تحديات العصر الرقمي: الدور المحوري للهيئات التنظيمية في

قطاع الإعلام المرئي و المسموع

  • محمد باحارثبواسطة: محمد باحارث تاريخ النشر: الإثنين، 10 يوليو 2023
تحديات العصر الرقمي: الدور المحوري للهيئات التنظيمية في

مع تقدم التكنولوجيا بسرعة كبيرة، يجب على الإطارات التنظيمية أن تبقى في نفس الخطوة. قبل بضعة عقود، كانت الوسائط تُستهلك بشكل أساسي من خلال البث التلفزيوني التقليدي. اليوم، بفضل التقدم التكنولوجي والإنترنت عالي السرعة، تغير المشهد بشكل كبير، ليشمل ليس فقط التلفزيون التقليدي ولكن أيضًا مجموعة من المنصات عبر الإنترنت، مما جعل الوسائط السمعية البصرية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا.

ومع ذلك، كما يقول المثل، مع القوة العظيمة يأتي المسؤولية العظيمة. مع استهلاكنا المتزايد لمجموعة متنوعة من المحتوى، تتزايد الحاجة إلى إنشاء وفرض تنظيمات صارمة. هذه الأمور حيوية ليس فقط للحفاظ على معايير الصناعة ولكن أيضًا لمنع انتشار المواد الضارة أو غير القانونية وتعزيز المنافسة العادلة. الفوضى التي قد تنتج إذا تُركت غير منظمة، والأثر الناجم عنها على المجتمع قد يكون ضارًا.

في بعض البلدان، تلعب الهيئات التنظيمية دورًا مركزيًا في الإطار التنظيمي. تم تصميم هذه الهيئات لحماية المستهلك والتنوع الثقافي، وتفرض التزامات على المنصات الخاصة على الإنترنت. تتولى الآن مكافحة خطاب الكراهية وحماية الأطفال من المحتوى غير المناسب.

مع ظهور منصات شعبية مثل YouTube، التي تستضيف محتوى يتنافس مع البث التلفزيوني التقليدي، يتطلب إعادة تقييم شاملة وتحديث لتنظيماتنا الحالية.

في الوقت نفسه، يجب أن يواجه الأطر التنظيمية التحديات المتعلقة بالذكاء الصناعي والتعلم الآلي. تقدم هذه التقنيات المتطورة فرصة للتعامل بشكل فعال مع تنظيم المحتوى وتحسين تجربة المستخدم بشكل كبير. تستطيع التكنولوجيات المتقدمة تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة وتحديد الانتهاكات المحتملة بشكل استباقي، مما يسرع إزالة المحتوى غير المناسب.

ومع ذلك، بينما تقدم هذه التقنيات المتقدمة فرصًا كبيرة، فإن العثور على التوازن المناسب بين حرية التعبير والحاجة إلى تنظيم يعتبر تحديًا. من الضروري التأكد من أن القيود المفروضة تحترم المبادئ الأساسية دون القيود على حرية التعبير. يضيف استخدام الذكاء الصناعي والتعلم الآلي في تنظيم المحتوى طبقة أخرى من التعقيد بسبب تأثيرهم المحتمل على الرأي العام والحوار الاجتماعي. من الضروري التأكد من أن هذه التكنولوجيات شفافة ومسؤولة وخالية من التحيز، لمنع تركز السلطة بشكل غير مبرر.

تفتح هذه التكنولوجيات المتقدمة أيضًا الطريق أمام الابتكار في الوسائط السمعية البصرية. يمكن أن يحسن التوصيات المخصصة للمحتوى من خلال تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي تجربة المستخدم بشكل كبير. يقدم الواقع الافتراضي والواقع المعزز إمكانيات لتجارب أكثر تفاعلًا، مما يطمس الحدود بين المشاهدة السلبية والمشاركة النشطة. علاوة على ذلك، يمكن أن تساعد هذه التكنولوجيات في توسيع الوصول إلى الوسائط السمعية البصرية، وتقديم فرص للمجتمعات المهمشة، وبالتالي تعزيز التنوع والشمول.

لتحقيق هذا المستقبل المحتمل، سيتطلب الأمر جهدًا مشتركًا بين صانعي السياسات وأصحاب الأعمال ومنظمات المجتمع المدني. التقدم السريع في التكنولوجيا يتطلب من أطرنا التنظيمية التكيف بشكل متوازي لمواجهة التحديات الناشئة واستغلال الفرص الجديدة.

في الختام، يتطلب التحول الرقمي في مجال الوسائط السمعية البصرية تطورًا متوازيًا في الإطار التنظيمي. توفر التقنيات الجديدة فرصًا لتحسين تجربة المستخدم، والتحكم في المحتوى، وتوسيع الوصول. ومع ذلك، فإنها تعرض أيضًا تحديات كبيرة تتعلق بحرية التعبير، وصنع القرار الخوارزمي، والشفافية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة
  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    محمد باحارث

    الكاتب محمد باحارث

    محمد باحارث – مستشار أعمال و صانع محتوى , رئيس نادي الإعلام ، محاضر تحفيزي و مؤلف من الأكثر مبيعا. منذ صغره، واجه محمد باحارث تحدياتٍ جمة. تم تشخيص إصابته بـ”الديسلاكسيا”، وهي إعاقة في التعلم تُعيق قدرة الشخص على معالجة البيانات في المخ و أبرز ملامحها عسر القراءة والكتابة و المنطق المختلف و التفكير بما يوصف إنه خارج الصندوق . واجه محمد صعوباتٍ في المدرسة وفي الحياة حيث إن إعاقته متقدمة و مصحوبة بـ ADHD كذلك ، لكنه لم يستسلم. سعى جاهدًا لتطوير مهاراته ويوميا يمارس جهد عظيم حتى نجح في التغلب على إعاقته. بدأ محمد باحارث الكتابة في سنٍ مبكرة. لم تمنعه الديسلاكسيا من التعبير عن أفكاره ومشاعره، بل جعتله أكثر إصرارًا على النجاح. نال محمد شهرة واسعة بعد مشاركته في مؤتمر TEDxJeddah عام 2016 م و التي كانت برعاية مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية MISK ، حيث تحدث بإلهام عن رحلته مع الديسلاكسيا وكيف حوّلها إلى قصة إبداع وتحدٍّ. لم يتوقف محمد باحارث عند الكتابة فقط. بل اتجه إلى مجالات أخرى مثل الإعلام و إستشارات الأعمال و العلاقات العامة وصولا بالفضاء . أسس نادي الإعلام، ونادي الفضاء، و نادي المخترعين، ونادي الاستثمار ونادي الخيال العلمي. نال العديد من الجوائز، منها جائزة واجنزبرج الأدبية عام 2019، وجائزة مستشار الأعمال لعام 2023 و جائزة جدة للإبداع. يُعد محمد باحارث نموذجًا ملهمًا للشباب. أثبت أنه لا شيء مستحيل إذا كان الإنسان لديه إصرار وعزيمة. يُشجع محمد الشباب على التغلب على تحدياتهم وتحقيق أحلامهم. حيث ساهمت مبادرة إسمحوا للشباب في الإنتصار للحقوق المدنية للشباب و مكافحة التمييز ضدهم عندما كان عضو في مجلس شباب منطقة مكة المكرمة بأمارة منطقة مكة المكرمة و بدعم من سمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل – حفظه الله و رعاه – ، وبعد مسيرة ١٦ سنة في إستشارات الأعمال قام بتطوير طريقة باحارث ™ و نموذج تحقيق الأهداف © و تأسيس معهد MBI و مكتب إستشارات و أول مؤسسة تجارية فضائية سعودية و هو الآن عضو بمجلس فوربس للأعمال كأول سعودي يسجل بشكل مستقل. لم تكن رحلة محمد باحارث سهلة، لكنه تحدّى الصعاب وحقق إنجازاتٍ عظيمة. قصة محمد باحارث هي قصة إصرار وإلهام، قصة إنسانٍ حوّل إعاقته إلى قصة نجاحٍ ملهمة و يستمر يوميا بإلهام الملايين من الأشخاص حو العالم بفيديوهاته التحفيزية و عشقه للأنظمة و القوانين و التوعية بها ضمن مجالات الإعلام و صناعة المحتوى و التحفيز.

    عرض المزيد عرض أقل
    image UGC

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!