الذكورة السامة.. عندما يصبح بكاء الرجل ضعفا

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الجمعة، 12 فبراير 2021 آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
الذكورة السامة.. عندما يصبح بكاء الرجل ضعفا

هل تعتقد أن إحدى سمات الرجولة الأساسية تتمثل في القدرة على السيطرة على كل الأمور من حولك؟ أو في عدم إظهار مشاعرك أو نقاط ضعفك أمام الآخرين؟ ربما إذن أنت واحد من ضحايا الذكورة السامة، التي نكشف عن علاماتها ومخاطرها.

الذكورة السامة

يرتبط مصطلح الذكورة السامة في علم النفس بتلك المعايير والموروثات الثقافية التي تجبر الرجل منذ قديم الأزل، على إخفاء مشاعره الداخلية وعدم إظهار ضعفه في بعض المواقف، حتى لا يفقد سمات الرجولة لديه أمام الآخرين، ما يمكن ملاحظته بوضوح عند تشجيع الآباء للأطفال الذكور على عدم البكاء، بدعوى أن الرجل لا يبكي.

يلخص الخبراء الذكورة السامة في 3 سمات يلزم الرجل باتباعها، وهي ضرورة التمتع بالقوة الجسدية والنفسية، عدم القيام بأي تصرف يظهره بصورة تبدو ضعيفة مثل البكاء، علاوة على أن الاحترام يأتي دوما من القدرة على العمل وكسب المال، وهي الأمور التي وإن أفادت المرء أحيانا فإنها تضره في الكثير من الأحيان الأخرى، كما نوضح.

مخاطر الذكورة السامة

تبدو مخاطر الذكورة السامة والمحيطة بالكثير من الرجال حول العالم، شديدة التنوع والتعدد والتأثير سلبا، حيث يمكن لغرز مفاهيم هذا المصطلح في نفس الطفل الصغير، أن يجعله في الكبر مطالبا بتحمل الألم الجسدي والنفسي بصورة تضر به، كأن يحرم نفسه من النوم بغرض الدراسة أو العمل، أو أن يمارس الرياضة حتى وإن كان مصابا، ليتعرض إلى سيل من الأزمات بمرور الوقت.

كذلك يرى الباحثون أن الرجال ضحايا الإيمان بمفاهيم الذكورة السامة، هم الأكثر عرضة للمشاركة في ممارسات مضرة وخطيرة، أملا في الظهور بشكل رجولي أمام الآخرين، بداية من تدخين السجائر ومرورا بشرب الكحوليات ونهاية بإدمان المخدرات وغيرها من المواد الخطيرة على الصحة.

من الوارد أن تصل مخاطر الذكورة السامة، إلى حد المعاناة من الاكتئاب أو غيرها من المشكلات النفسية، فيما تصبح الأمور أسوأ مع عدم القدرة على طلب المساعدة، فبينما يؤدي كتم المشاعر ورفض إظهار الضعف إلى المعاناة على الصعيد النفسي، فإن هاجس فقدان الرجولة بسبب إظهار المشاعر الخاصة يلزم الشخص بعدم زيارة الطبيب النفسي، لتبقى الأمور على حالها أو تسوء بمرور الوقت.

كيفية المواجهة

بينما يعد تحلي الذكر بسمات الرجولة الإيجابية، مثل تحمل المسؤولية وتقديم المساعدة للآخرين ومواجهة الصعاب، من الأمور المطلوبة تماما، فإن علامات وسمات الذكورة السامة تبدو مختلفة، حين تتلخص في ادعاء القوة فحسب، ما يكشف عن دور الأبوين في غرز المفاهيم الصحيحة في ذهن الطفل.

ينصح الأبوان بتشجيع الطفل على البوح بمشاعره الخاصة، وعدم الحرص على إخفاء ما يدور في ذهنه، إذ يؤدي كتم المشاعر عادة إلى المعاناة من الوحدة والشعور بالقلق والتوتر النفسي.

كذلك يعتبر تحفيز الطفل على التعامل برفق مع الآخرين، وتقديم المساعدة لمن يحتاجها، وعدم ادعاء القوة أمام الضعفاء، من وسائل مواجهة مخاطر الذكورة السامة، والتي وإن بدت عين الصواب لبعض المجتمعات، فإنها في الواقع سر معاناة أفرادها.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة