شركات الطاقة الأوروبية تحصد أرباحاً قياسية مع ارتفاع تكاليف الوقود

يعتبر ارتفاع أسعار الغاز من الأخبار السيئة للمستهلكين، لكنها تساعد شركات الطاقة الكبرى على جني أرباح قياسية، هذا ما حدث مع شركات الطاقة الأوروبية.

شركات النفط والغاز العملاقة تحصد أرباحاً قياسية

سجلت شركتا النفط والغاز العملاقة «شل» و«سنتريكا» المدرجتان في المملكة المتحدة، أرباحاً فصلية قياسية هذا الأسبوع.

حققت شل أرباحاً ربع سنوية بلغت 11.5 مليار جنيه إسترليني أي ما يعادل 13.6 مليار دولار، بزيادة 92% عن العام الماضي، في حين أن الشركة المالكة لشركة بريتش غاز «سنتريكا» حصدت 1.3 مليار جنيه إسترليني أي ما يعادل 1.6 مليار دولار.

ارتفاع عقود خام برنت وغرب تكساس الوسيط

ساعد ارتفاع أسعار النفط والغاز الشركتين على تحقيق تلك النتائج التاريخية. ارتفعت عقود خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بما يزيد عن 30% منذ بداية شهر يونيو، بينما ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الهولندي TTF بنسبة 112% منذ بداية يونيو.

يقول سيمون تاكر، المحلل الإستراتيجي لشركة إنفوسيس للاستشارات: «ليس من المفاجئ أن يكون أداء سنتريكا وشل قوياً مرة أخرى هذا الربع، حيث نتج عن أرباح أرباح 11.5 مليار دولار، وهو رقم قياسي جديد لشركة شل»، نقلاً عن بيزنس إنسايدر.

وتابع تاكر: «من الواضح أننا نمر حالياً بدورة فائقة للسلع الأساسية مع محدودية العرض وارتفاع الطلب - ومن المرجح أن يكون هذا هو الحال خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة».

ارتفاع الأسعار الأوروبية

وفي هذا الصعيد، ارتفعت الأسعار الأوروبية للغاز الطبيعي والفحم والطاقة هذا العام، يرجع ذلك إلى حد كبير إلى تعطل إمدادات الوقود من روسيا، التي توفر حوالي 40% من احتياجات الغاز في المنطقة وحدها.

أدت عقوبات الاتحاد الأوروبي على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا إلى عمليات إغلاق متبادلة للمصادر الرئيسية لإمدادات الطاقة، مما أدى إلى ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته في عدة سنوات، وضغط المستهلكين، ولكنه جلب مكاسب غير متوقعة لمزودي الوقود. 

وليست شركات الطاقة البريطانية وحدها هي التي شهدت ارتفاعاً في أرباحها. شهدت شركة إكوينور النرويجية أرباحاً إضافية بقيمة 3 مليارات دولار للمساهمين في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد ربع ثانٍ قوي، في حين شهدت شركة توتال إس إي الفرنسية ارتفاع دخلها المعدل إلى ثلاثة أضعاف إلى 9.8 مليار دولار.

حذر الخبراء الاستراتيجيون في بنك غولدمان ساكس من أن أزمة الطاقة في أوروبا من المرجح أن تستمر حتى عام 2025 على الأقل في وقت سابق من هذا الأسبوع.

قال فريق بقيادة سامانثا دارت، رئيسة أبحاث الغاز الطبيعي بالبنك، في مذكرة بحثية حديثة: «نتوقع أن ترتفع أسعار الغاز الأوروبية في نهاية المطاف مرة أخرى خلال صيف 2023، حيث يصبح الطلب الشامل المدفوع بالأسعار في طليعة الأذهان مرة أخرى، من غير المحتمل في أوروبا من وجهة نظرنا بيئة أقل سعراً أكثر استدامة حتى عام 2025».

دعا محللون شركات النفط والغاز إلى إعادة استثمار أرباحها المرتفعة للمساعدة في تعزيز الإمدادات، والتي قد تكون أحد السبل لتخفيف أزمة الطاقة في أوروبا.