كليوباترا سمراء البشرة... انتقادات لنتفلكس بسبب إعلان فيلمها الوثائقي

اتهامات للفيلم بأنه يدعم لحملة الأفروسنتريك التي ترى أن المصريين الحالين محتلون وأن الأفارقة السود أصل الحضارة الفرعونية

  • تاريخ النشر: السبت، 15 أبريل 2023
كليوباترا سمراء البشرة... انتقادات لنتفلكس بسبب إعلان فيلمها الوثائقي

حالة من الجدل والانتقادات التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي في مصر بعدما بثت منصة نتفلكس العالمية الإعلان الترويجي لفيلم وثائقي جديد يتحدث عن حياة آخر فراعنة مصر "الملكة كليوباترا" الذي من المقرر أن يعرض على المنصة في العاشر من شهر مايو.

وقد تعرض الإعلان الترويجي لانتقادات وسخرية واسعة من المصريين، بسبب إظهار الملكة الفرعونية من أصول مقدونية ببشرة سمراء وملامح إفريقية وشعر مجعد.

وبعد انتشار الإعلان انهالت الانتقادات التي طالت الشركة الأمريكية، واتهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر أن المنصة تشوه التاريخ، والمعطيات التاريخية الثابتة، واعتبر البعض أن ما تفعله هو محاولة لطمس الهوية الفرعونية المصرية ودعم حملة "المركزية الأفريقية" التي تزعم أن المصريين الحاليين هم عرب محتلون وأن الأفارقة السود هم الفراعنة الحقيقيون.

الفيلم الوثائقي QUEEN CLEOPATRA أو الملكة كليوباترا يتناول الحروب التي خاضتها الملكة، والتي تعد آخر الملكات التي حكمت مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، وحاولت حماية عرشها وإرثها وعائلتها.

العمل من إنتاج جادا بيكيت سميث، زوجة الممثل العالمي ويل سميث، وهي ممثلة وكاتبة أغاني أمريكية من أصل أفريقي.

وقد أثار الإعلان الترويجي الجدل لما جاء فيه، حيث ركّز على أن الفيلم سيتناول موضوع سبب الكثير من الجدل الأكاديمي، وتم تجاهله في هوليوود.

وفي الإعلان الترويجي أثار جدل مقطع رود فيه تقول فيه إحدى السيدات: "أمي دائمًا كانت تقول لي لا يهمك ماذا تعلمت في المدرسة كليوباترا كانت مصرية سوداء تدافع عن شعبها وبلدها" في إصرار على أنها كانت من أصحاب البشرة السمراء.

فيلم كليوباترا والجدل حول المركزية الأفريقية

وبسبب هذا الفيلم أعاد النقاش إلى المركزية الأفريقية أو ما يُعرف بالأفرونستريك وهي حركة سياسية وثقافية تزعم أن الأفارقة هم أصل الحضارات، وتدعي أن جميع حضارات العالم كانت تضم أصحاب البشرة السمراء قبل تشتتهم.

وتدعي هذه الحملة أن الفراعنة أصلهم أفريقي سود البشرة والمصريين الحاليين ما هم إلا محتلون عرب، ولا بد أن يعود الأفارقة إلى بلدهم "مصر".

وقد أثار هذا الفيلم انتقادات شديدة من علماء مصريين الذين رأوا أن الفيلم ما هو إلا تزوير للتاريخ والحقائق التاريخية، وكان من أشد المعارضين هو وزير الآثار السابق عالم الآثار زاهي حواس الذي أكد أن ما ظهر في الفيلم لا أساس له من الصحة.

وقال زاهي حواس أن الملكة كليوباترا كانت يونانية ولم تكن سمراء البشرة إطلاقًا، وأضاف أن هذه الخطوة ما هي إلا محاولة من أصحاب البشرة السمراء في أمريكا إثبات أنهم أصل الحضارة دون تقديم أي دليل يؤكد صحة ادعاءاتهم.

وأشار زاي حواس أن المصريين القدماء كانوا يصورون أنفسهم بشكل مختلف عن الغير، وأوضح أن الحضارة السمراء ليست لها صلة بالحضارة المصرية، وقال: "الكوش حكموا مصر في الأسرة الـ25 وغير متصلين بالحضارة إطلاقًا".

وتابع: "يوليوس قيصر كان أبيض البشرة، وكليوباترا أبوها أبيض أخوها أبيض وهي يونانية الأصل"، وقال: "تصوير كليوباترا كامرأة سوداء هو إثبات نسب الحضارة المصرية إليهم وهو أمر خاطئ".