اكتشاف منشأة أثرية فريدة من نوعها في الأردن

  • تاريخ النشر: الخميس، 24 فبراير 2022
اكتشاف منشأة أثرية فريدة من نوعها في الأردن

أعلن الأردن عن اكتشاف منشأة أثرية فريدة من نوعها بالعالم، مرتبطة بممارسة الطقوس الدينية، وذلك في منطقة البادية الجنوبية الشرقية في جبال الخشابية بالجفر.

الأردن: اكتشاف منشأة أثرية فريدة من نوعها يعود تاريخها إلى 7000 عام قبل الميلاد

وقال وزير السياحة والآثار الأردني، نايف حميدي الفايز، في تصريحات نشرتها الصفحة الرسمية للوزارة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فإن هذه المنشأة الأثرية تم اكتشافها بواسطة فريق أردني فرنسي مشترك من علماء الأثار.

وتابع قائلاً إن هذه المنشأة تتكون من أقدم مجسم معماري بالعالم، وكذلك أقدم مخطط للمصائد الحجرية، والتي يعود تاريخها إلى 7000 عام قبل الميلاد، وهي فترة العصر الحجري الحديث، إلى جانب أنها تحتوي أيضاً على حجرين منصوبين على أشكال بشرية قريبة من الحجم الطبيعي للإنسان.

وبداخل هذه المنشأة الأثرية، تمكن الفريق العلمي من العثور عدد كبير من القطع الأثرية المختلفة، وعدد من المتحجرات البحرية، بالإضافة إلى دمى لحيوانات، وأدوات صوانية استثنائية، ومواقد مرتبط بممارسة الطقوس الدينية.

وأوضح الوزير الأردني أن هذا الاكتشاف المهم يعود إلى ثقافة جديدة سميت بالثقافة الغسانية، وهي ثقافة مجتمع الصيادين خلال العصر الحجري الحديث، الذين قاموا بممارسة الصيد الجماعي للغزلان باستخدام المصائد الحجرية الضخمة.

وقد تم اكتشاف مخيمات لهذه الثقافة بالقرب من المصائد الحجرية، حيث تشير إلى العديد من الأدلة التي تتعلق بالصيد الجماعي.

وأشار الفايز إلى أن الأردن يعد مهد الحضارات الذي احتضن وما زال يبهر العالم فيما يخرج من رحمه ومن باطن أرضه من المكتشفات الأثرية الجديدة، ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى الدولي أيضاً.

وأكد على أن الموارد الثقافية والمواقع الأثرية تعد مصادر تعكس الهوية والمعرفة التاريخية والقيم الثقافية، والتي تمكن الأفراد والمجتمعات من فهم ماضيهم بشكل أفضل، من أجل مواكبة حاضرهم والإعداد لمستقبلهم.

وأردف وزير السياحة والآثار بقوله إن المواقع الأثرية في المملكة الأردنية الهاشمية تتمتع بقيمة إجتماعية وثقافية واقتصادية كبيرة، وذلك على المستويين الوطني والدولي، لافتاً إلى أن المواقع الأثرية تعتبر جزء لا يتجزأ من التاريخ والحضارة والهوية، إلى جانب كونها مواقع جذب سياحي مهمة.

وأضاف أن الأردن غني بالمواقع الأثرية، مثل مدينة جرش الأثرية ومدينة البترا الوردية والقصور الصحراوية وموقع عين غزال، وجميعها تعد من أهم المواقع على المستوى العالمي.

وأشاد الفايز بالعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، الذي يعتبر الداعم الأول للقطاع السياحي في المملكة، حيث قال إن القطاع في عهد أصبح أفضل وأقوى، ويمتلك ما يؤهله ليكون الأردن إحدى أهم الوجهات السياحية العالمية، معرباً عن تطلعاته مع ظهور الاكتشافات الأثرية الجديدة، إلى انتعاش مستدام لهذا القطاع.

وتابع بقوله إلى قطاع السياحة يعد ركناً أساسياً لاقتصاد المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تسعى وزارة السياحة والآثار جاهدة في تطوير المواقع السياحية والأثرية وتأهيلها واستدامتها وترويجها، وذلك وفقاً لدراسات مخطط لها.

كما لفت إلى أنه من رؤى الوزارة إشراك خبراء السياحة والمنظمات الدولية المعنية والجهات الرسمية في الأردن، من أجل خلق بيئة سياحية آمنة، بالإضافة إلى تطوير البرامج السياحية.

وأضاف الفايز أن الوزارة أخذت على عاتقها دمج المجتمعات المحلية، وإشراك الشباب في استدامة المواقع السياحية، وذلك عن طريق تنميتهم وتدريبهم، بالإضافة إلى خلق فرص عمل، من أجل ضخ كوادر فنية مؤهلة إلى سوق العمل.

ومن جانبه، قال مدير عام دائرة الآثار العامة في الأردن، الدكتور فادي بلعاوي، إن الأردن عبارة عن متحف مفتوح يحتوي على أكثر من 15 ألف موقع أثري، والتي تمثل جميعها جزء صغيراً من الصورة الكبيرة التي تساعد الأردنيين على فهم تاريخهم وتاريخ بدلهم العريق.

وأشار إلى أن الجميع، كوزارة سياحة وآثار ودائرة الآثار العامة وجامعة الحسين بن طلال والسفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي للآثار، يفتتحون سوياً وبشراكة مميزة، حقبة زمنية عمرها 9000 عام.

وتابع بلعاوي قائلاً إن المواقع الأثرية موارد غير متجددة، ولذلك فإن من أبرز مهام دائرة الآثار هي الحفاظ على الآثار في الأردن ودراستها وتقديمها ومشاركتها مع العالم.

وأكد على أن دائرة الآثار العامة، وبالتعاون مع المؤسسات الدولية في الأردن وكافة الشركاء، يعملون على فهم كيف ولماذا تغير السلوك البشري بمرور الوقت، وذلك من خلال البحث.

ولفت إلى أن الحفريات الأثرية التي تؤدي إلى اكتشافات مذهلة، تقوم بتزويدهم بمعلومات جديدة لفهم الصورة الكبيرة، والتي بدورها لعبت دوراً مهماً في بناء و إعادة بناء تاريخ المنطقة، بالإضافة إلى أنها توفر أساساً أفضل للمستقبل.

وأضاف بلعاوي قائلاً إن دائرة الآثار العامة، وبصفتها العلمية والوطنية، فهي تفتح أبوابها للجميع للنهوض معاً بالعمل الأثري، حسب توجيهات الملك عبدالله الثاني، مشيداً بتطور تقنيات التنقيب والحفريات الأثرية في الأردن بشكل كبير في العقود الماضية، وهو ما أدى إلى اكتشاف القطع الأثرية الجديدة، التي عززت المعرفة بالماضي، كما قدمت معلومات مهمة.

وقال رئيس جامعة الحسين بن طلال، الدكتور عاطف الخرابشة، إن هذه الاكتشافات غير المسبوقة جاءت ثمرة بحث ميداني استمر لسنوات من العمل الجاد، مؤكداً أن الجامعة ستواصل دعم جميع المشاريع الميدانية، التي تساهم في كشف تراث الأردن الحضاري والتاريخي للعالم أجمع.

وبدورها، أثنت السفيرة الفرنسية في الأردن، فيرونيك فولاند- عنيني، على التعاون المثمر بين الأردن وفرنسا، من أجل إبراز وتسليط الضوء على المواقع  الأثرية المتميزة في المملكة الأردنية الهاشمية.

وأشارت إلى أنه يعمل في الأردن العديد من البعثات الأثرية الفرنسية  في مواقع متعددة، والتي يعود تأريخها إلى ما قبل التاريخ، وحتى العصر المملوكي.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة