تعرف على معنى رفع سعر الفائدة والآثار المترتبة عليها

  • تاريخ النشر: الخميس، 24 مارس 2022 آخر تحديث: الجمعة، 25 مارس 2022
تعرف على معنى رفع سعر الفائدة والآثار المترتبة عليها

يُعرف سعر الفائدة بأنه المبلغ الذي يجب عليك دفعه مقابل اقتراض المال. يقوم البنك المركزي الأمريكي بإقراض المال للبنوك التجارية الأمريكية، والبنوك الأمريكية تقرض المال بدورها للبنوك في دول العالم المختلفة، مع إضافة نسبة فائدة أخرى. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على ما يعنيه رفع سعر الفائدة.

ما معنى رفع سعر الفائدة؟

يُعرف سعر الفائدة بأنه المبلغ الذي يجب عليك دفعه مقابل اقتراض المال. يقوم البنك المركزي الأمريكي بإقراض المال للبنوك التجارية الأمريكية، والبنوك الأمريكية تقرض المال بدورها للبنوك في دول العالم المختلفة، مع إضافة نسبة فائدة أخرى. عندما يكون سعر الفائدة منخفضاً، يتحفز الناس للاقتراض أكثر، يترتب على هذا زيادة الإنفاق والتي يترتب عليها بدورها زيادة مبيعات الشركات مما يقود إلى تحقيق المزيد من الأرباح.

قد تبدو العملية السابقة هي عملية رابحة لكل الطراف، لكن الأزمة تنشأ من أن زيادة الإنفاق تتزامن مع زيادة الطلب على السلع، الذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية كاللحوم أو الخبز وهو ما يُسمى بالتضخم، التضخم هو أمر غير مرغوب فيه من الناحية الاقتصادية، لذلك يقوم البنك المركزي برفع سعر الفائدة.

الجهة التي يُمكنها تحديد أسعار الفائدة هي البنوك المركزية، فتقوم البنوك بتحديد سعر فائدة على القروض استناداً إلى سعر الفائدة الأساسية. سعر الفائدة هو أداة رئيسية للبنوك المركزية يتم من خلالها وضع السياسة المالية وتحديد قيمة أو سعر الأموال، عندما يرتفع سعر الفائدة ترتفع قيمة المال وتقل نسبة الاقتراض ويقل الإنفاق والطلب على الاستهلاك فينخفض التضخم.

أما في حالات الركود الاقتصادي، يقوم البنك المركزي بخفض سعر الفائدة، وهو ما يُزيد من عملية الاقتراض، وينتعش الإنفاق الاستهلاكي.هناك العديد من العوامل التي يتم يتوقف عليها تحديد سعر الفائدة، أهمها، كما سبق الذكر، مؤشر التضخم والركود.

الآثار المترتبة على رفع سعر الفائدة

يُعتبر رفع سعر الفائدة مؤشراً سلبياً على الاقتصادات الباحثة عن تحفيز الأسواق من خلال وضع نسب فائدة منخفضة. فسيدفع رفع كلفة الإقراض إلى تراجع الإقدام على طلب التسهيلات الائتمانية في الأسواق العالمية، خصوصا بعملة الدولار والعملات المرتبطة به.

بالنسبة لأصحاب الودائع المصرفية لدى البنوك العاملة في الأسواق، فإن قرار رفع أسعار الفائدة يعني أن المودع يحصل على عوائد أعلى. فيُصبح المودع الذي تكون ودائعه بعملة الدولار أمام فرصة تعزيز ودائعه للحصول على فوائد أعلى مقابل إيداعها لدى البنوك، بسبب قرار رفع أسعار الفائدة. هنا تشهد الأسواق ارتفاعاً متزايداً في ودائع العملاء لدى القطاعات المصرفية، للاستفادة من نسب الفوائد المرتفعة، في المقابل تتراجع نسبة السيولة داخل الأسواق. يترتب على ذلك أن تصبح الودائع المصرفية أحد أشكال الاستثمار للأفراد والمؤسسات، من خلال وضعها داخل حسابات مصرفية، وتقاضي فوائد عليها بشكل شهري أو ربع سنوي أو سنوي.

يؤدب هذا إلى تقليل نسبة التضخم، من خلال تقليص حجم الكتلة النقدية داخل الأسواق، وبالتالي يتراجع الاستهلاك والاستثمار، وتعيد الأسواق برمجة القوة الشرائية بناء على السيولة المتوفرة.

النتائج المترتبة على التغيير في سعر الفائدة لا تظهر على الفور، بل تحتاج إلى نحو عام. أيضاً يرتبط قرار تحديد سعر الفائدة ارتباطاً وثيقاً بسعر صرف الدولار، وذلك لأن عملة الدولار الأمريكي تعد مقياساً لجميع السلع والخدمات والعملات، وبالتالي فإن تأثر سعر الفائدة الأمريكي يؤثر على الدولار وبالتالي لا تتأثر به أمريكا فقط، بل العديد من الدول.

بالنسبة للعملات المربوطة بالدولار، ترتفع قيمتها مع رفع سعر الفائدة الأمريكية، وغالباً ما تتبع البنوك المركزية لتلك الدول خطى الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة بقدر مماثل. تؤدي ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي إلى انخفاض أسعار النفط والذهب وجميع المعادن والسلع التي ترتبط قيمتها بالدولار، وتزيد كلفة الاستيراد وتقل تنافسية الصادرات.

رفع سعر الفائدة والفيدرالي الأمريكي

سعر الفائدة الذي يتم تحديده من قبل الاحتياطي الفيدرالي، هو الذي يُحدد مصير حركة الأسواق العالمية وأسعار السلع والعملات، وكلما ازدادت احتمالات رفع الفائدة زادت احتمالات ارتفاع سعر صرف الدولار. كما كان متوقعاً أعلن الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة على الأموال الاتحادية، بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نطاق 0.25% - 0.50%، في اجتماع كان ينتظره العالم بأسره.

بعد خفض أسعار الفائدة إلى الصفر في مارس 2020 لإنعاش الاقتصاد، قام بنك الاحتياطي الفيدرالي مؤخراً بتغيير اتجاهاته للدخول في وضع مكافحة التضخم. صرح مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إنهم يرفعون أسعار الفائدة، ليبدأوا الدورة الأولى من رفع أسعار الفائدة منذ تلك التي بدأت في أواخر عام 2015.

أكد مسؤولو البنك المركزي أن التضخم المرتفع أدى إلى رفع أسعار المستهلكين في فبراير بأسرع وتيرة منذ 40 عاماً يعني هذا أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة عدة مرات في الأشهر المقبلة. سيختبر الأمريكيون هذا التحول في السياسة من خلال تكاليف الاقتراض المرتفعة، فلن يكون الحصول على قروض عقارية أو قروض لشراء السيارات رخيصاً.

عندما انتشرت جائحة كوفيد-19، جعل الاحتياطي الفيدرالي الاقتراض شبه مجاني في محاولة لتشجيع الإنفاق من قبل الأسر والشركات. لتعزيز الاقتصاد الذي دمره الفيروس، طبع البنك المركزي الأمريكي أيضاً تريليونات الدولارات من خلال برنامج يُعرف باسم التيسير الكمي. وعندما تجمدت أسواق الائتمان في مارس 2020، طرح بنك الاحتياطي الفيدرالي تسهيلات ائتمانية طارئة لتجنب الانهيار المالي.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة