم.

لذا، ففي عام 2002، أسس ماسك شركة Space X لإنتاج صواريخاً بأسعار معقولة، و كان أول صاروخين لها هما: فالكون 1 (الذي تم إطلاقه لأول مرة في عام 2008)، والصاروخ الأكبر فالكون 9 (الذي تم إطلاقه لأول مرة في عام 2010).

وصمم ماسك الصواريخ بتكلفة أقل بكثير من سعر الشركة المنافسة له، وهي دلتا 4 الثقيلة التابعة لشركة بوينج ، فكانت تكلفة صواريخ إيلون ماسك هي فقط ثلث التكلفة التي يدفعها المنافس.

وفي عام 2018، أطلق ماسك صاروخه الأكبر فالكون الثقيل، لتكون قادرة على حمل البشر إلى الفضاء. لتقرر شركة Space x بعد ذلك باستبداله بنظام إطلاق مركبة ستارشيب الفضائية، وهي مركبة فضائية مصممة لنقل المعدات الثقيلة للفضاء.

إيلون ماسك والسيارات الكهربائية

وكان إيلون ماسك مهووساً أيضاً بالسيارات الكهربائية منذ صغره.. وفي عام 2004، أصبح أحد الممولين الرئيسيين وعضو بإدارة شركة Tesla Motors، التي أعيدت تسميتها لاحقاً إلى Tesla.

وفي عام 2006،  قدمت شركة تسلا سيارتها الأولى، والتي يمكن أن تسافر 245 ميلاً بشحنة واحدة، على عكس معظم السيارات الكهربائية السابقة، وكانت تسير من صفر إلى 60 ميلاً في الساعة في أقل من أربع ثوان.

وفي عام 2010، بلغت أرباح شركة تسلا حوالي 226 مليون دولار.

إيلون ماسك والهايبرلوب

وكعاده إيلون ماسك، لم يكتفي بتلك الانجازات، فلم يكن راض عن التكلفة المتوقعة التي قدمتها الدوله لنظام القطارات عالية السرعة في كاليفورنيا، وهي 68 مليار دولار.

فاقترح ماسك في عام 2013 نظاماً بديلاً أسرع وأوفر، وأطلق عليه الـ هايبرلوب، وهو عبارة عن أنبوب هوائي يمكن أن يسافر فيه كبسولة تحمل 28 راكباً لمسافة 350 ميلاً بين لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، في 35 دقيقة فقط، بسرعة قصوى تبلغ 760 ميلاً في الساعة، وهي سرعة تقارب سرعة الصوت.

وادعى ماسك أن الهايبرلوب سيكلف 6 مليارات دولار فقط، وأنه مع مغادرة الكبسولات كل دقيقتين في المتوسط، يمكن للنظام استيعاب ستة ملايين شخص يسافرون في هذا الطريق كل عام.

ومع ذلك، فقد ذكر ماسك أنه بين تشغيل Space X وTesla، لم يستطع تخصيص الوقت لتطوير Hyperloop.

إيلون ماسك والشريحة الذكية

ورغماً من ذلك، فقد فاجأ إيلون ماسك العالم في اغسطس 2020 بشركته السرية نيورالينك للتكنولوجيا العصبية، التي تعمل علي تطوير شريحه تكنولوجية تُزرع في عقل الانسان لربطه بالكمبيوتر، ليستطيع الانسان مواكبة التطور و الذكاء الاصطناعي، وهذا أشبه بما يجعل الإنسان والروبوت كيان واحد.

إيلون ماسك شخصية العام 2021

وكانت مجلة تايم الأمريكية قد قامت مؤخراً باختيار رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية وشركة استكشاف الفضاء سبيس إكس، شخصية العام لسنة 2021، وذلك لعمله في الفضاء، وفي السيارات الكهربائية، وكذلك لخططه لنقل البشرية إلى المريخ، واهتمامه بالعملات المشفرة.

وكتبت المجلة الأمريكية في إعلانها عن اختيار شخصية رجل عام 2021: "من أجل إيجاد حلول لأزمة وجودية، لتجسيد الاحتمالات والمخاطر في عصر عمالقة التكنولوجيا، لقيادة التحولات الأكثر جرأة وتعطيلاً في المجتمع، فإن إيلون ماسك هو شخصية التايم لعام 2021".

وقالت مجلة تايم الأمريكية في حديثها عن ماسك، إن الملياردير الأمريكية يُلزم الحكومات والصناعة بقوة طموحه، لافتة إلى أنه رغم تعرضه للسخرية قبل بضع سنوات، إلا أنه حقق نجاحات مهمة في شركة الصواريخ الخاصة به، سبيس إكس، إلى جانب أن حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر غالباً ما يساعد في تحديد ثروات سوق الأسهم.

ومع ذلك، فقد نوهت مجلة تايم الشهيرة كذلك إلى الانتقادات العديدة التي تُوجه إلى ماسك بين الحين والآخر، في حياته الشخصية والعملية، ومن ضمنها مزاعم بالتحرش الجنسي، وسوء ظروف العمل.

وجاء في الملف التعريفي للملياردير الأمريكي إيلون ماسك في مجلة التايم الأمريكية، بمناسبة فوزه بشخصية العام 2021، أن رجل الأعمال الأمريكي، البالغ من العمر 50 عاماً، يملك ثروة تقدر بحوالي 265.4 مليار دولار. ووصفت المجلة إيلون ماسك بأنه معروف عنه غرابة الأطوار، وكذلك برسائله المنهمرة على موقع التدوين المصغر تويتر، الذي يتابعه عليه أكثر من 66 مليون متابع.

وقالت التايم إن ماسك، ذي الأصل الجنوب الإفريقي والحاصل على الجنسية الكندية ثم الأمريكية، لا يعتبر شخصية توافقية، موضحة أن الملياردير الشهير أمضى حياته يتحدى حاسديه، وقد أصبح الآن في وضع يسمح له بأن يضعهم في مكانهم.

ولفتت المجلة الأمريكية الشهيرة إلى أن عام 2021 كان مليئاً بالنجاح بالنسبة لماسك، حيث فازت شركته إسبيس إكس بعقد حصري مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا من أجل إرسال رواد فضاء إلى القمر، كما قامت شركته أيضاً بإرسال عدد من السياح إلى الفضاء، فيما تم اعتباره بأنه أول مهمة مدارية في التاريخ بدون رائد فضاء محترف على متنها، فيما يهدف رجل الأعمال إلى استعمار المريخ خلال السنوات المقبلة.

وإلى جانب هذا، تواصل شركته الأخرى تسلا تحقيق نجاحات ضخمة بدورها، وتسيطر على سوق السيارات الكهربائية، حيث تجاوزت قيمتها السوقية أكثر من 1000 مليار دولار في بورصة وول ستريت.

كما قام إيلون ماسك قبل عدة أسابيع بإطلاق استطلاعاً على تويتر، سأل فيه متابعيه ما إذا ينبغي عليه أن يبيع 10% من أسهم شركته أم لا، ليؤيد الأغلبية قرار البيع، ليقوم بعدها ببيع أكثر من 11 مليون سهم من أسهم شركة تسلا. ويواصل الملياردير كذلك ترويجه بشكل متكرر لبعض العملات الرقمية، حيث تؤدي تغريداته في أحيان كثيرة إلى إحداث تغيرات كبيرة في الأسعار، وتتسبب في صعود أسعار بعضها، وهبوط أخرى.

جدير بالذكر أن مجلة تايم الأمريكية تمنح لقب شخصية العام منذ عام 1927، وكانت قائمة أحدث الفائزين بها تضم شخصيات مثل: غريتا ثونبرغ وجو بايدن وكمالا هاريس، فيما كان آخر رئيس شركة أمريكي نال اللقب هو مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا (فيسبوك سابقاً) في عام 2010. وقد ذكرت المجلة في أكثر من مناسبة أنه في الكثير من الأحيان، فإن فوز شخص ما بلقب شخصية العام لا يعني دائماً تأييداً لمتلقيها، ولكن بمثابة اعترافاً بتأثيره.