بقع "الحجامة" تغطي أجساد الرياضيين في أولمبياد طوكيو 2020

  • تاريخ النشر: الخميس، 05 أغسطس 2021
بقع "الحجامة" تغطي أجساد الرياضيين في أولمبياد طوكيو 2020

لفتت البقع الدائرية المظلمة التي تغطي العديد من السباحين الأنظار خلال أولمبياد طوكيو 2020، إنها ليست مرضاً غريباً أو علاجاً غير معروف. إنها عملية تُعرف باسم الحجامة، وقد أصبحت أكثر شيوعاً بين الرياضيين الكبار. ظهر السباح الأسترالي كايل تشالمرز مغطى بالبقع، ويبدو أن عددها يتزايد مع كل ظهور له في المسبح. فلماذا يستخدم الرياضيون في أولمبياد طوكيو 2020 الحجامة؟

استخدام الرياضيين للحجامة في الأولمبياد

الحجامة هي علاج قديم يُستخدم في الغالب في دول الشرق الأوسط وآسيا، يتضمن وضع أكواب شفط دافئة على الجلد، وترك بقع دائرية داكنة على الجلد. يعتقد البعض أن هذه العملية تعمل على زيادة الدورة الدموية وتخفيف توتر العضلات وتعزيز إصلاح الخلايا.

على الرغم من عدم وجود دليل طبي على أن الحجامة لها أي فائدة للرياضيين، إلا أن هذا لم يمنع الرياضيين الأولمبيين الحاليين والسابقين من ممارسة هذا العلاج القديم.

ليست هذه هي المرة الأولى التي شوهدت فيها البقع الداكنة على ظهور الرياضيين في الأولمبياد. ففي عام أولمبياد ريو 2016، كان يمكن رؤية البقع الداكنة في جميع أنحاء ظهر مايكل فيلبس الحاصل على الميدالية الذهبية حينما كان يتسابق عبر الماء، بينما كان لاعب الجمباز في فريق الولايات المتحدة أليكس نادور لديه نقاط مماثلة على كتفيه.

استخدم أسطورة السباحة الأمريكية المتقاعد مايكل فيلبس هذه التقنية أثناء مشاركته في المنافسة، قائلاً إنه اعتمد على الحجامة في شفاء العضلات المتألمة.

في حديثه إلى قناة سكاي سبورتس في ذلك الوقت، قال فيلبس إنه يتلقى العلاج بالحجامة بشكل أساسي على كتفه لأن هذا هو المكان الذي يؤلمه أكثر من غيره.

كيف يتم العلاج بالحجامة؟

الحجامة، كما سبق الذكر، هي نوع من العلاج البديل الذي ينطوي على شفط الجلد باستخدام أكواب زجاجية أو خزفية أو من الخيزران أو البلاستيك. يتم إنشاء ضغط سلبي داخل الكوب عن طريق ربط جهاز شفط بالكوب بمجرد وضعه على الجلد، مما يؤدي إلى سحب الهواء.

من خلال شدّ الجلد بهذه الطريقة، يُعتقد أن هذه العملية تُزيل ضغط العضلات والأنسجة الضامة وتُعزز من تدفق الدم إلى منطقة الشفط، وبالتالي تسريع عمليات الشفاء الخاصة بالجسم.

هناك أيضاً شكل آخر أقل استخداماً من الحجامة، يُعرف باسم "الحجامة الرطبة". في هذه العملية، يتم استخدام شفط أكثر اعتدالاً على الكوب، والذي يُترك في مكانه لفترة أطول قليلاً. بعد إزالة الكأس، يقوم المُعالج بعمل جروح صغيرة عبر الجلد. ثم يتم إجراء عملية شفط ثانية لسحب كميات صغيرة من الدم.

وجدت إحدى الدراسات، التي نُشرت في مجلة الوخز بالإبر ودراسات Meridian في عام 2018، أن الحجامة الرطبة قللت من كمية المعدن السام في الدم.

أصل الحجامة التاريخي

تُعتبر الأصول التاريخية للحجامة غير واضحة بشكل ثابت، فقد تم استخدام الحجامة الرطبة في الطب الإيراني التقليدي عبر التاريخ، اعتقاداً من المُعالجين بأنها تُحسن مظهر الأنسجة الندبية، وقد تم إجراء الحجامة الرطبة والجافة في الصين في خمسينيات القرن الماضي.

لكن يُعتقد أن أصول الحجامة أقدم من كل هذا بكثير، فقد مارسها الطبيب اليوناني القديم أبقراط، الذي مارس الطب في حوالي عام 400 قبل الميلاد، والذي استخدم الحجامة لعلاج الأمراض الداخلية.

كما أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالحجامة الرطبة، ولذلك فإنها مستحبة وأكثر شيوعاً في العالم الإسلامي.

لماذا تترك الحجامة علامات داكنة؟

يتم وضع الأكواب على الجلد لبضع دقائق فقط، ولكن هذه المُدّة هي طويلة بما يكفي للتسبب في تمزق الشعيرات الدموية الموجودة أسفل سطح الجلد مباشرة، مما يؤدي إلى ظهور كدمات أرجوانية داكنة تحت الجلد.

رأي العلم في الحجامة

يخلص المركز الوطني الأمريكي للصحة التكميلية والتكاملية إلى أنه "لم يتم إجراء أبحاث كافية عالية الجودة" للسماح بالتوصل إلى استنتاجات حول ما إذا كانت الحجامة مفيدة.

اقترحت إحدى الدراسات المنفصلة، التي نُشرت في مجلة الطب التقليدي والتكميلي في عام 2019 ، أن الضرر الذي يلحق بالجلد والأوعية الشعرية من الحجامة قد يحفز عملية في الجسم تمنع الألم.

ومع ذلك، لاحظ مؤلفو الدراسة أن هناك حاجة إلى "التجارب السريرية العشوائية الكبيرة والمراجعات المنهجية والتحليلات التلوية في المستقبل" للكشف عن الآثار الكاملة للحجامة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة