القواعد الجديدة لملابس العمل بعد الجائحة

حين تعمل في شركة، فإن أول شيء يجب عليك الالتزام به هو قواعد اللباس الخاصة بالعمل، البدلات الرسمية والأحذية الجلدية أو أحذية الكعب العالي، هذه الملابس ضرورية من أجل تلبية توقعات الآخرين والتأكيد على الانتماء للشركة.

في معظم الحالات، يتم وضع قواعد اللباس في العمل دون مراعاة لتفضيلات واحتياجات الموظفين، فربما لا يرغب الموظف بارتداء بدلة رسمية، ولا ترغب الموظفة في ارتداء الكعب العالي.

من المؤكد أن ارتداء الملابس التي يفضلها كل موظف أو موظفة سينعكس بشكل إيحابي على إنتاجيتهم، فهذا الأمر سيسمح لهم بمزيد من الراحة والحرية، وهذا بالفعل ما حصل خلال جائحة كوفيد-19، التي أجبرت الكثير من الموظفين على العمل عن بعد، ومنحتهم مزيداً من الحرية في اختيار ما يرتدونه من ملابس.

إن مجرد إلقاء نظرة على ملابس الموظفين ورجال الأعمال وحتى المسؤولين السياسيين في العالم يعطينا نظرة خاطفة على التغييرات والقواعد الجديدة التي أصبحت مقبولة في بعض أماكن العمل.

العودة إلى المكاتب بعد الجائحة

يشعر الكثير من الموظفين بالارتباك بعد انتهاء الجائحة وإعادة فتح المكاتب من جديد، فهم أمام خيارين يتعلقان بقواعد اللباس، إما ارتداء الملابس العادية المريحة وغير الرسمية، أو العودة للالتزام بالقواعد السابقة التي تفرض ارتداء ملابس رسمية حتى لو كانت غير مريحة وغير مرغوبة.

يبدو أن الكثير من الموظفين لا يعرفون ما هو الخيار الصحيح، وهم في حيرة من أمرهم، لكن بعض النصائح البسيطة يمكن أن تساعدهم.

إن كنت ستعود لعملك في المكتب بعد شهور من العمل عن بعد وتشعر بالارتباك عند اختيار الملابس المناسبة، فإليك هذه النصائح:

راقب الآخرين

أول نصيحة يمكنك الاعتماد عليها هي مراقبة الموظفين الآخرين وتقييم التغييرات في ملابسهم، إذا لاحظت أن البعض منهم بدأ يرتدي قميصاً عادياً وسروال جينز وحذاء رياضياً، فهذا يشير إلى أن الإدارة وبيئة العمل قد أصبحت أكثر قبولاً وتسامحاً فيما يتعلق بالملابس، في هذه الحالة، يمكن الاستغناء عن ملابس العمل الرسمية وارتداء الملابس التي تشعرك بالراحة.

لكن لا يجب أن تكون ملابسك مختلفة كثيراً عن باقي الموظفين، عليك دائماً أن تراعي ظروف العمل والحدود الممكنة للتغييرات، النصيحة الأفضل في هذه الحالة هي اختيار ملابس توازن ما بين تفضيلاتك وراحتك من جهة، واحتياجات وبيئة العمل من جهة أخرى.

خذ زمام المبادرة

ماذا لو لم يغير زملاؤك ملابسهم بشكل ملحوظ، لكنك تشعر بالرغبة في التغيير؟ في هذه الحالة، ننصحك بأخذ زمام المبادرة، جرب تغييراً معيناً في ملابسك، يجب ألا يكون هذا التغيير جذرياً، بل تغييراً بسيطاً لكنه واضح للجميع، وقم بتقييم استجابة الموظفين والمسؤولين في الشركة.

ربما يكون هذا التغيير مجرد التخلي عن ربطة العنق، أو الاستغناء عن الكعب العالي. ثم ملاحظة ردة الفعل على هذا التغيير.

إن مجرد إجراء تغيير بسيط كهذا سيجعلك ترتاح أكثر في عملك، كونك ترتدي شيئاً تفضله وتريده، وفي نفس الوقت، سيمنحك المزيد من الثقة والقوة لأنك تمكنت من إحداث تغيير ولو بسيط للغاية.

استفد من مزايا التغيير

السبب الرئيسي الذي يجعل الموظفين يرغبون في الالتزام بملابس العمل التقليدية هو عدم إدراك المزايا التي يمكن أن يجلبها التغيير.

يمكن أن تؤدي التغييرات إلى نظرة إيجابية لك في عيون الآخرين، حيث سيرى زملاؤك في العمل أنك شخص واثق بنفسه وقادر على إحداث تغيير، في حين سيراك المسؤولون كموظف قيادي يمكنه أن يتولى زمام المبادرة وإحداث تغييرات في بيئة العمل.

قد تجعلك هذه التغييرات تبدو أكثر نجاحاً مما لو كنت ترتدي ببساطة ما يرتديه الآخرون عادةً. ومع ذلك، هذا التأثير يحدث فقط عندما يعلم الجميع أن التغيير في ملابسك متعمد.

كن على طبيعتك

نشرت نعيمة جودج، وهي المديرة الإدارية والمديرة التنفيذية للاستثمار في السوق في بنك أوف أمريكا، صورة لنفسها وهي تمشي بثقة مرتدية سروالاً أبيض وقميصاً أصفر لامعاً بطبعة أفريقية. وكتبت: "ملابس العمل اليوم".

تقول جودج أنها قررت بعد الجائحة تجنب ارتداء البدلات التقليدية السوداء والبنية المميزة للعاملين في قطاع الخدمات المالية، وارتداء ملابس بألوان أكثر إشراقاً وأحذية رياضية مريحة.

تؤكد جودج أن الأمر كان في البداية يتعلق بالراحة. أي ارتداء ملابس مريحة فقط، لكن سرعان ما أصبح الأمر متعلقاً بشيء أعمق بكثير، وهو تغيير طريقة التفكير وإحضار الشخصية الطبيعية إلى المكتب.

كان الأمر يتعلق برغبتها في تمييز نفسها بالملابس التي ترتديها بصفتها امرأة ليست بيضاء في صناعة أغلب العاملين فيها من ذوي البشرة البيضاء، حيث أرادت أن تكون نموذجاً يحتذى به للآخرين.

أكدت جودج إنه أصبح من المقبول على نطاق واسع ارتداء الملابس التي تعبر عن هويتك في مكان العمل. وبحسب رأيها، يتطلب الأمر الكثير من الطاقة حتى لا تكون على طبيعتك الحقيقية. ويمكن توفير هذه الطاقة إذا كان بإمكان الموظف أن يرتدي ملابس واقعية تعبر عن طبيعته، حينئذٍ يمكن استغلال تلك الطاقة للتركيز على العمل وخدمة العملاء.

نصيحة لمدراء الشركات

من الواضح أن ارتداء الملابس المريحة في أماكن العمل سينعكس بشكل إيجابي على إنتاجية الموظفين وأدائهم، لذلك، بدلاً من الانتظار حتى يقوم الموظفون بتولي زمام المبادرة وإجراء تغييرات على لباسهم، يمكن لمدراء الشركات والمسؤولين الدفع لهذا التغيير، الأمر بسيط للغاية ولا يتطلب سوى مناقشة مفتوحة مع الموظفين حول كيفية تغيير قواعد اللباس. ووضع حدود معينة لهذه التغييرات لضمان الموازنة بين راحتهم واحتياجات الشركة.