في اليوم العالمي لمرض باركنسون.. أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 10 أبريل 2024
في اليوم العالمي لمرض باركنسون.. أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية

في عالم يسعى جاهدًا لفهم أعماق العقل البشري وأسراره، يبرز مرض باركنسون كأحد الأمراض العصبية الأكثر تحديًا وغموضًا. هذا المرض، الذي يُعرف بتأثيره المباشر على الجهاز العصبي وقدرة الإنسان على التحكم في حركاته، يُعد مثالًا صارخًا على التعقيد الذي يمكن أن تصل إليه الاضطرابات العصبية.

يبدأ باركنسون بأعراض بسيطة كالرعاش في اليدين، لكنه يتطور تدريجيًا ليؤثر على الحركة بشكل عام، مُحدثًا تغيرات جذرية في حياة المصابين وأسرهم. وعلى الرغم من التقدم العلمي الكبير، لا يزال البحث جاريًا لفهم الأسباب الجذرية لهذا المرض وكيفية علاجه بشكل فعّال.

ويوافق اليوم العالمي لمرض باركنسون، (الشلل الرعاش) تاريخ 11 أبريل من كل عام، والذي يعد فرصة مهمة لتعزيز الوعي حول هذا المرض الذي يعاني منه 6.5 مليون إنسان حول العالم.

ويعد يوم 11 أبريل هو عيد ميلاد الطبيب الإنجليزي جيمس باركنسون، وهو أول من وصف أعراض المرض الانتكاسي واعتبرها وحدة متكاملة سريرياً، وكان ذلك سنة 1817 (قبل 180 سنة). ولهذا سمي المرض على اسم الطبيب.

يعرف المرض أيضاً باسم الشلل الرعاش وهو من أمراض الشيخوخة؛ وأشهر المصابين به هو الملاكم الأمريكي الشهير محمد علي كلاي. وأكثر ما يعاني منه المصابون بمرض باركنسون هو ارتعاش اليدين وتصلب المفاصل وبطء الحركة.

 في هذا التقرير، نسلط الضوء على أهمية مرض باركنسون، ونستعرض أحدث الأبحاث حول أسباب الإصابة به وأعراضه وطرق الوقاية، ونقدم إجابات عن أبرز الأسئلة الشائعة حول مرض باركنسون.

ما هو مرض باركنسون؟

مرض باركنسون هو اضطراب عصبي تدريجي يؤثر على الحركة، ويمكن أن يسبب أيضًا مشاكل في النوم والذاكرة والمزاج والتوازن. يحدث بسبب تلف أو موت الخلايا العصبية في منطقة من الدماغ تُعرف بالمادة السوداء، مما يؤدي إلى نقص في الدوبامين، وهو ناقل عصبي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم الحركة والتنسيق.

تشمل الأعراض الشائعة لمرض باركنسون:

  • الرعاش: ارتجاف يبدأ غالبًا في اليد أو الأصابع.
  • بطء الحركة: صعوبة في بدء الحركة وتباطؤ في الأداء الحركي.
  • تيبس العضلات: مما يمكن أن يؤدي إلى ألم وتقييد في نطاق الحركة.
  • اختلال التوازن: صعوبة في الحفاظ على الوضعية والتوازن.
  • فقدان الحركات التلقائية: مثل التعبيرات الوجهية وأرجحة الذراعين أثناء المشي.

لا يوجد علاج شافٍ لمرض باركنسون حتى الآن، لكن هناك علاجات متاحة تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة للمصابين.

كيف تعرف أنك مصاب بمرض باركنسون؟

تشخيص مرض باركنسون يعتمد على الأعراض السريرية والفحص الطبي. لا يوجد حاليًا فحص معين لتشخيص الإصابة بمرض باركنسون، ولكن الأطباء يعتمدون على مجموعة من الأساليب لتأكيد التشخيص.

  • يشمل التشخيص:

التاريخ الطبي: الاستفسار عن الأعراض والتاريخ الصحي.

الفحص العصبي والبدني: البحث عن الأعراض الرئيسية لمرض باركنسون مثل الرعاش، بطء الحركة، تيبس العضلات، واختلال التوازن.

فحوصات مختبرية: لاستبعاد أمراض أخرى قد تسبب أعراضًا مشابهة.

فحوصات التصوير: مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لاستبعاد اضطرابات أخرى.

في بعض الحالات، قد يصف الطبيب دواء يحتوي على الليفودوبا لمراقبة تحسن الأعراض، وهو ما يمكن أن يساعد في تأكيد التشخيص. إذا كان لديك أي أعراض تثير قلقك، من المهم استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.

ما هي الآلام التي يشكو منها مريض الباركنسون؟

يُعاني مرضى الباركنسون من عدة أنواع من الآلام، والتي يمكن تصنيفها إلى فئات مختلفة وفقًا لمسبباتها:

آلام العضلات والعظام: هذا النوع من الألم شائع ويمكن أن يحدث في مناطق مثل الورك، الظهر، الرقبة، أو الكتف. يمكن أن تساعد المسكنات البسيطة والنشاط البدني المنتظم والعلاج الطبيعي في تسكين هذا الألم.

الآلام العصبية: تنشأ هذه الآلام من الأعصاب، مثل ألم عرق النسا، ويمكن أن تكون حادة وتشبه الصدمة، وتمتد إلى أسفل الذراع أو الساق.

آلام خلل التوتر العضلي (Dystonia): تنتج هذه الآلام عن تقلصات عضلية لا إرادية ويمكن أن تكون في الأطراف، الرقبة، الوجه، اللسان، الفك، الجذع، أو عضلات الحلق.

ألم خلل الحركة وعدم الراحة: يُعاني بعض المصابين بمرض باركنسون من آلام بسبب التعب وعدم الراحة، وقد يكون الجلوس أو النوم صعبًا.

الآلام المركزية: هذا النوع من الألم نادر ولكنه شديد، ويمكن أن يؤثر على البطن، الصدر، الفم، المستقيم، أو الأعضاء التناسلية.

من المهم ملاحظة أن الألم يمكن أن يكون من الأعراض المبكرة لمرض باركنسون، ويمكن أن يتطور مع تقدم المرض. العلاجات المتاحة تهدف إلى تخفيف الألم وتحسين نوعية الحياة للمرضى.

ما هي أسباب الإصابة بمرض باركنسون؟

أسباب الإصابة بمرض باركنسون متعددة وتشمل عوامل وراثية وبيئية. من العوامل الجينية، تغيرات في أنواع محددة من الجينات قد تسبب المرض.

العوامل البيئية مثل التعرض لبعض السموم كمبيدات الحشرات يمكن أن تزيد من خطر الإصابة. كما أن العمر يلعب دورًا؛ فكلما زاد العمر، زادت فرصة الإصابة بالمرض. وجود أحد أفراد العائلة يعاني من المرض يزيد أيضًا من نسبة الإصابة به. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحدث المرض نتيجة ترسب غير طبيعي لبروتينات ألفا سينوكلين في الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تدهور هذه الخلايا بمرور الوقت.

مرض باركنسون

ما هي طرق الوقاية من مرض باركنسون؟

طرق الوقاية من مرض باركنسون تشمل عدة نصائح وإجراءات يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض، ومنها:

تجنب التعرض للمواد الكيميائية السامة: يُنصح بالامتناع عن استخدام المبيدات الحشرية والزراعية إلا للضرورة، وارتداء ملابس واقية أثناء استخدامها.

تجنب التعرض لصدمات الرأس: يُنصح بارتداء خوذة أثناء ممارسة رياضات الاحتكاك أو عند ركوب الدراجات النارية، واستخدام حزام الأمان عند ركوب السيارة، وطلب العناية الطبية وإجراء الفحوصات اللازمة في حالة التعرض لصدمة في الرأس.

بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تساعد في تأخير تطور المرض. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن الوقاية من مرض باركنسون لا تزال موضوعًا قيد البحث والدراسة، ويُنصح بمتابعة أحدث الإرشادات الطبية والاستشارة مع الأطباء المختصين.

ما هي مراحل مرض باركنسون؟

مرض باركنسون هو اضطراب عصبي تدريجي يؤثر على الحركة ويمكن أن يتطور على مدى سنوات.

يُقسم تطور مرض باركنسون عادةً إلى خمس مراحل رئيسية:

المرحلة الأولى: تظهر أعراض خفيفة تؤثر على جانب واحد من الجسم فقط.

المرحلة الثانية: تظهر الأعراض على كلا الجانبين لكن دون التأثير على التوازن.

المرحلة الثالثة: تظهر صعوبة في التوازن والحركة، لكن المريض لا يزال قادرًا على العيش بشكل مستقل.

المرحلة الرابعة: تصبح الأعراض شديدة ويحتاج المريض إلى مساعدة في الأنشطة اليومية.

المرحلة الخامسة: هي المرحلة الأكثر تقدمًا حيث يحتاج المريض إلى الرعاية المستمرة وقد يكون مقعدًا.

هل يمكن التعايش مع مرض باركنسون؟

نعم، يمكن التعايش مع مرض باركنسون بطرق مختلفة تساعد في إدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة. يشمل ذلك الالتزام بالعلاج الدوائي، تعديل نمط الحياة، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية ومجموعات الدعم. كما يُنصح بإجراء بعض التعديلات المنزلية لتقليل خطر السقوط وتسهيل الحركة داخل المنزل. من المهم أيضًا الحفاظ على التواصل مع الأطباء والمختصين للحصول على الدعم والمشورة اللازمة.

هل مرض باركنسون وراثي؟

مرض باركنسون له مكون وراثي، ولكنه لا يتم تحديده عن طريق الوراثة فقط. في حين أن معظم حالات مرض باركنسون تعتبر متفرقة وتحدث بشكل عشوائي دون وجود صلة وراثية واضحة، فقد حددت الأبحاث العديد من العوامل الوراثية التي يمكن أن تساهم في تطور المرض. الجينات مثل LRRK2، SNCA، PARK2، وPINK1 تم ربطها بزيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون. ومع ذلك، الأفراد الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى مصابين بداء باركنسون لديهم خطر أعلى للإصابة بالمرض مقارنة بعامة السكان، لكن الخطر الإجمالي يظل منخفضًا نسبيًا.

العوامل البيئية، مثل التعرض للسموم أو بعض الأدوية، قد تلعب أيضًا دورًا في تطور المرض. إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بمرض باركنسون، فمن المهم أن تكون على دراية بعوامل الخطر المحتملة وأن تناقشها مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.

هل مرض باركنسون مرض خطير؟

مرض باركنسون هو اضطراب تدريجي يؤثر على الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب مجموعة من الأعراض مثل الرعاش، وتباطؤ الحركة، وتيبس العضلات. على الرغم من أنه لا يعتبر مميتًا بحد ذاته، إلا أن المضاعفات المرتبطة به قد تكون خطيرة، خاصة في المراحل المتقدمة من المرض. يمكن أن تشمل هذه المضاعفات صعوبات في البلع، مما قد يؤدي إلى الالتهاب الرئوي، وكذلك مشاكل في الاتزان قد تؤدي إلى سقوط قاسي. العلاج المبكر والمتابعة الطبية يمكن أن يساعدنا في التحكم بالأعراض وتحسين نوعية الحياة.

متى يبدأ مرض باركنسون؟

مرض باركنسون عادةً ما يبدأ في منتصف العمر أو في مراحل عمرية متأخرة، ويزداد احتمال الإصابة به مع التقدم في السن. فعادةً تكون أعمار المصابين بالمرض قريبة من 60 عامًا أو أكثر. إذا كان لديك أي أعراض تثير قلقك، يُنصح بزيارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح والمشورة الطبية.

ما هي 3 أعراض لمرض باركنسون؟

مرض باركنسون هو اضطراب عصبي يتطور تدريجيًا ويؤثر على الحركة. من أعراضه الرئيسية:

الرُّعاش: غالبًا ما يبدأ في يد واحدة، وقد يُلاحظ كرعشة بسيطة في اليد أو الأصابع.

الحركة البطيئة (Bradykinesia): يؤدي إلى بطء في الحركة ويجعل المهام البسيطة صعبة وتستغرق وقتًا طويلاً.

تيبّس العضلات: يمكن أن يحدث في أي جزء من الجسم وقد يسبب الألم ويحد من نطاق الحركة.

إذا لاحظت هذه الأعراض أو أي تغيرات مقلقة في الحركة، يُنصح بزيارة الطبيب للحصول على التشخيص والمشورة الطبية.

هل يمكن الشفاء من مرض باركنسون؟

مرض باركنسون هو اضطراب تدريجي يؤثر على الجهاز العصبي ويتسبب في مشاكل بالحركة وأعراض أخرى. للأسف، لا يوجد حاليًا شفاء كامل لمرض باركنسون، لكن هناك علاجات يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض بشكل كبير. الأدوية وأحيانًا الجراحة يمكن أن تحسن من نوعية الحياة للمصابين بهذا المرض.

كيف يبدأ مرض الرعاش؟

مرض الرعاش، المعروف أيضًا بالرعاش الأساسي، هو اضطراب في الجهاز العصبي يتسبب في حدوث اهتزازات لا إرادية ومنتظمة. يمكن أن يؤثر على أي جزء من الجسم، ولكنه يحدث غالبًا في اليدين، خاصةً عند القيام بمهام بسيطة مثل الشرب من كوب أو ربط الحذاء. الأعراض تبدأ تدريجيًا وعادةً ما تكون أكثر وضوحًا في جانب واحد من الجسم وتتفاقم مع الحركة.

عادةً ما تبدأ الأعراض في اليدين وقد تشمل حركات بالرأس تشبه إيماءات “الموافقة” أو “الرفض”. قد تزداد الحالة سوءًا بسبب الضغط العاطفي أو الإجهاد أو تناول الكافيين أو التعرض لدرجات الحرارة الحادة. يُعتقد أن حوالي نصف الأشخاص المصابين بالرعاش الأساسي لديهم جين متغير، ويُشار إلى هذا النوع باسم الرعاش العائلي.

هل مرض الباركنسون يقتل؟

مرض باركنسون هو اضطراب تدريجي يؤثر على الجهاز العصبي ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، لكنه بحد ذاته ليس مرضًا قاتلًا. ومع ذلك، قد تؤدي المضاعفات الناتجة عن تقدم المرض، مثل صعوبات البلع والسقوط، إلى مشاكل صحية خطيرة يمكن أن تكون مميتة. العلاج يهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة.

هل النسيان من أعراض مرض باركنسون؟

نعم، النسيان يمكن أن يكون من أعراض مرض باركنسون، خاصة في المراحل المتقدمة من المرض. يُعرف هذا العَرَض بالخَرَف ويمكن أن يؤثر على الذاكرة والوضوح الذهني للمريض. ومع ذلك، ليس كل مرضى باركنسون يعانون من مشاكل في الذاكرة، وقد تختلف الأعراض من شخص لآخر. إذا كان لديك أي قلق بشأن هذه الأعراض، من الأفضل استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق ومناقشة خيارات العلاج.

هل العصبية تسبب باركنسون؟

لا توجد أدلة علمية تشير إلى أن العصبية تسبب مرض باركنسون. مرض باركنسون هو اضطراب تنكسي عصبي يتفاقم تدريجيًا ويؤثر على النظام الحركي في الجسم. يحدث بسبب تلف الخلايا الدماغية المنتجة للناقل العصبي الدوبامين، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى مادة الدوبامين. الأسباب الدقيقة لمرض باركنسون غير معروفة، لكن يُعتقد أنها تشمل عوامل وراثية وبيئية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة