تعرف على سيرة أليكسندر جراهام بيل

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 16 يونيو 2021
تعرف على سيرة أليكسندر جراهام بيل

كان ألكسندر جراهام بيل Alexander Graham Bell أحد المخترعين الأساسيين للهاتف وقام بعمل مهم في مجال الاتصالات للصم وحصل على أكثر من 18 براءة اختراع.

من كان ألكسندر جراهام بيل؟

ألكسندر جراهام بيل هو عالم ومخترع إسكوتلندي المولد اشتهر باختراعه أول هاتف يعمل في عام 1876 وتأسيس شركة بيل للهاتف Bell Telephone Company في عام 1877.

جاء نجاح بيل من خلال تجاربه في الصوت ومحاولته لمساعدة عائلته "هو ابن لأم وأب أصمين" ومساعدة الصم في التواصل. عمل بيل مع توماس واتسون Thomas Watson على تطوير الهاتف، على الرغم من أن ذكاءه المذهل سيسمح له بالعمل في العديد من الاختراعات الأخرى بما في ذلك آلات الطيران والقوارب المائية.

الحياة المبكرة والأسرة

ولد بيل في إدنبرة إسكتلندا في 3 مارس 1847. وهو الابن الثاني لألكسندر ميلفيل بيل Alexander Melville Bell وإليزا جريس سيموندز بيل  Eliza Grace Symonds Bell وسمي على اسم جده لأبيه. وتمت إضافة الاسم الأوسط "جراهام" عندما كان عمره 10 سنوات.

كان لديه شقيقان ميلفيل جيمس بيل Melville James Bell وإدوارد تشارلز بيل Edward Charles Bell وكلاهما ماتا من مرض السل، وخلال شبابه تأثر بيل بشدة بأسرته ومحيطه. وعُرفت مدينة إدنبرة مسقط رأس بيل باسم "أثينا الشمال" لثقافتها الغنية بالفنون والعلوم.

 اختراع الكمبيوتر

شاهد أيضاً: اختراع الكمبيوتر

كان جده ووالده خبراء في آليات الصوت والخطابة. وأصبحت والدة بيل إليزا عازفة بيانو بارعة على الرغم من كونها صماء مما ألهمه لمواجهة تحديات كبيرة، وقامت إليزا بتعليم ابنها في المنزل وغرس فضول استكشاف العالم من حوله. وتلقى عامًا واحدًا من التعليم الرسمي في مدرسة خاصة وسنتين في المدرسة الثانوية الملكية المشهورة في إدنبرة.

وعلى الرغم من كونه طالبًا متوسط ​​المستوى أظهر بيل قدرة غير مألوفة على حل المشكلات. في سن الثانية عشرة أثناء اللعب مع صديق في مطحنة حبوب لاحظ بطء عملية تقشير حبوب القمح، ثم عاد إلى المنزل وصنع جهازًا به مجاذيف دوارة لإزالة القشور بسهولة من الحبوب.

الحياة المهنية المبكرة

تم إعداد الشاب ألكساندر منذ صغره لمواصلة أعمال العائلة لكن طبيعته العنيفة تتعارض مع أسلوب والده المتعجرف. بحثًا عن مخرج تطوع الإسكندر لرعاية جده عندما مرض في عام 1862.

وشجع الجد الشاب ألكسندر وغرس فيه تقدير التعلم والمساعي الفكرية. وفي سن 16 انضم ألكسندر إلى والده في عمله مع الصم وسرعان ما تولى المسؤولية الكاملة لأعمال والده في لندن، وفي إحدى رحلاته إلى أمريكا الشمالية قرر والد ألكساندر أنها بيئة صحية وقرر نقل العائلة إلى هناك. وفي البداية قاوم ألكسندر لأنه كان يؤسس نفسه في لندن ثم رضخ في النهاية بعد وفاة شقيقيه من مرض السل.

وفي عام 1870 استقرت العائلة في برانتفورد أونتاريو في كندا. هناك أقام ألكسندر بإنشاء ورشة عمل لمواصلة دراسته للأصوات البشرية، وفي 11 يوليو 1877 تزوج بيل من مابل هوبارد Mable Hubbard وهي طالبة سابقة وابنة جاردينر هوبارد Gardiner Hubbard أحد داعميه الماليين الأوائل. وكانت مابل صماء منذ سنوات طفولتها المبكرة.

اختراعات ألكسندر جراهام بيل

يرجع الفضل إلى بيل في اختراع الهاتف، وإجمالاً حصل شخصياً على 18 براءة اختراع إلى جانب 12 براءة اختراع شاركها مع المتعاونين.

وفي 10 مارس 1876 وبعد سنوات من العمل أتقن بيل أكثر اختراعاته شهرةً وهو الهاتف وأجرى أول مكالمة هاتفية له.

قبل ذلك بدأ بيل في عام 1871 العمل على جهاز يعرف باسم التلغراف المتعدد أو التوافقي (إرسال تلغراف لعدة رسائل تم ضبطها على ترددات مختلفة) وعند انتقاله إلى بوسطن وجد دعمًا ماليًا من خلال المستثمرين المحليين توماس ساندرز Thomas Sanders وجاردينر هوباردGardiner Hubbard.

وبين عامي 1873 و 1874 أمضى بيل أيامًا وليال طويلة في محاولة لإتقان التلغراف التوافقي. لكن خلال تجاربه أصبح مهتمًا بفكرة أخرى وهو نقل الصوت البشري عبر الأسلاك.

لكن أحبط تحويل بيل لإنشاء الهاتف الداعمين له، وتم التعاقد مع توماس واتسون وهو كهربائي ماهر لإعادة تركيز بيل على التلغراف التوافقي. ولكن سرعان ما أصبح واطسون مفتونًا بفكرة بيل عن نقل الصوت وأنشأ الاثنان شراكة رائعة.

وخلال عامي 1874 و 1875 عمل بيل وواتسون على كل من التلغراف التوافقي وجهاز إرسال الصوت. وعلى الرغم من الإحباط في البداية سرعان ما أدرك مستثمرو بيل قيمة النقل الصوتي وقدموا براءة اختراع بشأن الفكرة، وفي عام 1876 نجح بيل وواتسون أخيرًا في اختراع الهاتف.

مع هذا النجاح بدأ بيل في الترويج للهاتف في سلسلة من الدعايات العامة. ففي معرض الذكرى المئوية لعام 1876 في فيلادلفيا أظهر بيل الهاتف لإمبراطور البرازيل دوم بيدرو Dom Pedro الذي هتف "يا إلهي إنه يتحدث!" وتبع ذلك تجارب أخرى كل منها على مسافة أكبر من السابقة.

وتم تنظيم شركة بيل للهواتف في 9 يوليو 1877. وفي يناير 1915 تمت دعوة بيل لإجراء أول مكالمة هاتفية عبر القارات. ومن نيويورك تحدث مع شريكه السابق واتسون في سان فرانسيسكو.

وبكل المقاييس لم يكن بيل رجل أعمال ذكيًا وبحلول عام 1880 بدأ في تحويل الأمور التجارية إلى هوبارد وآخرين حتى يتمكن من متابعة مجموعة واسعة من الاختراعات والمساعي الفكرية، وفي عام 1880 أنشأ بيل مختبر فولتا في واشنطن العاصمة وهو مرفق تجريبي مخصص للاكتشافات العلمية.

وفي وقت لاحق من حياته أصبح بيل مفتونًا بالطيران وبدأ في استكشاف إمكانيات الآلات والأجهزة الطائرة، بدءًا من ظهور الطائرة الورقية رباعية السطوح في تسعينيات القرن التاسع عشر، وفي عام 1907 شكل بيل جمعية التجارب الجوية Aerial Experiment Association مع جلين كيرتس Glenn Curtiss والعديد من الشركاء الآخرين. حيث طورت المجموعة العديد من آلات الطيران بما في ذلك Silver Dart.

وكانت Silver Dart أول طائرة تعمل بالطاقة في كندا. وعمل بيل لاحقًا على القوارب المائية وسجل رقمًا قياسيًا عالميًا في السرعة لهذا النوع من القوارب.

التحديات القانونية

بعد زفافهما عام 1877 سافر ألكساندر ومابل إلى أوروبا لنشر فكرة الهاتف. وعند عودتهم إلى الولايات المتحدة تم استدعاء بيل إلى واشنطن العاصمة للدفاع عن براءة اختراعه الهاتفية من الدعاوى القضائية.

حيث زعم آخرون أنهم اخترعوا الهاتف أو تصوروا الفكرة قبل بيل. وعلى مدار الثمانية عشر عامًا التالية واجهت شركة Bell أكثر من 550 اعتراضًا قضائيًا بما في ذلك العديد من الطعون التي تم رفعها إلى المحكمة العليا لكن لم ينجح أي منها.

وحتى خلال معارك براءات الاختراع نمت الشركة. فبين عامي 1877 و 1886 امتلك أكثر من 150.000 شخص في الولايات المتحدة الهواتف، وتم إجراء تحسينات على الجهاز بما في ذلك إضافة الميكروفون الذي اخترعه توماس إديسون مما ألغى الحاجة إلى الصراخ في الهاتف لسماعه.

بقية حياة جراهام

واصل بيل طوال حياته عمل عائلته مع الصم، وأنشأ الجمعية الأمريكية لتعزيز تعليم النطق للصم American Association to Promote Teaching of Speech to the Deaf في عام 1890.

وبعد ثماني سنوات تولى بيل رئاسة مجموعة علمية أمريكية صغيرة غير معروفة وهي National Geographic Society وساعد في جعل مجلتهم واحدة من أكثر المنشورات المحبوبة في العالم. وبيل هو أيضًا أحد مؤسسي مجلة العلوم Science magazine.

وتوفي بيل بسلام في 2 أغسطس 1922 في منزله في Baddeck في جزيرة كيب بريتون Cape Breton نوفا سكوشا Nova Scotia في كندا. وبعد وقت قصير من وفاته تم إغلاق نظام الهاتف بالكامل لمدة دقيقة واحدة تكريماً لعبقريته.