العلم السعودي: تفاصيل نشأته وتطور شكله على مدار السنوات

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 02 فبراير 2022
العلم السعودي: تفاصيل نشأته وتطور شكله على مدار السنوات

أقرت المملكة العربية السعودية مؤخراً مشروعاً جديداً لتعديل نظام العلم السعودي، والذي صدر في عام 1973، فما هي تفاصيل نشأة العلم السعودي؟ وكيف تطور شكله على مدار السنوات؟

تفاصيل نشأة العلم السعودي وتطورات شكله على مدار السنوات

وفقاً لما ذكرته تقارير محلية، فإن بدايات ظهور العلم السعودي تعود إلى الدولة السعودية الأولى، حينما قام آل سعود بحمل الراية ونشر الدعوة، وسعوا إلى توسيع مناطق نفوذهم، حيث اعتبروا أن العلم يعتبر رمزاً للوحدة والتوحيد والبيئة والأرض.

وقال الدكتور عبدالله المنيف، عميد كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود، في حديثه مع موقع العربية. نت، حول قصة العلم السعودي، فإن الراية التي تحمل العلم، من المتعارف عليه أنها بمثابة رمز للعقيدة والوطن ورمز للشعوب والأمم والأوطان، لافتاً إلى أن كل شيء في الراية له معناه ودلالاته الرمزية، مثل اللون والحجم والزخرفة.

وتابع قائلاً إن الدراسات التاريخية أثبتت أن علم المملكة العربية السعودية الذي تتوسطه عبارة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، جاء متوارثاً من تلك الراية التي كان يحملها حكام آل سعود إبان الدولة السعودية الأولى، حينما كانوا يوسعون مناطق نفوذهم وينشرون الدعوة، مشيراً إلى أنها متوارثة مرت بها تطورات عديدة، وهي رمز للحاكم وللدولة معا منذ نشأة الدولة السعودية.

العلم السعودي: تفاصيل نشأته وتطور شكله على مدار السنوات

وأردف الدكتور المنيف بقوله، إن الشكل الأولي للراية السعودية هي خضراء مشغولة من الخز والإبريسم، وكتبت عليها عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) معقودة على سارية بسيطة، لافتاً إلى أنها قد استمرت هكذا في عهد المؤسس الأول محمد بن سعود، حتى عهد سعود الكبير، وابنه عبدالله بن سعود.

وأشار إلى أن الراية عبارة عن قطعة من القماش الأخضر، والتي خُط في منتصفها بخط واضح عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وتحت العبارة رُسم سيف، والذي يرمز إلى القوة والجهاد في سبيل الله، من أجل إعلاء كلمة التوحيد خفاقة في ربوع الكون.

وقال عميد كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود، إنه في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، أصبحت الراية مستطيلة الشكل، وعرضها يساوي ثلثي طولها، وكان لونها أخضر يمتد من السارية إلى نهاية الراية، وتتوسطها الشهادتان وسيف مسلول، فيما رسمت الشهادتان والسيف باللون الأبيض وسط مساحته.

وفيما يتعلق بالراية التي حملها الملك عبدالعزيز آل سعود في أول عهده، فقد كان الجزء الذي يلي السارية منها أبيض، وكان فيها جزء أخضر، وكانت مربعة تتوسطها عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ويعلوها سيفان متقاطعان، ثم تغير شكلها لاحقاً، فضمت سيفاً واحداً تحت كلمة الشهادة، وقد كتب تحته (نصر من الله وفتح قريب).

كما تحدث الدكتور عبدالله المنيف عن تفاصيل خياطة الرايات وإعدادها والكتابة عليها، حيث قال إنه أهل بيت معروف في الرياض، كان يتولى خياطة الرايات وإعدادها، مشيراً إلى أن آخر من تولى شأن راية الملك عبدالعزيز هو عبدالله بن محمد بن شاهين. ثم أوكل الأمر بعد ذلك إلى سعد بن سعيد وابنه عبدالمحسن، وهم من أهل الرياض، ثم انتقلت مسؤوليتها فيما بعد إلى جهات اختصاصية.

العلم السعودي: تفاصيل نشأته وتطور شكله على مدار السنوات

وتابع قائلاً إنه في يوم 12-1- 1357 هجرياً (الموافق 13- 3- 1939 ميلادياً)، صدر نظام رفع العلم بالأمر السامي الكريم رقم 1/4/7، ونشر في الجريدة الرسمية.

وأردف بقوله إن اللون الأخضر في الراية السعودية هو رمز إلى رياض الجنة، والشهادتان تعبير عن وحدانية الله وأن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) خاتم النبيين، بينما السيف هو رمز القوة والعدل والفروسية، وكذلك الدفاع عن مضمون الشهادتين، وعن أمة التوحيد ووطن المسلمين.

وأضاف الدكتور المنيف أن الشهادتين في الراية السعودية تكتب بخط الثلث، وتكون قاعدتها في منتصف مسافة عرض الشهادتين، والسيف ذو اللون الأخضر تتوسطه الشهادتان، وهناك سيف مسلول تحتهما مواز لهما تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من الراية، فيما ترسم الشهادتان والسيف باللون الأبيض.

أما السيف فيرسم بطول يساوي ثلاثة أرباع طول رسم الشهادتين، وعلى مسافة متساوية من الجانبين، ويكون مستطيل الشكل وعرضه يساوي ثلثي طوله، فيما يتكون لون السيف والشهادة من اللون الأبيض، بينما أرضيته فهي باللون الأخضر العشبي.

وكان مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، قد وافق يوم الاثنين الماضي، بالأغلبية، على مشروع تعديل نظام العلم والشعار والنشيد الوطني، وليس المحتوى، المقدم للمجلس وفق المادة 23 من نظامه، وذلك بعد دراسته من قبل لجنة الشؤون الأمنية والعسكرية بالمجلس، ومناقشته في جلسة سابقة.

وبحسب ما ذكرته تقارير محلية، فإن التعديل على نظام العلم والشعار والنشيد الوطني، سيتم دون المساس بمحتوى أو شكل أي منها، حيث سيقوم رئيس مجلس الشورى، في الخطوة المقبلة، بحسب نظام المجلس، برفع الاقتراح إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

ونقلت التقارير تصريحات منسوبة إلى عضو مجلس الشورى، سعد العتيبي، الذي قدم طلب التعديل، حيث أوضح فيها أسباب تقديمه لمقترح مشروع تعديل نظام العلم والشعار والنشيد الوطني وليس المحتوى.

وعزا العتيبي أسباب تقديمه لهذا المقترح إلى 3 أسباب، أولها هو مواكبة الحراك الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة في مراجعة وتطوير العديد من الأنظمة والنصوص التشريعية والتي تدعم أهداف ومبادرات رؤية المملكة 2030.

وأشار إلى أن السبب الثاني يتمثل في الحاجة إلى سد الفراغ التشريعي بشأن عدم وجود نظام يحدد نشيد الدولة، ويفصل الأحكام المتعلقة به؛ باعتباره متطلباً مهماً نص عليه النظام الأساسي للحكم في المادة الرابعة منه.

أما السبب الثالث بحسب ما ذكره عضو مجلس الشورى السعودي، فهو ضرورة وضع المحددات والضوابط لاستخدام شعار الدولة في جميع المحافل والمناسبات، بالإضافة إلى تحديد العقوبات التي تطبق في حال المخالفة.

وأوضحت التقارير أن مشروع تعديل نظام العلم، والذي مضى على صدوره ما يقرب من 50 عاماً، يسعى إلى رفع مستوى الوعي والمعرفة بأهمية علم الدولة وشعارها ونشيدها الوطني، وتحقيق المزيد من الحماية للعلم من التعدي أو الإهمال، إلى جانب انسجام أحكامه مع النظام الأساسي للحكم ومع مقومات المملكة العربية السعودية وسيادتها، والاتفاقيات والأعراف الدولية والنصوص الأخرى ذات الصلة بموضوعه، بحيث تتوافق أحكام النظام مع الطابع التشريعي العصري.

كما أن هذا المشروع يهدف أيضاً إلى حماية شعار الدولة، وذلك باتخاذ الإجراءات النظامية من أجل مساءلة المتسبب في التعدي عليه أو إهماله، ومعاقبته، وكذلك معالجة الممارسات المجتمعية المتمثلة في استعمال شعار الدولة كعلامة تجارية أو لأغراض تجارية أو لأي غرض آخر غير ما ينص عليه في مشروع تعديل النظام، إضافة إلى تحديد الجهة المخولة نظاماً بضبط المخالفات، والجهة المختصة نظاماً بالفصل فيها، وطريقة التظلم منها أو الطعن عليها.

وبالإضافة إلى ما سبق، فإن هذه التعديلات الجديدة تستهدف إيجاد نصوص تشريعية نظامية جديدة لنشيد الدولة يفصل الأحكام المتعلقة به، لسد الفراغ التشريعي بشأن عدم وجود نظام يحدده، باعتبار ذلك متطلباً تضمنته المادة الرابعة من النظام الأساسي للحكم، إلى جانب وجود نظام واحد يشتمل على الأحكام النظامية الخاصة بعلم وشعار ونشيد الدولة.

جدير بالذكر أن نظام العلم السعودي قد صدر في عام 1973، في عهد الملك الراحل، الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعودي، حيث نص ذلك النظام على أن يكون العلم الوطني السعودي مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، لونه أخضر ممتداً من السارية إلى نهاية العلم، تتوسطه الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وسيف مسلول تحتها ومواز لها، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، وتُرسم الشهادة والسيف باللون الأبيض وبصورة واضحة من الجانبين.

أما فيما يتعلق بالنشيد الوطني السعودي الحالي، الذي تمت الموافقة على تغييره، فقد تم تأليفه من قبل الشاعر إبراهيم خفاجي، وتلحينه من قبل الملحن طارق عبد الحكيم، وتم اعتماده رسمياً في عام 1984 ليكون النشيد الوطني في المملكة العربية السعودية، ليتردد طوال الـ 38 عاماً ماضية في مختلف المحافل الوطنية والدولية والمناسبات العامة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة