عرض جورجيو أرماني الأخير يخطف الأضواء في أسبوع ميلانو 2025 (صور)

في ليلة تاريخية، شهدت مدينة ميلانو عرضًا مؤثرًا ضمن فعاليات أسبوع الموضة 2025، حيث تحوّل الاحتفال بمرور خمسين عامًا على تأسيس دار جورجيو أرماني إلى وداع مهيب للمصمم العالمي الذي رحل مؤخرًا، بعد أن ترك إرثًا استمر نصف قرن في عالم الموضة.

عرض وداعي بتوقيع أرماني

كان من المفارقات اللافتة أن أرماني، المعروف بصرامته وإتقانه لكل تفاصيل أعماله، قد خطط بنفسه لعرضه الأخير قبل وفاته، فقد اختار فناء متحف بريرا للفنون في قلب ميلانو ليكون منصة لهذا الحدث، تزامنًا مع افتتاح معرض ضخم يوثق مسيرته.

العرض اتخذ طابعًا رسميًا، حيث التزم الحضور بارتداء الملابس السوداء المرفقة بقميص يحمل صورة أرماني في شبابه.

وقد جلس في الصف الأول كل من النجمة لورين هاتون، وكيت بلانشيت، وريتشارد غير، الذي ارتبط اسمه بأرماني منذ فيلم American Gigolo عام 1980.

وقال المصمم البريطاني بول سميث: "كان عبقريًا ومتواضعًا. أول مرة رأيته كان يكنس الشارع أمام متجره، وهو من أوائل من ارتدى التي شيرت تحت البدلة، صيحة أصبحت اليوم سائدة عالميًا."

مجموعة بروح البحر والمتوسط

بعد أسبوع من الأمطار، جاء العرض تحت سماء صافية في ساحة مضاءة بالفوانيس. 

وقدمت آخر مجموعة صممها أرماني، والتي حملت طابعًا شخصيًا عاطفيًا، تحية لحي بريرا التاريخي وجزيرة بانتليريا التي كانت ملاذه الصيفي.

برزت التصاميم عبر السترات المزدوجة الأزرار، والبنطلونات الفضفاضة، والفساتين الخفيفة المستوحاة من زرقة البحر المتوسط.

وقالت آنا وينتور رئيسة تحرير مجلة Vogue: "أرماني كان أحد رؤساء دول الموضة بحق."

معرض "ميلانو: من أجل الحب"

أعقب العرض جولة في معرض "Milano: Per Amore"، الذي يضم أكثر من 120 قطعة من روائع أرماني عُرضت بجوار لوحات كلاسيكية لكارافاجيو ورافاييل، في تمازج بين الموضة والفن.

ومن أبرز القطع فستان أزرق ارتدته جولييت بينوش في مهرجان كان 2016، وُضع بجانب لوحة "مادونا" للرسام بلليني بنفس اللون الأزرق اللازوردي.

رحيل أرماني فتح باب التساؤلات حول مستقبل إمبراطوريته. فقد ترك وصايا دقيقة بعدم بيع العلامة إلا لشركات محددة مثل LVMH الفرنسية، أو لوريال شريكته في مجال التجميل، أو عملاق النظارات EssilorLuxottica. 

وفي المدى القريب، ستستمر عائلته وشريكه ومدير أعماله ليو ديل أوركو في إدارة الدار، حفاظًا على إرثه.