ميتـا تحقق أرباحًا قياسية من الإعلانات في الربع الأول بـ2025

تمكنت شركة ميتا (META) من تجاوز توقعات المحللين لإيرادات الربع الأول من عام 2025 بفضل الأداء القوي لإعلاناتها، مما ساعد على تخفيف المخاوف المتعلقة بتباطؤ النمو الاقتصادي الناجم عن الرسوم الجمركية.

 كما أعلنت ميتا عن توقعات إيجابية للأشهر المقبلة، ما منح المستثمرين الثقة في استراتيجيتها.

زيادة الإنفاق الرأسمالي واستثمارات الذكاء الاصطناعي

أعلنت ميتا عن زيادة في خطط الإنفاق الرأسمالي لعام 2025، حيث رفعت الشركة النطاق المستهدف للإنفاق بين 64 و72 مليار دولار. 

وأوضح الرئيس التنفيذي، مارك زوكربيرغ، أن هذه الزيادة تهدف إلى تسريع تطوير مراكز البيانات التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعتبره المحرك الأساسي لنمو الشركة في المستقبل.

زوكربيرغ أضاف في تصريحاته: "إن سرعة التقدم في الصناعة والفرص المتاحة أمامنا مذهلة، ونحن نعمل بجد لضمان بناء بنية تحتية قوية وفريق عمل مؤهل لتحقيق هذه الأهداف".

الأداء المالي وتوقعات الإيرادات المستقبلية

حققت ميتا إيرادات بلغت 42.31 مليار دولار في الربع الأول، متفوقة على التوقعات التي كانت تشير إلى 41.40 مليار دولار، كما سجلت أرباحًا قدرها 6.43 دولار للسهم، ما يتفوق أيضًا على التوقعات التي كانت 5.28 دولار للسهم.

تتوقع ميتا أن تحقق إيرادات تتراوح بين 42.5 و45.5 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2025، مقارنةً بتوقعات المحللين التي كانت 44.01 مليار دولار. 

ومع ذلك، حذر المدير المالي سوزان لي من أن حالة عدم اليقين الاقتصادي تجعل من الصعب التنبؤ بالمستقبل بشكل دقيق.

الذكاء الاصطناعي في استراتيجية ميتا

تواصل ميتا استثمارها الكبير في الذكاء الاصطناعي، الذي يعتبره زوكربيرغ ركيزة أساسية لتحسين تجربة المستخدم وزيادة الإيرادات.

وقال زوكربيرغ إن نحو مليار شخص يستخدمون المساعد الذكي من ميتا شهريًا، مشيرًا إلى أن الشركة ستواصل تعزيز التفاعل مع المستخدمين في العام المقبل قبل أن تبدأ في تحصيل الإيرادات من هذه التقنيات.

تمكنت ميتا من زيادة عدد المستخدمين النشطين يوميًا بنسبة 6% على أساس سنوي، ليصل إلى 3.43 مليار مستخدم، يعكس هذا النمو الكبير في عدد المستخدمين قدرة ميتا على جذب المعلنين في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحديات كبيرة نتيجة للرسوم الجمركية الأمريكية.

التأثيرات الاقتصادية والتحديات المستقبلية

رغم النجاح الذي حققته ميتا في التغلب على التحديات الاقتصادية الحالية، حذرت سوزان لي من أن الشركة قد تواجه تأثيرات سلبية في أسواق معينة، خصوصًا في أوروبا بسبب التشريعات الجديدة التي تؤثر على قطاع الإعلانات. 

كما أن ميتا تواجه معركة قانونية كبيرة في واشنطن، حيث تسعى لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية إلى إلغاء استحواذات الشركة على منصتي إنستجرام وواتساب.

في ظل عدم اليقين الاقتصادي، يتوقع المحللون أن تظل ميتا قوة مؤثرة في سوق الإعلانات الرقمية، لكنها قد تواجه صعوبات إذا استمرت الشركات في تقليص ميزانياتها الإعلانية أو إذا تأثرت الإنفاق الاستهلاكي بشكل أكبر.